تمكنت مصالح الدرك الملكي عشية يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2011 من فك أسر عبدا لله أوناصر المختفي منذ 6 سنوات بعد عن عثر عليه في قبو منزل بضيعة رئيس جماعة تينزرت بضواحي أولاد برحيل بإقليم تارودانت. وصرح أحد أفراد عائلة المعتقل ل «التجديد» -التي انتقلت إلى مكان سكناه بدوار تاكرزمي بجماعة تينزرت - أن الضحية وجد في حالة نفسية وصحية سيئة للغاية حيث وجد مصفدا بالسلاسل وكان كثيف اللحية والشعر وأظافره طويلة مما يعني أنه حرم من أبسط حقوق الإنسان. و نقل أوناصر على وجه السرعة للمستشفى الإقليمي محمد الخامس لتلقي العلاج الضروري في انتظار استكمال التحقيقات اللازمة، فيما بقي المشتبه به في حالة فرار إلى حد كتابة هذه السطور. وأكدت مصادر مطلعة أن عملية تحرير أوناصر جاءت بعد أن توصلت النيابة العامة بتارودانت ببلاغ من أسرة المختفى تفيد بأن ابنها لا يزال على قيد الحياة بإحدى المزارع بعد أن قامت ببعض التحريات. وحسب نفس المصادر انتقل وكيل المحكمة بتارودانت رفقة مسؤول الدرك بالاقليم إلى عين المكان بمزرعة رئيس الجماعة وأشرفا على عملية تحرير الضحية الذي اعتبرته أسرته مفقودا. وأضافت مصادر»التجديد» أن رئيس الجماعة كلف حارسا خاصا طيلة هذه المدة ليحرس أوناصر ويمده بوجبة غذائية واحدة في اليوم. و أرجعت بعض المصادر سبب احتجاز أوناصر إلى خلاف حول العقار لم تتم تسويته مع رئيس الجماعة، و حاول هذا الأخير «حله» باختطاف الضحية. وفي خبر لم يتسن ل»التجديد» التأكد منه قالت مصادر من المتتبعين للشأن المحلي إن ملف الاحتجاز قام بإخراجه إلى العلن أفراد من نفس الهيئة السياسية لرئيس جماعة تيزنيرت بإيعاز من منافسه على وكالة لائحة حزبه بالدائرة الانتخابية تارودانت الشمالية. وحسب نفس المصادر ترجع فصول هذه القضية إلى ما قبل خمسة أشهر حيث تم القبض على أحد أعوان رئيس الجماعة والمقربين إليه في ملف تهريب الكازوال والدقيق المدعم، وهو ما يعني حسبها أن ملف هذه القضية سيجر العديد من الشخصيات ذات النفوذ بالمنطقة لها علاقة وطيدة برئيس الجماعة القروية تينزرت إلى التحقيق. يذكر أن أوناصر كان يعمل بثانوية النهضة باولاد تايمة له ثلاثة أبناء ولدين وبنت. وحسب تصريح أحد أفراد عائلته ل«التجديد» سبق أن تعرض الضحية لمحاولة اغتيال من قبل عناصر مجهولة خلال فترة اعتقاله ولم تنفذ العملية لأسباب مجهولة فر على إثرها أحد هؤلاء العناصر .