انطلقت صباح الثلاثاء 26 يونيو 2012 بالرباط جلسات الاستماع العمومية حول قطاع الصحة التي تنظمها وزارة الصحة، إلى غاية 5 يوليوز المقبل، في إطار البرنامج التواصلي «انتظارات» الذي انطلق في 5 أبريل الماضي. الجلسات انطلقت وسط انتقادات النقابات الأربع الأكثر تمثيلية العاملة بقطاع الصحة والتي طالبت الوزير في رسالة مفتوحة ب «الإنصات لأهل الدار في المرحلة الأولى وتنظيم جلسات استماع مع موظفي الصحة لمعرفة معاناتهم اليومية مع ظروف العمل السيئة والأخطار التي هم عرضة لها والتحرشات والاستفزازات اليومية الناتجة عن غياب الأمن والحماية القانونية»، ودعت النقابات، وهي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الوزارة الوصية إلى تدشين حوار وطني حقيقي حول إشكالية الصحة يبدأ بالتوافق حول منهجيته وآلياته وأهدافه العامة والإجرائية. وزير الصحة الحسين الوردي قال في كلمته في حفل انطلاق جلسات الاستماع العمومية إن برنامج «انتظارات يروم فتح قنوات التواصل لرصد ارتسامات والانتظارات الأساسية للمواطنين ولكل المتدخلين في افق عقد المناظرة الوطنية للصحة والخروج بميثاق وطني للصحة. وذكر الوزير أن الوزارة سطرت برنامج عمل لسنة 2012 يسعى إلى إعادة تأهيل القطاع الصحي ويقوم على المقاربتين التشاركية والحقوقية، ويرمي إلى تحسين الحكامة داخل القطاع وتعزيز التواصل مع المواطنين وتنظيم الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص من أجل مواكبة تعميم نظام المساعدة الطبية. وقال الوزير إنه في إطار هذا البرنامج سيتم إنشاء وتشغيل 30 وحدة طبية لاستعجال القرب من بين 80 وحدة تمت برمجتها بالاقاليم التي لا تتوفر على مؤسسة استشفائية كما سيتم بناء 41 مؤسسة صحية أساسية واقتناء 70 جهاز الاكوغرافيا لفائدة المراكز الصحية الجماعية بدور التوليد واقتناء 65 سيارة اسعاف. وأوضح الوزير أن جلسات الاستماع والمناظرة الوطنية حول الصحة ستساعد على وضع رؤية مستقبلية جديدة وشاملة للمنظومة الصحية تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والوبائية، كما ستمكن من رسم سياسة صحية تستجيب لحاجيات المواطنين والمواطنات باعتبارهم شريكا ومستفيدا من خدمات المنظومة الصحية والوطنية. من جهته، قال الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني إن هذه الجلسات هي تمرين على الديمقراطية وقواعد وأخلاق الحوار واستشعار المسؤولية الجماعية في كل إشكالات المغرب. مضيفا في كلمته بالمناسبة أن الحكومة ورثت إنجازات مهمة تعمل على استكمالها، كما ورثت انتظارات واسعة وإحباطات شديدة مرتبطة في الغالب بأنماط التدبير والحكامة، وأشار الشوباني إلى أن الدستور أكد على المنهجية التشاركية معتبرا ذلك عنوانا على نهاية مرحلة الاستفراد بالقرار وفرضه دون الاستماع إلى الأطراف الأخرى. وفي إطار المرحلة الأولى لبرنامج انتظارات، تم تنظيم لقاءات إذاعية على الإذاعة الوطنية والجهوية ويتعلق الأمر ب 25 برنامجا تتراوح مدتها ما بين 7 دقائق و ساعة واحدة تم خلاله الاستماع لآراء المواطنين المتعلقة بتصورهم للمنظومة الصحية واقتراحاتهم لتجويدها. كما اعتمد البرنامج على المعطيات المرتبطة بالتغطية الصحفية للقطاع الصحي ويتعلق الأمر ب 6500 مقال صحفي ما بين مارس 2011 وماي 2012 وتناولت هذه المقالات مواضيع تتعلق بالمؤسسات الصحية والأدوية والأدوات الطبية، بالإضافة إلى الافكار والاقتراحات الصادرة في هذه المقالات المرتبطة بالمجال الصحي. وقالت النقابات الأربع في رسالتها لوزير الصحة إن المنظومة التي توفر اليوم الخدمات الصحية العمومية لساكنة تقدر بأكثر من 30 مليون نسمة لا تشتغل إلا بمجهودات استثنائية لعدد قليل من الأطر الصحية يقدر ب 10آلاف طبيب فقط (نصفهم متخصص ونصفهم طب عام) و26.000 ممرض فقط (كل التخصصات) و 10آلاف تقني وإداري وعون فقط ، وهده الأرقام ، حسب النقابات، بعيدة كل البعد عن المقاييس الدولية وعن ما تتوفر عليه من أطر صحية الدول ذات الاقتصاد المماثل. وأوضحت النقابات أن قانون المالية لسنة 2012 حدّد عدد التوظيفات الجديدة في 2000 فقط ، فيما يحال على التقاعد كل سنة أكثر من 1000 موظف.