أظهر تقرير يرصد الأنشطة النسائية بالمجالس العلمية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، أن لجنة المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجالس العلمية المحلية، عملت على الرفع من مستوى التدين لدى الساكنة والدفع بعجلة التنمية البشرية وإشراك المرأة والطفل كعنصر فعال في مسيرة النهوض بالحقل الديني. كما سعت اللجنة إلى تحسيس المواطنين بالانتماء الديني لهم ووحدة مذهبهم وإرتقاء عقيدتهم وذلك من خلال تنظيم العديد من الملتقيات والندوات والمحاضرات وتنظيم الكثير من دروس الوعظ والإرشاد، بغية توفير الانسجام العميق بين المجالس العلمية والمواطنين باختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية والاجتماعية... وإلى ذلك سجل التقرير بأنشطة الخلايا النسائية بالمجالس العلمية لسنة 2011، أن عدد المستفيدات من دروس محو الأمية التي تؤطرها 43مؤطرة تحت شعار:»إدماج المرأة المغربية في المجتمع المدني، بلغ 1283 مستفيدة (91 فتيات، 696 شابات، 496 مسنات)، وتصدر المجلس العلمي المحلي بالحي الحسني اللائحة ب 550 مستفيدة، متبوعا بالمجلس العلمي لمرس السلطان الفداء ب 440 مستفيدة، ثم المجلس العلمي لآنفا ب 120مستفيدة. فيما بلغت نسبة تغطية المساجد بالفداء 37.93 بالمائة، والحي الحسني 18.75 بالمائة، عين الشق 16.21 بالمائة، والنواصر 15 بالمائة. هذا وبلغ معدل الحصص التي تلقى أسبوعيا في مجموع الفضاءات 177، لتصل مجموع الحصص التي أنجزت خلال السنة 4883 حصة. وعرفت حلقات التحفيظ وقواعد التجويد بالمساجد تطورا ملحوظا وتزايدا كبيرا خلال هذه السنة، وبلغت مجموع حصص التحفيظ التي أنجزت 13156حصة، استفادت منها 5453 امرأة 2716 في صفوف الأميات (713 فتيات، 785 شابات، 1218 مسنات)، و2737 في صفوف المتعلمات( 1476 فتيات، 640 شابات، و621 مسنات). وتشرف على عملية التحفيظ 141 محفظة ب 126 مسجدا و167 فضاءا آخر (دار العجزة، دار الأيتام، جمعية دار الحياة، جمعية للا سلمى لمرضى السرطان، مركز حماية الطفولة، المؤسسات التعلمية، مقرالمجلس العلمي). كما نظمت 92 مسابقة قرآنية. وفي مجال تحفيظ الحديث النبوي الشريف، ذكر التقرير أن لجنة المرأة تنشط بغالبية المساجد خلال شهر الأنوار ذكرى المولد النبوي الشريف وتضع برنامج قد تصل مدته الزمنية إلى شهرين. وبلغ مجموع الحصص التي أنجزت خلال السنة 973 بمعدل 58 حصة أسبوعيا، واستفادت منها 1086 امرأة، 678 في صفوف الأميات (35 فتاة، 390 شابة، 253 مسنة)، و308 في صفوف المتعلمات ( 42 فتاة، 108 شابة، 158 مسنة). ورصد التقرير حضور الخلايا النسائية وتغطيتها للمناسبات الدينية والوطنية استجابة لمتطلبات الشرائح المجتمعية المختلفة باهتماماتها المتشعبة، وقد عملت الخلايا على استغلال كل المناسبات من أجل تثبيت الثوابت الدينية والوطنية وترشيد التدين وتوسيع مجال العبادة حتى تشمل الحياة بأكملها. وإلى ذلك، وسجل التقرير أن الخلايا النسائية بالجهة تمكنت من تنظيم 8372 نشاطا بالمجال الحضري، و4508 نشاطا بالمجال القروي. كما تم تنظيم 26 نشاطا خاصا بالتوعية والتحسيس في شرح بنود الدستور الجديد. وأظهر التقرير السنوي، أن عملية الوعظ والإرشاد شهدت تطورا ملموسا من حيث توافد النساء على بيوت الله ومن حيث عدد الأنشطة وتنوعها وكذا من حيث الفضاءات، بلغ مجموع الدروس الوعظية التي أنجزت خلال السنة الماضية 7903، وقدمتها 115 واعظة (42 واعظة رسمية، و60 متطوعة، و13مرشدة) بمعدل 308 درسا في الأسبوع، وتصدرت لجنة شؤون المرأة وقضايا الأسرة بالنواصر الترتيب بتقديمها ل 2376 درسا وعظيا، متبوعة بعين الشق ب 1880، والفداء مرس السلطان ب 1832، ثم آنفا ب 1452. وفي جانب الأنشطة الإشعاعية التنويرية بلغ مجموع الندوات المقدمة من قبل الخلايا النسائية بالمجالس العلمية المحلية بالجهة 337 نشاطا، موزعا بين 22 ندوة و315 ومحاضرة. ووصلت نسبة التغطية بالمجلس العلمي المحلي للفداء مرس السلطان 100 بالمائة، و81.08 بالمائة بعين الشق، و60.41 بالمائة بالحي الحسني، وبالنواصر 55 بالمائة. وقد حاولت الخلايا النسائية حسب التقرير إشراك جميع الفعاليات ومؤسسات المجتمع المدني باعتماد آلية الشراكة، وقد بلغت عدد الأنشطة المنظمة بالمساجد 21 ألف و155، وبدور القرآن ومدارس التعليم العتيق 25 نشاطا، و402 بمقر المجلس العلمي، و 265 بالمؤسسات الجمعوية، و185 بالمؤسسات التعليمية، و24 بالسجون والإصلاحيات، 6 بمراكز الشبيبة والرياضة، 9 بدور الثقافة، و274 بدور العجزة، فضاءات مختلفة (حديقة دار السلام، حديقة الأيتام 6، المحطة الطرقية أولادزيان 3، دار الأيتام 4، دار الطالب 10). وسجل التقرير أن المضامين التي تستجيب أكثر لهموم الناس وانشغالاتهم الروحية، تتعلق بالفقه، فقه الصلاة، فقه المرأة خصوصا، فقه الجنائز، الأسرة وتربية الأبناء، الظواهر الإجتماعية، ظاهرة المخذرات، الطلاق، الرقائق، المعامالات، السيرة، قصص الصحابيات، قصص الأنبياء. هذا إلى جانب أنشطة أخرى تنظم بالموازاة، حيث فتحت لجنة المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان عدة أوراش لفائدة النساء لتمكينهم من الاستفادة من الأنشطة التي تقوم بها اللجنة ومن أبرز هذه الأنشطة: دروس في اللغة العربية، دروس في الخط العربي، مركز البيت السعيد للمقبلين على الزواج، دورات في الإنشاد وعلم المقامات، مركز الاستماع، مركز إصلاح ذات البين، ورشات في المسرح، فن الديكور، قضايا أسرية ومواضيع تربوية، الأعمال اليدوية (الخياطة والفصالة + الطرز + السيراميك)، التدريب على فنون الإلقاء، مهارات في تطوير الذات. وحول مدى تأثير التقسيم الجهوي على فعالية المجالس، ذكر التقرير أن من إيجابيات التقسيم الإداري للمجالس العلمية المحلية، أنه مكن من تحديد المسؤوليات بتحديد الحيز الجغرافي وسهولة المتابعة، والتواصل مع كافة فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وكذا نهج القرب من المواطنين على اختلاف لهجاتهم وثقافتهم ومراكزهم و أعمارهم والنزول إلى أماكن عملهم ودراستهم وتواجدهم، بالإضافة إلى سهولة جرد الفضاءات والمؤسسات وتأطيرها بما يضمن سلامة تدينها. غير أن هذا التقسيم له سلبيات حسب التقرير تتجلى أساسا في عدم التنسيق بين المجالس العلمية مما يضيع حيزا كبيرا للتواصل بينها ولا يجعل بعضها تستفيد من تراكم التجارب، كما أن حضور هاجس التنافس قد يجعل المجالس جزر منعزلة، وسجل في هذا السياق قلة الأطر المؤهلة بالمقارنة مع شساعة الإقليم. ويلخص التقرير دور جهود الخلايا النسائية بالمجالس العلمية المنحلية بجهة الدارالبيضاء، في مجالات التأطير الديني وما يترتب على هذا الدور من سلبيات وإيجابيات. فعلاوة على مساهمتها في إنجاح الأنشطة الأساسية الاعتيادية للمجالس العلمية، تمثل هذه الجهود الخاصة خطوة تجسد التواصل البناء للمجالس العلمية عبر خلاياها النسائية بالواقع المحلي.