ذكرت صحيفة هيرالد تريبيون البريطانية أن الرئيس الكوري الجنوبي روه موو هاين، كرر بمناسبة اليوم الوطني للقوات المسلحة الكورية، عرضه بالربط بين الاستجابة للطلب الأمريكي لإرسال قوات كورية إلى العراق، وبين تحرك إيجابي من جانب واشنطن من أجل حل المأزق بخصوص البرنامج النووي الكوري الشمالي. وجاءت تعليقاته هذه، بعد يوم من إعلان كوريا الشمالية أنها لم تعد مهتمة بإجراء مزيد من المحادثات، بذريعة الموقف المتصلب للولايات المتحدة، وهددت بتعزيز قدراتها الدفاعية النووية، وأدى احتمال إرسال قوات عسكرية كورية قوامها خمسة آلاف وخمسمائة جندي، بالإضافة إلى حوالي سبعمائة من المهندسين العسكريين والطواقم الطبية إلى حدوث انقسام حاد في الرأي العام الكوري، وقال روه إن قرار إرسال قوات قتالية إلى العراق يعتمد على الأمن في منطقة شبه الجزيرة الكورية المقسمة، حيث يرابط سبعة وثلاثون ألف جندي أمريكي لمساعدة ستمائة وتسعين ألف جندي كوري جنوبي لردع كوريا الشمالية الشيوعية. وذكر الرئيس الكوري الجنوبي أن المهمة العاجلة حاليا هي حل المشكلة النووية الكورية الشمالية سلميا. وأضاف بعد استعراضه للقوات، كيف يمكن لأية شركة عالمية أن تستثمر في البلاد إذا لم يكن الأمن فيها راسخا؟ ويؤيد المحافظون في كوريا الجنوبية إرسال قوات عسكرية إلى العراق لدعم القوات التي تقودها أمريكا، بينما يرى الليبراليون أن ذلك يعتبر مساهمة في شن حرب يعتقدون بأنها لا مبرر لها، ويأمل الزعماء السياسيون من كلا الجانبين أن يؤدي دعما كهذا إلى جني ثمار اقتصادية كمكافأة من واشنطن، ويقول الخبراء إن موقف روه الحذر كان بهدف جس النبض من أجل الحصول على مزيد من التنازلات الأمريكية. وقال بيك هاك سوون، وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية في معهد سي جونغ بكوريا الجنوبية إن الرئيس لم يربط بين إرسال القوات إلى العراق وبين حل القضية النووية الكورية الشمالية، ذلك أن ربطا واضحا بين الأمرين سيؤدي إلى تعقيد العلاقات مع أمريكا كما أن الرأي العام يجب وضعه في الحسبان. وأضاف: إذا قررت حكومة كوريا الجنوبية إرسال قوات إلى العراق فمن المؤكد أن إدارة بوش ستحاول أن تفعل شيئا ما لمكافأتها على خطوتها هذه. وكان التوتر قد تصاعد منذ شهر أكتوبر الماضي عندما أعلنت كوريا الشمالية أنها تطور برنامجا نوويا سريا، واستضافت الصين في شهرغشت الماضي مؤتمرا سداسيا شمل كوريا الشمالية وأمريكا وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية إضافة إلى الصين، دون الاتفاق على خطوات من شأنها أن تجد حلا للتوترات، ولا حتى على موعد جولة جديدة في المحادثات السداسية.