لأول مرة في تاريخ القطاع.. وزارة الصحة تستمع ل«انتظارات» المغاربة في مبادرة هي الأولى من نوعها، تنظم وزارة الصحة جلسات استماع عمومية في إطار برنامجها التواصلي «انتظارات» الذي يروم فتح قنوات التواصل مع المواطنين بصفتهم مستعملي الخدمات الصحية ومع الفاعلين الاجتماعيين والمؤسساتيين المتدخلين في قطاع الصحة أو من لهم علاقة مع القطاع لرصد انتظارا تهم ورؤيتهم لقطاع الصحة العمومية ببلادنا. وتشكل جلسات الاستماع العمومية التي ستنطلق غدا الثلاثاء بالرباط، حلقة أولى في أفق المناظرة الوطنية حول الصحة، حسب الحسين الوردي وزير الصحة الذي أكد في تصريح ل»بيان اليوم» أن المناظرة الوطنية التي سيشارك فيها خبراء منظمة الصحة العالمية وخبراء مغاربة وأجانب، ستبلور ميثاق وطني للصحة يحدد رؤية واضحة في قطاع الصحة العمومية على مدى العشرين سنة المقبلة. وأضاف الوزير أن صياغة ميثاق وطني حول الصحة يشارك في جميع المتدخلين من مرتفقين ومنظمات المجتمع المدني وكل المتدخلين في المجال الصحي ببلادنا سيمكننا من الخروج من سياسة الارتجال التي طبعت القطاع لعقود خلت، حيث كان كل وزير يدبر الشأن الصحي الوطني وفق رؤية خاصة للقطاع. وأوضح الحسين الوردي أن من خلال برنامج «انتظارات» وضمنه جلسات الاستماع سيتم بلورة محاور المناظرة الوطنية سواء تعلق الأمر بالسياسة الدوائية لدى وزارة الصحة أو السياسية الصيدلانية وسياسة المستعجلات وتمويل المنظومة الصحية في المغرب والحكامة وتدبير القطاعات الصحية وسياسة الأمن الصحي بالإضافة إلى محاور أخرى ذات الصلة بالحق في الوصل إلى العلاج والصحة في المقرى والمناطق النائية، كلها محاور ستشكل بحسب الوزير مجالات استماع لجميع المتدخلين واقتراحاتهم التي ستعرض على شكل خلاصات خلال المناظرة الوطنية. وأفاد الحسين الوردي أن وزارة الصحة لديها رؤية لكل هذه المحاور وستعمل على توضيحها خلال المناظرة الوطنية في إطار مقاربة تشاركية تروم امتلاك هذه الرؤية من قبل جميع المتدخلين، مشيرا إلى أن الدستور الجديد نص في فصله 13 على أن «تعمل السلطات العمومية على إحداث هيئات للتشاور، قصد إشراك مختلف الفاعلين الاجتماعيين في إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها» لأن الغاية في نهاية المطاف، يضيف الوزير هي وضع سياسة صحية تشاورية تمكن من خلق جو من التضامن والتعبئة الضامنين لنجاحها. يشار إلى أن برنامج «انتظارت» الذي أعطيت انطلاقته يوم 5 أبريل الماضي يشمل تنظيم لقاءات إذاعية تفاعلية مباشرة لاستقبال مكالمات المواطنين المتعلقة بتصورهم للمنظومة الصحية واقتراحاتهم لتجويدها، وإحداث صفحة خاصة على الشبكات الاجتماعية»الفايسبوك» لاستقبال آراء، ملاحظات واقتراحات المواطنين بالإضافة إلى خلاصات المقالات الصحفية الصادرة خلال الفترة الممتدة من مارس 2011 إلى ماي 2012 سواء تعلق الأمر بالمشاكل المرتبطة بالقطاع الصحي أو الأفكار والاقتراحات الصادرة الواردة في تلك المقالات الصحفية. وسيشارك في جلسات الاستماع العمومي العديد من الخبراء بالقطاع الصحي والأكاديميين والشركاء والفاعلين بالمجتمع المدني والمؤسسات المهتمة بالشأن الحقوقي والاجتماعي.