❍ متى فكرت في كتابة القرآن الكريم ؟ ● القرآن الكريم الذي أمرنا الله سبحانه و تعالى بقراءته أناء الليل و أطراف النهار، وتدبر كلماته ومعانيها، يسكن قلوب كل المؤمنين. وأشرف أمنية لدى كل خطاط أن يكون له نصيب في كتابته. و فكرة كتابة المصحف الشريف كانت تراودني حينما أحسست أن لدي القدرة على الكتابة الجيدة، بعدما جعلت لي منهاجا خاصا في الخط المغربي المبسوط. ظلت تنتعش الفكرة في ذهني، كلما استحضرت تلك اللحظات التي كان الوحي ينزل فيها على الرسول الكريم صلى الله عليه، ويمر بخاطري كيف كان صلى الله عليه يرسل في طلب كتبة الوحي على الفور لكتابة ما أنزل عليه. مع هذه اللحظات كنت أستشعر عظمة الموقف الجليل، وكانت تأخد بمجامع قلبي لحظة التشريع الرباني، فتزداد عندي الرغبة بقوة في كتابة المصحف الشريف متأسيا بكتبة الوحي، الذين كانوا ممن حفظ الله بهم القرآن في السطور، إلى جانب حفظه في الصدور. ❍ كيف تحققت هذه الأمنية التي هي حلم يراود كل خطاط ؟ ● كم كانت تلك اللحظة مأثرة جدا، حينما رن هاتف الصديق الحميم الأستاذ محمد أمزيل من طرف صاحب مكتبة و دارا للنشر و التوزيع، كان يريد كتابة مصحف. كنت حينها ببيت الخطاط محمد أمزيل، فرشحني على الفور لأقوم بهذه المهمة الجليلة، وقال لي مبتسما "أبشر إن أمنيتك قد تحققت"، وكان ذلك سنة 2005م. ❍ كيف كان الاستعداد لهذه التجربة وهي الأولى في مسيرتك الفنية؟ ● بكل حزم و همة و قوة إرادة، فمائدة الرحمان يستقبلها المؤمن بكل انشراح، لذلك شمرت على ساعدي و استعددت لهذه التجربة التي أضافت إلى رصيدي الفني الشيء الكثير. وأذكر أنني كنت قد وفرت الورق الذي سيكفيني في هذه المسيرة، و الأحبار الممتازة، ثم هيأت الأقلام التي ستساعدني على الكتابة بأريحية، كما وفرت عندي بالمنزل طاولة خاصة للكتابة تعينني على الأداء السليم . كانت رحلتي مع كتابة للمصحف الشريف، ممزوجة بمتعة الكتابة التي أحبها، مع الغوص في معاني الآيات الكريمة التي كانت تستوقفني بين الفينة و الأخرى. ❍ هل اتخذت مصحفا إماما لك في الكتابة ؟ ● بالطبع أخذت مصحفا إماما في الكتابة بعدما أرشدني إليه أحد أعضاء اللجنة المشرفة، و قد وقع الاختيار على المصحف الذي كان قد كتبه أحمد بن الحسن زويتن الفاسي رحمه الله . ❍ من كان يشرف على مراجعة هذا العمل ؟ ● كان يشرف على هذا المصحف الشريف ثلة من الفقهاء و الحفاظ و علماء الرسم القرآني و التفسير ، و هم : الشيخ محمد الصالحي من مدينة سطات، الأستاذ عبدالله حمودي أستاذ علم التجويد، الأستاذ عبد الكبير مطر، الدكتور عبد العزيز العروسي العيادي من مدينة طنجة صاحب كتاب "الأنصاص القرآنية"، الأستاذ نورالدين الخلطي أستاذ مؤطر بحلقات التجويد، الأستاذ محمد الإدريسي أستاذ علم التجويد، الدكتور محمد الفيلالي من مدينة مكناس، الأستاذ معاذ الخلطي، الأستاذ محمد الشاعري أستاذ علم التجويد، الدكتور عبد الفتاح الفريسي أستاذ علم القراءات و التفسير رئيس مركز الأندلس للدراسات القرآنية. كما أفادني الدكتور التهامي الراجي الهاشمي باعتماد العد المدني الثاني داخل هذا المصحف الشريف جزاه الله خيرا، و قد سرني كثيرا أنه أعجب بطريقة كتابتي لهذا المصحف. وقام الدكتور سعيد ربيع بكتابة تقرير حول علامة صه في آخر السور.