حذر علماء الأزهر من دعوة المكتب السياسي لائتلاف الثورة لإجراء انتخاب ما وصفوه ب“مجلس وطني انتقالي” في التظاهرة المليونية التي دعت إليها قوى حزبية وثورية يوم الجمعة المقبل بميدان التحرير، فيما حذرت أحزاب مشاركة من مغبة إفساد هذه المليونية، في وقت أمهلت الأحزاب والقوى السياسية المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى يوم غد الأربعاء لإعلان موقف نهائي بشأن الجدل الدائر حول وثيقة المبادئ الدستورية. وقال مؤسس حزب الغد، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، أيمن نور، في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعاً لممثلي الأحزاب والقوى السياسية بمقر حزب الحرية والعدالة “الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين”، أول أمس، إن الموقف النهائي لأحزاب التحالف من أجل الديمقراطية بشأن مليونية الجمعة سيتحدد غدا الأربعاء في أعقاب انتهاء المهلة. واعتبر أمين عام “الحرية والعدالة”، د. سعد الكتاتني، أن الجدل حول الوثيقة الدستورية يعد تعطيلاً مقصوداً لعرقلة العملية الانتخابية، مطالباً القوى المشاركة في اجتماع المجلس العسكري والحكومة والقوى الوطنية بالتوافق على ما جاء في الوثائق الاسترشادية التي سبق أن تم التوافق عليها في رحاب الأزهر، وفي اجتماعات التحالف الديمقراطي، إضافة إلى تحديد جدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين ينتهي بانتخابات الرئاسة في نهاية شهر أبريل 2012”. وأكد رئيس لجنة المتابعة والتصعيد بالتحالف الديمقراطي وحيد عبد المجيد أنه عقد اجتماعاً، اول أمس، مع السلمي أكد فيه الأخير رغبة الحكومة في النقاش ومعرفة أسباب اعتراض التحالف الديمقراطي من أجل مصر على الوثيقة، مضيفاً أن السلمي أعرب عن استعداد الحكومة لاستبعاد النص الذي يجعل المجلس العسكري المسؤول عن حماية الشرعية الدستورية، لكنها (الحكومة) طالبت بالتعاون للوصول إلى صياغة مرضية وطمأنة الجيش بأن ميزانيته لن تكون مشاعاً للجميع. وكان السلمي قد اتهم مساء السبت المعارضين لوثيقة المبادئ الدستورية بخداع الشعب وكشف أن جماعة الإخوان المسلمين وافقت على الوثيقة خلال اجتماع ضم كلاً من نائب رئيس المجلس العسكري الفريق سامي عنان ورئيسي حزبي الحرية والعدالة والوفد، مضيفاً أن الجماعة شاركت في إعداد الوثيقة في اجتماع سابق ضم 16 حزباً تحت شعار “معاً نبني مصر”. في غضون ذلك، اعتبر وكيل الأزهر، الدكتور محمد واصل، أن أي دعوة إلى تمزيق الصفوف أو الوقيعة بين الجيش والشعب (أياً كانت حجة القائمين بها) محرمة شرعاً، لأنها بمثابة الخروج على ولي الأمر وشق للصفوف في هذا الوقت الحرج الذي تعاني فيه مصر من المؤامرات الداخلية والخارجية. وأكد الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، الدكتور أحمد عمر هاشم، أن “شباب الثورة قاموا بإنجاز عظيم نخشى أن تضيعه الدعوات إلى الانشقاق أو التمرد على ولي الأمر، الذي يمثله حالياً المجلس العسكري، الذي يتولى تسيير أمور البلاد في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تعد الأخطر في تاريخ مصر”. ومن جانبهما، حذر كل من حزب النور والأصالة، ذو التوجه السلفي، في بيان، من محاولات البعض لما وصفاه بإفساد المليونية، التي ستدعو إلى تحديد جدول زمني لتسليم البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة، وإلغاء وثيقة المبادئ الدستورية التي أعدها نائب رئيس مجلس الوزراء د .علي السلمي. وسبق أن أصدر ائتلاف الثورة بياناً أكد فيه أنه سيجري مثل هذه الانتخابات عقب صلاة الجمعة المقبلة، وسينتهي التصويت عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، ليبدأ بعدها فرز الأصوات وإعلان النتيجة في ميدان التحرير. ومن جانبه، أعلن اتحاد شباب الثورة مشاركته في مليونية الجمعة المقبلة، مؤكداً أنه سيرفع شعار “جمعة تسليم السلطة للمدنيين”، محذراً من التفاف البعض حول بعض المطالب لإفساد المليونية.