رحب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بمواقف عدد من أعضاء لجنة الصحة والتعليم والعمل بمجلس الشيوخ الأمريكي الذين انتقدوا ترشيح الكاتب الأمريكي دانيال بيبس المعروف بعدائه للإسلام والمسلمين لعضوية مجلس إدارة معهد الولاياتالمتحدة للسلام خلال جلسة استماع عقدوها صباح الثلاثاء الثالث والعشرين من يوليو الحالي للنظر المبدئي في ترشيح الإدارة الأمريكية لبيبس في عضوية المعهد الفيدرالي، كما عجزت اللجنة عن التصويت على ترشيح بيبس بعد مغادرة عدد كبير من أعضاءها لجلسة الاستماع، ومن ثم تم تأجيل التصويت إلى لقاء أخر لم يحدد بعد. وقد جاءت هذه التطورات بعض أن نظمت المنظمات المسلمة والعربية الأمريكية مجتمعة حملة مكثفة بدأتها في شهر أبريل الماضي، وكثقتها خلال الأيام الأخيرة للمطالبة برفض ترشيح بيبس، وقد شارك في الحملة آلاف المسلمين والعرب كما انضمت لها بعض المنظمات الأمريكية المعنية بالحوار بين الأديان والسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وكذلك مجموعة من كبريات الصحف الأمريكية وعلى رأسها جريدة واشنطن بوست. في الوقت الذي أيدت فيه بعض أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية مثل لجنة مكافحة التشويه، واللجنة اليهودية الأمريكية، والمنظمة الصهيونية الأمريكية ترشيح بيبس. وخلال جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الصحة والتعليم والعمل بمجلس الشيوخ الأمريكي للنظر المبدئي في ترشيح بيبس في 23 يوليو الحالي، انتقد كل من السيناتور إدوارد كيندي (ديمقراطي-ماستشوتس)، والسيناتور كريستوفر ضوض (ديمقراطي-كونيكتيكت)، والسيناتور توم هاريكن (ديمقراطي-أيوا) دانيال بيبس ووصفوه بأنه "استفزازي"، و"مختلف عليه بشدة"، و"منحاز بصرامة لوجهة نظر واحدة"، وأن أرائه تمثل "تعارضا مباشرا" مع أهداف معهد الولاياتالمتحدة للسلام. وقد ذكر السيناتور هاركين أنه أنفق بعض الوقت في دراسة خلفية المرشح، وتحدث هاركين باستفاضة عن بعض أقوال بيس مثل قوله أن توسع المسلمين الأمريكيين سياسيا يمثل "خطرا"، وقيام بيبس بتصميم موقع إلكتروني لجمع معلومات عن الأكاديميين الذين ينتقدون إسرائيل. وقال هاركين أن الخلاف الجاري بسبب احتمال تولي بيبس عضوية مجلس إدارة معهد الولاياتالمتحدة للسلام سوف "يطغى" على عمل المعهد. وقال هاركين أن ولاية أيوا هي موطن أقدم مسجد بالولاياتالمتحدة، وأن المسلمين هم قطاع حيوي من سكان ولايته. وأضاف هاركين قائلا أن دانيال بيبس "ليس شخص ينبغي أن يكون بمجلس إدارة معهد الولاياتالمتحدة للسلام". وذكر السيناتور جايمس جيفردذ (مستقل-فرمونت) أن الجدل والخلال الدائرين حول ترشيح بيبس هما سبب كافي لعدم مساندة ترشيحه. في الوقت الذي لم يدافع فيه عن بيبس سوى السيناتور جون إنسين (جمهوري-نيفادا) الذي دافع عن بيبس دفاعا حذرا قائلا أن يساند موقف بيبس في أن صنع السلام يحتاج أن تسانده القوة. وتعليقا على تطورات الحملة ذكر نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) "إننا نرى نتائج جلسة اليوم على أنها انتصارا لكل من يعارضون التعصب الأعمى ولكل من يسعون إلى حلول تفاوضية للصراعات الدولية على خلاف دانيال بيبس". وأضاف عوض قائلا "كان من الواضح أن هناك حماس ضئيل لمساندة ترشيح بيبس حتى ضمن مسانديه السياسيين. ويحتاج أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون إلى أن ينضموا إلى زملائهم الديمقراطيين في رفض هذا الترشيح الخلافي". وقد عقدت كير بالمشاركة مع مجلس الشئون العامة الإسلامية، والمعهد العربي الأمريكي، واللجنة العربية لمكافحة التمييز، ومعهد الحرية التابع للجمعية الإسلامية الأمريكية مؤتمرا صحفيا خارج القاعة التي عقد بها الاجتماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، وقد هدد أحد مساندي بيبس نهاد عوض المدير العام لكير خلال مشاركته بالمؤتمر قائلا له "نحن نعرفك، احترس". وكانت كير قد دعت المسلمين والعرب في أمريكا وخارجها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة للاعتراض على ترشيح الإدارة الأمريكية لدانيال بيبس. ويرى مسلمو أمريكا أن بيبس هو أحد أكثر الصقور الموالين لإسرائيل تشددا ضد الإسلام والمسلمين في دوائر الإعلام والفكر بالولاياتالمتحدة. وقد كسبت حملة مسلمي أمريكا ضد ترشيح بيبس تعاطف بعض أكبر وسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة إذا نشرت صحيفة دالاس مورنيج نيورز تعليقا في التاسع عشر من أبريل الماضي يصف بيبس بأنه صقر من النوع سوبر وقالت في أنها "تتفهم" غضب المسلمين من ترشيح الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لعضوية مجلس إدارة مركز أبحاث فيدرالي (معهد الولاياتالمتحدة للسلام). كما ذكرت جريدة واشنطن بوست في تعليق نشرته في التاسع عشر من شهر أبريل الماضي أن وقع ترشيح بوش لدانيال بيبس على مسلمي أمريكا كان بمثابة "نكته قاسية". وقالت الجريدة أن بيبس يتعمد التمييز بين الإسلام وبين "الإسلام المسلح" عند انتقاده للمسلمين لكي يتفادى الانتقادات التي توجهها له المنظمات المسلمة. ولكنه دائما يتحدث عن "مساحة رمادية" يختلط فيها الإسلام بالإسلام المسلح، فهو يقول على سبيل المثال أن "مصدر هذا العنف هو "الإسلام المسلح" والمسلمون وحدهم هم من يدعمون "الإسلام المسلح" ... لقد ثبت أن المساجد هي قواعد التدريب للإسلام المسلح ولذا يجب أن نفتش فيها". وقد هنئت كير آلاف المسلمين والعرب الذين استجابوا للحملة من خلال اتصالاتهم الإلكترونية والهاتفية والبريدية، وقال عمر أحمد رئيس مجلس إدارة كير أن "جهود آلاف النشطاء الذين شاركوا في الحملة بدأت تؤتي ثمارها، ولكن المشكلة لم تنتهي بعد، ولذا ينبغي على أصحاب هذه الجهود الاستمرار فيها ومضاعفتها في الفترة الهامة المقبلة". كير-واشنطن