لقي فوز فرنسوا هولاند برئاسة فرنسا يوم الأحد 6 ماي 2012 ترحيبا واستعدادا للتعاون من عدد من دول العالم. فقد هنأ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زعيم الحزب الاشتراكي هولاند بفوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في جولة الاعادة التي تفوق فيها على الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وذكر متحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء في تصريح صحافي ان ديفيد كاميرون تحدث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي الجديد واعرب له عن تطلعه للعمل سويا من اجل مصلحة البلدين والبناء على علاقاتهما الخاصة داخل الاتحاد الاوروبي. من جهته عبر زعيم حزب العمال المعارض ايد ميليباند عن سعادته بفوز هولاند برئاسة فرنسا قائلا ان "اوروبا بحاجة الى قيادة بهذا النهج والتفكير المعارض للسياسات التقشفية". واشار ميليباند الى انه سبق والتقى هولاند خلال زيارته للندن اوائل العام الحالي وتحادثا مطولا عن الاوضاع الاقتصادية والسياسية في الاتحاد الاوروبي مؤكدا ان الرئيس الفرنسي الجديد سيلعب دورا كبيرا في اعادة الاستقرار الاقتصادي الى فرنسا واوروبا ككل بما فيها بريطانيا. كذلك هنأ الرئيس الامريكي باراك اوباما هولاند بفوزه في الانتخابات الفرنسية وذلك في مكالمة هاتفية ابلغه فيها انه "يتطلع للعمل معه ومع حكومته عن كثب في تقاسم التحديات الاقتصادية والامنية". وقال البيت الابيض في بيان "ان اوباما وهولاند اكدا على اهمية التحالف بين البلدين وان الشعب الامريكي والفرنسي متحالفان دائما". واضاف ان منتجع كامب ديفيد في ولاية ماريلاند سيكون بين 18 و19 مايو مقرا لاستضافة لقاءات مجموعة الثماني تليها قمة حلف شمالي الاطلسي في شيكاغو في 20 و21 مايو مقترحا دعوة هولاند الى لقائه في اجتماع ثنائي قبل ذلك في البيت الأبيض. من جهته هنأ الملك محمد السادس هولاند بمناسبة انتخابه رئيسا جديدا للجمهورية الفرنسية وأكد حرصه الوطيد على العمل سويا مع الرئيس الفرنسي الجديد من أجل إثراء العلاقات بين بلديهما والتي قال إنها "تستمد قوتها من الحيوية المتجددة باستمرار والتي تميز أواصر الصداقة العريقة والتقدير المتبادل التي جمعت على الدوام الشعبين المغربي والفرنسي". وأضاف أن فرنسا بقيادة هولاند "سوف تحقق مكاسب وإنجازات هامة كفيلة بتعزيز المكانة المتميزة التي تتبوأها على الساحة الدولية كدولة عظمى ساهمت على الدوام في إشاعة القيم الإنسانية المثلى للحرية والإخاء والمساواة". وأبرز الملك محمد السادس القواسم المشتركة التي تجمع المغرب وفرنسا والتي ترتكز على تطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية والتي من شأنها تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين متطلعا إلى مواصلة العمل الثنائي لخدمة الأهداف من أجل تعزيز السلم والأمن في العديد من مناطق القارة الإفريقية ولا سيما في منطقة الساحل والصحراء وايجاد حل نهائي عادل ودائم لأزمة الشرق الأوسط وتعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط. بدوره بعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ببرقية تهئنة الى هولاند أعرب فيها عن أتم استعداده للعمل معه من أجل تعاون جزائري - فرنسي في مستوى امكانيات البلدين. ورأى بوتفليقة ان العلاقات بين الجزائر و فرنسا ذات بعد انساني متطلعا الى شراكة استثنائية بين البلدين ومعتبرا ان التحديات التي تواجه المجموعة الدولية تدعو الى تعميق الحوار السياسي بين البلدين وضم جهودهما بقصد تحقيق غايات السلم والاستقرار والرقي في الفضاء المتوسطي وعبر العالم. بدورها رحبت اليابان بفوز هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية واكدت انها ستراقب عن كثب ردود الافعال الاوروبية على سياسات هولاند. وقال سكرتير رئاسة الوزراء الياباني اوساما فيجيمورا في مؤتمر صحافي "اني امل في تعزيز العلاقات اليابانية الفرنسية وتشجيع التعاون بيننا" معتبرا ان فرنسا هي شريك مهم لليابان. واوضح فيجيمورا ان اليابان ستراقب بحذر تأثير سياسات هولاند على ازمة الديون الاوروبية وردود فعل الدول الاوروبية على هذه السياسات مبينا ان الاقتصاد الاوروبي يؤثر مباشرة وبشكل كبير على الاقتصاد الياباني. وفي سويسرا تباينت ردود فعل الصحف السويسرية على نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية واتفقت على انها من ثمار الازمة الاقتصادية التي تعاني منها اوروبا الا ان ردود الفعل تأرجحت بين الخوف من سياسات اقتصادية اشتراكية والامل في اطلاق سياسات اقتصادية جديدة تتعامل بواقعية مع الازمة المالية. واكدت صحيفة (نويه تسورخر تسايتونغ) المحافظة "ان فوز فرانسوا هولاند انعكاس واضح لرغبة الفرنسيين في احداث تغيير في سياسة بلادهم ومحاولة تجنب اصلاحات هيكلية مؤلمة لا سيما انه استخدم اسلوبا بارعا لانتقاد سياسة سلفه نيكولا ساركوزي واصفا اياها بالظالمة واطلق وعودا باعادة اسس اشتراكية الى الدولة". واضافت ان الرئيس الجديد لن يتمكن من تجاهل المخاوف التي ادت الى انجاحه مثل خطط برامج التقشف الحكومية التي وعد بالغائها اذ لا يجب ان يصبح هذا الوعد مجرد دعاية انتخابية او عدم فهم لضرورة تحقيق توازن في خزينة الدولة اي ان الرئيس الجديد مطالب بوضع سياسة مالية تتمتع بمصداقية قبل التشكيك في قدرات فرنسا على مواجهة التزاماتها المالية". في المقابل رأت صحيفة (تاغس انتسايغر) الليبرالية "ان فوز هولاند جاء لأسباب اقتصادية وفي الوقت الصحيح الذي تحتاج اوروبا الى طريق مفتوح لسياسة اقتصادية اكثر عقلانية" مؤكدة "ان هذا الفوز ليس فقط لصالح فرنسا بل لصالح اوروبا". واضافت "ان تيارات اليمين والمحافظين في اوروبا تعتبر فوز هولاند ثورة فرنسية ثانية فهو لن يكون شريكا مريحا للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ولم يحتف به رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثناء زيارته الى بريطانيا اما الامريكيون فيرون في رئيس فرنسي اشتراكي ابليسا". وترى الصحيفة "ان خوف تيارات المحافظين من الرئيس الفرنسي الجديد مجرد وهم ونوع من البلاهة فسياسة المانيا التقشفية فشلت ودخل اقتصاد اليورو في حالة ركود ونسبة البطالة في ارتفاع متواصل وغاب كل امل في انتعاش اقتصادي". وتتوقع الصحيفة "ان يكون فوز فرانسوا هولاند بداية اطلاق سياسة اوروبية اقتصادية جديدة وحاسمة يعتمد على الحلول العقلانية". اما صحيفة (لوتون) المستقلة فقد رأت في الامر "بداية مرحلة جديدة حان فيها الوقت لسداد فاتورة 37 عاما من العجز المتواصل وثمن احلام هراء اقتصادي لم تجد المال لتحقيقها ما اوصل دين فرنسا العام الى 90 بالمئة من الناتج القومي الخام للبلاد في عام 2012". ورأت ان المرحلة الحالية يجب ان تمضي في طريق تخفيض النفقات العامة واعادة تركيز الحكومة الفرنسية المقبلة على الاساسيات وتحرير الاقتصاد وعدم الانزلاق الى قرارات قصيرة المدى والتكيف مع الواقع طوعا او كرها متسائلة عما اذا كان الرئيس الجديد سوف ينجح في كل هذا. كونا