قال رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن عبد الله الترابي إن عملية السلام السودانية الجارية الآن بين الحكومة والحركة الشعبية ستمنى بالفشل. وأوضح في تصريح لمراسل الجزيرة أن هذه المفاوضات يجب أن تعتمد على قاعدة شعبية ومشاركة من الأحزاب السودانية كافة، مؤكدا أنه بدون ذلك سيكون مصيرها الفشل. وقال إن الشعب السوداني "يصفق للمجهول وهذا ليس بضمان للسلام"، مضيفا أن ما يحدث في السودان الآن "دورة ستنقلب غدا وهذا الأمر جربناه كثيرا في السودان، والعالم كله هكذا في تجاربه". وكان الترابي قد دعا أمس إلى إجراء انتخابات مبكرة في أنحاء البلاد لتأمين أي اتفاق سلام مع المتمردين الجنوبيين وقال إنها أساسية لمنع انفصال الجنوب. وطالب بأن تكون للأقاليم سلطات واسعة بما في ذلك ما يتعلق بتفاصيل تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية. من جهة ثانية أكد مسؤولون بالخارجية الأميركية في بانكوك اليوم الأحد أن الوزير كولن باول سيتوجه إلى كينيا هذا الأسبوع للمشاركة في المفاوضات بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين. وجاءت هذه التصريحات على هامش مشاركة الوفد الأميركي في قمة آبك. في هذه الأثناء ذكرت مصادر مقربة من محادثات السلام السودانية الجارية في منتجع نيفاشا الكيني أن الحكومة السودانية والحركة الشعبية حققتا بعض التقدم في مسألة تقاسم الثروة. وأضافت أن فرص التوصل إلى اتفاق بشأن المسائل الخلافية تعززت مع قرب زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول المرتقبة لمقر المفاوضات في منتجع نيفاشا. وأوضح مراسل الجزيرة أن الخلاف يتركز بشأن مطالب المتمردين بتطبيق النظام الاقتصادي والمالي المتعارف عليه دوليا، أما الحكومة فتتمسك بالنظام الإسلامي في إدارة شؤون الاقتصاد وتوزيع الثروات. وفي الجولة السابقة التي انتهت يوم 26 سبتمبر الماضي وقع الطرفان اتفاقا أمنيا مهما ذلل إحدى العقبات الكبرى التي تعترض جهود إنهاء الحرب. أما القضايا الخلافية الباقية فهي اقتسام السلطة والثروة ووضع الخرطوم والمناطق الثلاث التي يطالب بها الجانبان وهي أبيي وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق. الجزيرة