يحدثنا خالد حنفي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عن تجربته كمشرف ميداني على المستشفى الميداني الذي أقيم بميدان التحرير بالقاهرة أثناء ثورة 25 يناير 211 وعن أهم المشاهد المؤثرة التي ما تزال عالقة في ذهنه إلى حدود الساعة، كما يتناول عضو مجلس الشعب المصري عن حزب الحرية والعدالة تكهناته بخصوص الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية وعن التحالفات الممكنة لمحمد مرسي مرشح الإخوان بمصر وقال بأنهم يحتفظون بمسافة واحدة من كل المرشحين ما عدا فلول النظام السابق، كما يعلق عن إبعاد خيرت الشاطر من سباق الرئاسة وأيضا حول وجهة نظره من خروج عبد المنعم أبو الفتوح من جماعة الإخوان المسلمين، ويتناول هذا الحوار أيضا العلاقة التي تحكم الإخوان في تعاملهم مع مختلف المؤسسات الكبرى في مصر خاصة منها الجيش والمجلس العسكري، وقد تناول وكيل لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري التجربة المغربية وحجم تفاعلها مع الربيع الديمقراطي متمنيا لها النجاح ومعتبرا إياها استبقت التطورات واستطاعت نزع فتيل التوتر. خالد حنفي أجاب أيضا عن رؤيته لتدبير الاختلاف الإسلامي الإسلامي بمصر وتطلع إلى وحدة عربية إسلامية قال ل “التجديد” إن معالمها بادية في الأفق وأن حكم الإسلاميين أصل وليس طارئ. ● كنت مشرفا على المستشفى الميداني بميدان التحرير في ثورة 25 يناير 2011 كيف كانت عملية الاستشفاء داخل الشارع العام وبعض المؤسسات غير الطبية وما هي أبرز مشاهد ما تزال عالقة في ذهنك؟ ●● المشهد الأول كان يوم 29 يناير 2011 وهي لحظة بداية إنشاء المستشفى الميداني في مسجد عباد الرحمان ومساحته تقريبا 30 متر على ثمانية وقد كان عبارة عن نقطة تجميع للجرحى وكان قريب من وزارة الداخلية التي قامت بإطلاق كثيف للنيران على الثوار فبدأنا نقدم في البداية الإسعافات الأولية وبعد ذلك جاءت فكرة تحويل المسجد إلى مستشفى ميداني تلقينا فيه الجرحى والشهداء. أما المشهد الثاني فكان يوم الأربعاء 2 فبراير 2011 على الساعة الثانية ظهرا في ما سمي بموقعة الجمل حيث فوجئ كل من في الميدان بتدفق الآلاف من مؤيدي حسني مبارك من مختلف الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير رافعين شعارات ضد الثورة ومناصرة لمبارك، ففي الأول وقعنا تحت هول الصدمة وأصبنا بحالة ارتباك لبضع دقائق لم نعرف ما نقدم فيها أو نؤخر إلى أن نظمنا الصفوف وبدأنا بالهتافات وبدفعهم إلى الخلف فبدأ التراجع لكن رسخ في ذهني مشهد جراء تنامي حجم الإصابات بالسيوف والسكاكين والحجارة واشتباكات وبدأت الإصابات والجروح بكافة أنواعها بين جروح في الأنف والردود القطعية وقد استمرت العلاجات إلى صباح اليوم الموالي الذي هو يوم الخميس 3فبراير 2011. ● طبعا كان إلى جانبك أطباء آخرين كما سمعت عن لحظات جد مؤثرة لحظة تقديمكم للعلاجات الضرورية للمصابين؟ ●● وصل عدد الأطباء في وقت من الأوقات بالمستشفى الميداني إلى 600 ومعظمهم متطوعين من الثوار ضد نظام مبارك، كان قد حضروا للمشاركة في الثورة وعدد منهم لم يلتحق إلى يوم موقعة الجمل، ففي الأيام الأولى لم نكن نحن كأطباء ندري أننا أمام ثورة ولم تكن الحاجة بادية لنا في مستشفى ميداني. ● كلامكم هذا يؤكد أيضا فجائية الثورة وكونكم لم تتوقعوا سقوط نظام مبارك بالمرة؟ ●● بالفعل فقد كنا نشارك في فعاليات يوم 25 يناير 2011 ضد نظام مبارك وكان أقصى توقنا يذهب إلى تعديلات على مستوى عدد من المؤسسات وأن يحل مجلسي الشعب والشورى أو تعديل في الدستور وبعض القوانين وفي يوم 28 كنا في الميدان أمام شبه ثورة بل لم نكن نعلم أن كل مصر وفي مناطق مختلفة تخوض نفس الأشكال التي نخوضها في الميدان، خاصة أنه في هذه الفترة تم قطع الانترنيت وشبكة الهاتف مما حال دون الاتصال بأي كان، لكن منذ يوم 29 أصبحنا موقنين أننا أمام ثورة مصرية، ومن بين المشاهد الراسخة في ذهني أيضا أن يوم موقعة الجمل قدمنا الفحوصات لأزيد من ألف إصابة وما يقارب 11 شهيدا لم تكن ولا واحدة منها في الظهر أو في الخلف بل كلها في مقدمة الجسم بين وجه ورأس وصدر وأرجل وغير ذلك فلا أحد من الثوار أعطى ظهره للعدو، وقد أخذت الإصابات أشكال مختلفة وعشوائية وقد أربكت هذه الإصابات كل الأطبة بحيث لم نكن قادرين على تحديد طبيعة الإصابات هل هي آلة حادة أم حجارة أم لكمات وهذا خلخل من قواعد طبية عندنا تساعد على تحديد طبيعة الجرح بسرعة والتعاطي معه لكن كنا حيارى في هذا اليوم من عدد من الإصابات بحث لم نستطع تحديد طبيعتها. وهنا يحضرني مشهد آخر يوم الأربعاء على الساعة السادسة تحديدا حيث نفذت نفذت كل المستلزمات الطبية التي كانت لدينا حتى من الخيوط والضمادات، وطبعا لم نشيع هذا الأمر لدى الجميع حتى لا نؤثر نفسيا على الثوار لكنني استنجدت بالعديد من الشخصيات وبمستشفيات مختلفة كما أنني أذاعت الأمر حينها على قناة “البي بي سي”، وكنت أمر على الأطباء للاقتصاد في ما تبقى فالجرح الذي يحتاج إلى ستة غرز كنا نغلقه فقط بثلاثة من آجل توفير البعض الآخر، وقمنا بإجراءات غير مهنية أحيانا لكن لم تكن أمامنا خيارات أخرى لان حجم المصابين كان فوق كل الاستعدادات الطبية وقد اضطررت أحيانا على إجبار المرضى على مغادرة المستشفى الميداني ما تأكدت من عدم خطورة الأمر وقد أجلسنا الكثير على الرصيف وقدمنا لهم العلاجات. س: الثورة في مصر من أقامها ومن نظمها هل الشعب المصري بقيادة شبابه عبر وسائل الاتصال المتطورة أم أن تنظيمات أو تنظيم ما هو ما قام بهذه الثورة ورتب لها؟ ج: بداية الثورة شارك فيها الجميع ولم يكن أحد يصدق أنها ستذهب في هذا الاتجاه وكان الجميع يراقب ويطور من أدائه وفق التطورات اليومية للثورة وقد كان هناك تردد واضح لدى مختلف القوى السياسية المنظمة وهذا أمر متفهم بالنسبة إلي فتنظيم الإخوان المسلمين مثلا كان سيدفع الثمن غاليا لو دعا إلى هذه الثورة لأن قيادته معروفة ومعدودة ومراقبة وقد أخر الإخوان إعلان انضمامهم للثورة حماية لها ولو قام الإخوان المسلمين بإعلان الانضمام للثورة في وقت مبكر وإصباغها بالطابع الإسلامي فهذا كان سيجهض الثورة وكان سيقدم مبرر لنظام مبارك بأن يقدم الثورة على أنها انتفاضة على غرار الثورة الإيرانية أو ما شابه ذلك وربما كان سيقلل من حجم تعاطف الخارج مع الثورة وبالتالي فأن سعيد لأن الإخوان شاركوا في الثورة في البداية على قدر التطورات. ● ظهرت النتائج النهائية بالخارج وأكدت حصول مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي نسبة 37 بالمائة ما قراءتك لهذه النتيجة وهل تتوقع نتيجة مماثلة على مستوى الانتخابات الداخلية؟ ●● بعد موجة من استطلاعات الرأي الموجهة والتي كانت تضع مرسي في المؤخرة وتقدم أشخاصا آخرين، هاهي أولى النتائج والاستطلاعات العملية والحقيقة لتضع النقاط على الحروف وتنطق بالحقيقة، وأنا اعتقد أن نسبة المحصل عليها في الخارج أسوء نتيجة يمكن أن يحققها محمد مرسي، فكل الوقائع تؤكد حتى اليوم أن شعبية مرسي ودرجة دعمه تزيد يوما عن يوم وهذا أمر أحسه يوما عن يوم بالقاهرة على وجه الخصوص خاصة أمام المدة القصيرة التي جرى فيها الإعداد للانتخابات والدخول في غمارها. ● تعليقك على خروج خيرت الشاطر من المنافسة الانتخابية من طرف اللجنة العليا للانتخابات ووفق حكم قضائي؟ ●● أمام وجود فكر مؤسسي ووجود مؤسسات ضخمة وقوية فأنا أقلل دائما من دور الأشخاص وبصماتهم الشخصية، بالفعل أن لكل شخص لمسته كما كان للشيح حسن البنا مثلا لكن هذه البصمات الشخصية لا تغيير كثيرا في التوجه العام للمؤسسات، وبالتالي فالفرق بالنسبة إلى بين الشاطر ومرسي هو فرق ضئيل وهو فرق تنوع وليس فرق أفضلية، فالذي رشح الشاطر نظر إلى خلفيته الاقتصادية والذي رشح مرسي نظر إلى براعته السياسية وتجربته في البرلمان وبالتالي فانا أقلل من حجم التفاضل بينهما. ● في حالة مرور مرشح الإخوان المسلمين للدور الثاني ما قراءتك للتحالفات الممكنة خاصة بينكم وبين التيار السلفي والمرشح الخارج من جماعة الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح أم أن الخصام معه وصل درجة لا يمكن أن نتوقع معها أي تحالف أو اتفاق على هذا المستوى؟ ●● ليس هناك خصام، فالمؤسسات الكبرى لا تقوم قرارتها على مشاعر الأفراد والأشخاص ولا تبني قناعتها حبا أو كرها في شخص بل تبني قراراتها على المصالح العليا للأمة وللدولة. ● هل نفهم من كلامكم أن إمكانية التحالف مع أبو الفتوح واردة؟ ●● موضوع التحالف مع شخص أنا أقلل من أهميته وإن كان من تحالف فسيكون مع برنامج ومع توجه وبحجمه في الشارع ومستوى مصداقيته وهذا ما سيوجه عملية تحالف الإخوان في الدور الثاني باستثناء ما نسميهم المرشحين الفلول. ● تقصد تحديدا احمد شفيق وعمرو موسى؟ ●● نعم، من دون الفلول إذا فنحن نحتفظ بنفس المسافة من كل المرشحين الآخرين ولهم من الإخوان كل الاحترام والتقدير، وأنا دائما حريص على إبراز مزايا مرشحي لا على عيوب الآخر، كما يفعل آخرون وكما يفعل الكثير من الإعلام المصري الذي يشن هجوما منسقا ويركز فقط على عيوب الإخوان وكيفية تشويه صورتهم. ● كيف تقرأ هذا الهجوم الشرس على الإخوان من طرف الإعلام خاصة منه المرئي؟ ●● هم خائفون من قدوم مؤسسة منظمة وقوية وضخمة كمؤسسة الإخوان المسلمون التي يصعب التحكم فيها وتوجيهها وإفراغها من محتواها، وهم يفضلون التعامل مع شخص بدل التعامل مع مشروع بأكمله لأن الشخص يسهل توجيهه مهما بلغت وطنيته وتجربته لأنه يسهل الضغط عليه لأنه لا يتوفر على كفاءات ولا لجن ولا انتشار جغرافي، فأنا أقول دائما أن مرشح الإخوان هو تعبير عن مؤسسة ولا يضر اختلاف شخصه بين مرسي أو الشاطر أو غيره. إنما الآخرون هم تجربة لهم أفكار وسياسة معينة لكن إن غابوا عن سباق الرئاسة فلن يكمل أحد ما بدؤوه من مسار، وقد لا حظ الجميع كيف تقلص عدد المرشحين للرئاسة من 24 إلى 13 طيب أين ذهب السبعة الآخرون. ● يقال الكثير حول علاقة الإخوان بالجيش بين متحدث عن صفقة أثناء قيام الثورة، وبين متحدث عن توتر اليوم لا مثيل له، فلا أدري ماذا يحدث بين الغخوة والجيش بالضبط؟ ●● (ضاحكا) السياسة لا تحمل شكلا واحدا ولا لونا واحدا، ونحن نقيم الأوضاع يوميا ونشكل موقفنا بناء على ذلك، فليس هناك يوما استيقظنا فيه ونحن نتوفر على موقف مسبق من الجيش سواء إيجابيا أو سلبيا، ففي وقت من الأوقات نجد أنفسنا نقدم الشكر للجيش ونثني عليه وأنا أقصد المجلس العسكري، لأن الجيش مؤسسة وطنية نحميها وندعمها وندافع عليها، إنما حديثنا عن المجلس العسكري ودور السياسي كرئيس لمصر في هذه المرحلة الانتقالية وهكذا فنحن نجد أنفسنا شاكرين له كما حدث في الثورة وكما حدث في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، وفي أوقات أخرى نجده يريد وضعا خاصا للجيش في الدستور الجديد فنقول هذا غير مقبول لا شعبيا ولا داخل حزب الحرية والعدالة، وفي مثل هذه الأوقات نكشر للجيش ونظهر له العين الحمراء كما يقول المصريين، ولذلك لن تجد لدى الإخوان موقفا موحدا ودائما اتجاه أي مؤسسة من مؤسسات البلد السياسية سواء كانت حكومة أو غير ذلك، على ضوء التطورات الجارية ففي الموقفين الأولين لم تكن هناك أي صفقة مع المجلس العسكري وفي الموقف الأخير لا نريد أو نبحث عن الصدام مع الجيش أو الدفع بالبلاد إلى حافة الهاوية بل المواقف ترتبط بالتحولات الجارية والمصالح العامة وأنت طبعا تعرف كل هذا. ● يؤاخذ عليكم فئات عريضة من المصريين كونكم أعلنتم في وقت سابق كونكم لن تقدموا أي مرشح للرئاسة ثم عدتم بعد ذلك وأعلنتم عن ترشيحكم لخيرت الشاطر ثم بعد ذلك لمحمد مرسي فما الذي تغير ليتغير موقفكم؟ ●● ذلك من حقهم، لأنهم تعودوا من الإخوان دائما الالتزام بما يعلنون ودراسة المواقف من كل الجوانب وأقول أن مواقف ومستجدات جرت خلال العام هي التي دفعت الإخوان دفعا إلى تغيير موقفهم واضطررنا اضطرارا إلى مرجعة موقفنا، وعتاب جموع من الشعب لنا وغضبه علينا أمر لا بأس فيه، وبكل أمانة أقول أن إصرارنا قبل سنة من الآن على عدم تقديم مرشح للرئاسة كان مجانبا للصواب. ● تلمح بعض الأصوات إلى إمكانية تزوير الانتخابات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى أي حد تعتقدون في الأمر وهل ستقبلون بنتائج هذه الانتخابات كيفما كانت؟ ●● لا اعتقد أنها ستزور لأن الوعي الشعبي مرتفع وحجم التعبئة الشعبية ضخمة، قد يكون هناك بعض المحاولات أو التجاوزات الفردية أما الحديث عن وجود تزوير يقوده عقل جمعي وبشكل منهجي فلا أظن ذلك على الإطلاق، وقد فات الآوان على كل هذا. ● خروج عبد المنعم أبو الفتوح من جماعة الإخوان المسلمين تعددت الروايات حوله بشكل ضاعت معه حقيقة ما حدث حتى الآن، فما روايتكم في الموضوع؟ ●● هذا السؤال ينبغي أن يوجه للمعني وليس لي, ● لو وصلت إليه سأسأله بالتأكيد، لكنكما طرفان في الموضوع وللإخوان أيضا روايتهم الخاصة؟ ●● أنا لا أشغل بالي كثيرا بهذا الأمر، وأنا أثق في مؤسساتي وأثق في مقرراتها وفي الشورى التي تؤخذ بها هذه القرارات ومؤسسة الإخوان لا تفرط في احد من الإخوان وقد بذلت جهود كبيرة لتجميعهم ولم صفهم وذلك احتراما لقوانينها ومؤسساتها التي هي سبب احترام الناس لها، واعرف أيضا أن خروج شخص ما من الإخوان هو شيء قاس على القلب ولكن الأقسى منه أو الأسوء منه أن لا نحترم لوائحنا وقراراتنا ويد الله مع الجماعة وكما تعلمنا فالفرد بإخوانه وجماعته، والمؤسسات الكبيرة دائما يخرج منها أفراد بين الفينة والأخرى، وهذا حال المؤسسات الكبرى. ● نريد جوابا أكثر دقا ووضوحا، فهل أبو الفتوح أعفي أم أقيل أم استقال؟ ●● أنا لا أشغل بالي بهذا الأمر ولا أحب أن ادخل في هذه التفاصيل، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بالنسبة لي هو أخ عزيز وكبير وهو أستاذي والكثير مما قلته من كلام تعلمته منه، وأنا أول أسرة دخلتها في تنظيم الإخوان كان أبو الفتوح هو نقيبها. ● الإسلاميين في مصر ليسوا على مذهب واحد فكيف سيتعامل الإخوان المسلمين باعتبارهم القوة الأكبر اليوم في مجلسي الشعب والشورى وكذلك في حالة تعزيز موقعكم في السلطة التنفيذية في تدبير الاختلاف بين هذه التيارات الإسلامية المختلفة؟ ●● هذا التنوع الإسلامي هو جيد لأن أعداء المشروع الإسلامي، يصورون الإخوان دائما على أنهم سيعطون القداسة الإلهية لبرامجهم وان المخالفين لهم سيعتبرون خارجين على الدين، فجاء هذا التنوع الإسلامي ليضحظ ذلك، فالخريطة الإسلامية بمصر تتوفر على هذا التنوع وعلى هذا الغنا وهو أمر جيد وإيجابي ويدفعنا في اتجاه الدولة المدنية التعددية والحكم لصناديق الاقتراع. ● التفاعل المغربي مع الربيع الديمقراطي، وما جرى من حراك شعبي وسياسي وما أعقبه من تعديل دستوري وإجراء لانتخابات مبكرة وترأس الإسلاميين لأول مرة للحكومة بالمغرب، ما قرأتك لهذه التجربة؟ ●● أعتبر أن ما حدث في المغرب جرى بشكل استباقي، والتغيرات التي حدث لم تحبط ثورة بل نزعت فتيل التوتر وسبقت الأحداث، واعتبر أن الملكية الدستورية هي شكل لائق ومحترم في العالم ككل، كما أنا هناك حقائق تاريخية بالمغرب يجب احترامها، وأنا دائما أقول أن لكل بلد تجربته الخاصة والمميزة له ولا يمكن أن يفرض على أي بلد لونا معينا من الإصلاح أو التغيير، ودعونا نراقب التجربة المغربية ودور الحركة الإسلامية فيها ونتمنى لهم التوفيق، وأنا ألمح في الأفق بعون الله مشروع وحدة عربية وإسلامية يكون المغرب ومصر في قلبها بعون الله، وهذا أمل أحب أن أختم به كلامي.