أبدت الأسيرة هناء شلبي إصراراً وتصميماً على المضي في إضرابها المفتوح عن الطعام الذي تخوضه لليوم الأربعين على التوالي في سجون الاحتلال الصهيوني حتى “النصر وإطلاق سراحها أو الشهادة في السجن”. وقال والد الأسيرة هناء إن ابنته الأسيرة أبلغت كل من زارها أنها مصممة على المضي قدماً في إضرابها المفتوح عن الطعام. وذكر والد الأسيرة هناء أن رسالتها للمحامين كانت واضحة: “إما حرة في منزلي أو شهيدة على فراش السجان، وليس لدي خيار ثالث”. وأعلنت هناء إضراباً مفتوحاً عن الطعام فور إعادة اعتقالها إدارياً في 16 فبراير الماضي، وذلك بعد أربعة شهور فقط من تحريرها ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة “حماس” و”إسرائيل” برعاية مصرية. وتعتقل قوات الاحتلال الصهيوني في سجونها زهاء خمسة آلاف أسير، من بينهم أكثر من 300 أسير وأسيرة بقضون أحكاماً بالسجن الإداري من دون تهم. من جهتها، أفادت دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى بأن هناء الشلبي "إنما تسجل بذلك الإضراب الأطول وغير المسبوق بشكل جماعي أو فردي في تاريخ الحركة النسوية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي". وأكدت أن الأسيرة الشلبي "تخطت بذلك الإضراب الفردي الذي خاضته الأسيرة "عطاف عليان" عام 1997 والذي استمر لمدة 40 يومًا متواصلة، مشيرة إلى أن الأسيرة عطاف عليان كان قد أطلق سراحها في إطار الإفراج الجماعي عن كافة الأسيرات في كانون (ثاني) يناير 1997، وأعيد اعتقالها إداريًا بعد بضعة شهور لتخوض إضرابًا مفتوحاً عن الطعام استمر لمدة 40 يوما احتجاجاً على إعادة اعتقالها ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري إلى أن تم الإفراج عنها في أيلول (سبتمبر) عام 1997. ورأت الوزارة أن الأسيرة هناء الشلبي "تجسّد حالة نضالية خاصة، وتعكس معاناة المرأة الفلسطينية، وتقدم نموذجًا فرديًا بصمودها وأمعائها الخاوية، وإرادتها الفولاذية وإصرارها الكبير على المضي قدما حتى تحقيق أهدافها ونيل حريتها". يشار إلى أن الأسيرة هناء الشلبي (30 عامًا) من بلدة برقين قضاء جنين (شمال الضفة الغربية)، سبق وأن أمضت 25 شهرًا في الاعتقال الإداري، قبل أن تتحرر ضمن الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في الثامن عشر من تشرين أول (أكتوبر) من العام الماضي، حيث تم إعادة اعتقالها في السادس عشر من فبراير الماضي. إلى ذلك أعربت منظمة "أصدقاء الإنسان الدولية"، في مطالَبة وجهتها إلى الحكومة الصهيونية، عن قلقها الشديد من تردي الوضع الصحي للأسيرة الشلبي، داعيةً المجتمع الدولي للتدخل لإنقاذ حياتها، ودعت سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراحها فورًا. وأوضحت المجموعة الحقوقية، التي تتخذ من فيينا مقرًا لها، في بيان صحفي صادر عنها أمس، أن "حياة الشلبي (30 عاماً) من بلدة برقين بالقرب من جنين، معرضة للخطر الشديد بعد إضرابها عن الطعام لمدة 41 يومًا احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري غير القانونية لها، وكذلك الظروف المهينة التي تعرضت لها خلال عملية احتجازها وعدم توجيه اي اتهامات لها من قبل السلطات الإسرائيلية". وطالبت منظمة "أصدقاء الإنسان الدولية" السلطات الصهيونية بالإطلاق الفوري لسراح الأسيرة الشلبي وكل الأسرى الإداريين، والسماح لذويها ولمحاميها بزيارتها على فترات قصيرة، وتمكين الطبيبات من القيام على متطلباتها الصحية.