● اضطرت فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش أكثر من مرة إلى ترك مكانها والخروج من قاعة الجلسات لأسباب متفرقة خلال انعقاد دورة عادية لمجلس مدينة مراكش أول أمس الثلاثاء 15 مايو 2012، مما أربك الجلسة وكادت أن تصبح غير قانونية بعدما لم تترك في أحد المرات من ينوب عنها. وفي مرة أخرى توقف أحد المستشارين الجماعيين عن الكلام حين قوبل بالتجاهل من قبل عمدة المدينة وخروجها للرد على الهاتف، وقال "هذا الكلام الذي أريد أن أقول يظهر العشوائية في التسيير، وعدم إشراك الفرقاء، وأريد أن تسمعه العمدة شخصيا، وبما أنها لا تريد أسحب كلامي إلى حين عودتها". الارتباك انتقل إلى تسيير الجلسة ذاتها حيث كانت العمدة ترد على كل متكلم على حدة، طالبة من الجميع "احترام بعضنا البعض وعدم الحاجة إلى رفع الصوت لأننا كلنا مغاربة ومسلمين" على حد تعبيرها، في الوقت الذي انكب عدد من المستشارين الجماعيين على قراءة الصحف في مشهد غريب وكأن أمر المدينة ومشاكلها لا تهمهم. وطالت الجلسة التي انعقدت بحضور الثلث (عدم استكمال النصاب القانوني في المرة الماضية) أكثر من ست ساعات دون الحسم في النقاط الأساسية ودون اتخاذ قرارات تفيد المدينة حيث الأشغال متوقفة والأزبال متراكمة، سوى قبول بعض الهبات ورفض أخرى. واعتبرت عمدة المدينة في أحد ردودها أن عدم وجود تصميم التهيئة ينتج عنه كثرة قرارات لجنة الاستثناءات، والتي تحضرها مرغمة بالصفة دون اقتناع لنتائج عملها. وأضافت أن غياب مخطط جهوي يحول دون التقدم في إرساء تصميم تهيئة ملائم للمدينة، مشيرة إلى أن المدينة كبرت بشكل عشوائي ودون أن تحدد لا المناطق التجارية ولا الصناعية والسكنية، محملة المسؤولية لجهات أخرى، ومضيفة أنها ستنقل هذه المعركة إلى قبة البرلمان متعاونة مع برلمانيي المدينة ودون حسابات سياسية في إشارة إلى برلمانيي العدالة والتنمية الستة الموجودين في المدينة. وتميزت الجلسة بحضور مصطفى الباكوري الأمين العام لحزب العمدة "الأصالة والمعاصرة"، والذي دخل القاعة رفقة زكية المريني رئيسة مقاطعة جيليز من نفس الحزب وجلسا في الجانب المخصص للعموم. ولم ترحب العمدة بالزوار وناب عنها في ذلك مستشارون في الأغلبية والمعارضة. الباكوري خرج من القاعة وبعد مدة تبعته المنصوري بعد وصول هاتف "عاجل" حيث اجتمعت به والمريني التي تجد هي الأخرى صعوبات في التسيير مع وجود معارضة قوية. وتعددت أسباب اللقاء حسب متتبعين، حيث تحدث بعضهم على أن الباكوري قدم إلى مراكش من أجل رأب الصدع بين "قيادات الحزب" في أفق الاستحقاقات المقبلة، سيما أن المريني تغيب دائما عن أشغال المجلس الجماعي، وأنه مازال يراهن على الفوز برئاسة الجهة، في الوقت الذي أشار آخرون إلى أن حضوره للمدينة الحمراء جاء لأجل جمع النصاب القانوني ولدعم المنصوري شخصيا بعد الانتقادات التي تعرضت لها في وسائل الإعلام من قبل عمر الجازولي العمدة السابق، وتعبيرها عن استعدادها للإدلاء بشهادتها في ملفات فساد ، سيما أن هذا الأمر ذكر أيضا في جلسة برلمانية ليوم الإثنين الماضي.