قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن هناك "تحديات" أمام الخطة العربية الجديدة بشأن سوريا، في وقت لم تستبعد روسيا المشاركة في قوات حفظ سلام أممية في سوريا، يأتي ذلك في ظل تحذيرات من تزايد المصاعب الإنسانية في بعض المناطق السورية. واعتبرت كلينتون أن الاقتراح العربي بإرسال قوات حفظ سلام سيكون من الصعب إقراره بالنظر إلى تأييد الصين وروسيالدمشق، وأوضحت أن "هناك الكثير من التحديات للنقاش مثل كيفية تفعيل كل توصياتهم، وبالتأكيد فإن طلب حفظ السلام سيتطلب موافقة وتوافقا"، وأضافت "لا نعلم إن كان من الممكن إقناع سوريا.. فهم حتى اليوم رفضوا ذلك". من جانبه قال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما إن تلك القوات يمكن أن تبدأ مهمتها إذا كان هناك "سلام لحفظه، ويا للأسف، نعلم أن الأمر ليس على هذا النحو". في حين أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن "هنالك صعوبات عدة" في هذا الملف، وقالت إنه "قبل كل شيء ينبغي صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، والحصول على قرار مهما كانت طبيعته ومهما كان صعبا"، في إشارة إلى الفيتو الروسي والصيني الذي حال دون صدور قرار دولي يدين القمع في سوريا. تصعيد العنف واتهمت كلينتون -التي كانت تتحدث خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو- النظام السوري بتصعيد العنف، "خصوصا عبر استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد مدنيين أبرياء". وبينما أكدت المسؤولة الأميركية أن بلادها تتطلع "بفارغ الصبر" للانضمام إلى مبادرة "أصدقاء سوريا"، اعتبر أوغلو أن اجتماع تونس المقرر يوم 24 فبرايرالجاري، سيكون "منصة دولية مهمة لإظهار تضامننا مع الشعب السوري، ولتوجيه رسالة قوية وواضحة إلى النظام السوري بأنه لا يستطيع مواصلة القمع". ولفتت كلينتون إلى أنها ستعمل مع نظيرها التركي لتكثيف الضغط الدبلوماسي على النظام السوري "ليكف عن حملة العنف"، وأشارت إلى أن الضغوط ستتضمن تشديد "العقوبات المحددة الهدف". وفي هذا السياق قالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إن الاتحاد يخطط لفرض جولة جديدة من العقوبات والإجراءات على سوريا في اجتماع وزراء الخارجية يوم 27 فبرايرالجاري، وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي سيلعب دورا فاعلا في مجموعة "أصدقاء سوريا". مشاركة روسيا من جانب آخر قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده لا تستبعد المشاركة في بعثة حفظ السلام المقترحة من قبل الجامعة العربية، وأوضح في تصريح لمحطة إذاعة "صدى موسكو" أن روسيا تدرس حاليا اقتراح الجامعة. وقال بوغدانوف "يجب التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن مثل هذه البعثة. ويظهر في هذا الخصوص السؤال حول قوامها ومهامها والتفويض. وإذا اتفقنا على شروط مقبولة بالنسبة لنا لنشر هذه البعثة، وإذا تمت مراعاة المبادئ المنبثقة عن ميثاق الأممالمتحدة وأعراف العلاقات الدولية، فنحن لا نرى أي مشكلة في ذلك". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح في وقت سابق أمس الاثنين بأن إرسال بعثة حفظ سلام دولية إلى سوريا يتطلب موافقة دمشق وإنهاء أعمال العنف الجارية في البلاد. وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في موسكو "يجب أن توافق الدولة المضيفة أولا على استقبال بعثة حفظ سلام"، مضيفا أن "بعثة حفظ السلام يجب أن يكون لديها سلام في البداية ومن ثم تحفظه". وأكد أن بلاده تنتظر إيضاحات حول مبادرة الجامعة العربية بشأن إرسال بعثة حفظ السلام العربية الأممية. من جانبه دافع المسؤول الأعلى في الدبلوماسية الصينية داي بينغو عن موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون السورية وذلك خلال محادثة هاتفية مع وزيرة الخارجية الأميركية. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية إن داي، الذي يشغل منصب مستشار دولة الذي يوازي وزير دولة، أبلغ كلينتون هاتفيا أن أعمال العنف في سوريا هي "في شكل أساسي مسألة داخلية"، وأن الصين تدعم جهود الجامعة العربية لحل النزاع بسبل "سياسية". وأضاف المسؤول الصيني أن هذا الموقف "موضوعي ونزيه" وينبع من "موقف مسؤول"، وردت كلينتون بأن الولاياتالمتحدة ستواصل بحث الموضوع السوري مع الصين، وفق المصدر نفسه. صعوبات إنسانية في المقابل قال صالح دباكي -وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقيم في دمشق- إن السوريين الذين يعيشون في المناطق المتضررة من أعمال العنف يواجهون صعوبات في تدبير احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية. وقال دباكي لرويترز إن "الوضع يزداد عنفا وليس من السهل على الأشخاص عمل أي شيء، الشوارع خالية والناس لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان لشراء الطعام. هناك حتى مشكلة في الحصول على الخبز". وأوضح أن الاضطرابات جعلت الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا -مثل حي بابا عمرو في حمص- شبه مستحيل لعمال الهلال الأحمر السوري المحلي، وتابع "هناك مصابون وقتلى ولكن لا أحد يعرف شيئا عن الأعداد على وجه الدقة".