تناسلت في الأسابيع الأخيرة بوطننا الحبيب ظاهرة غريبة تسعى لتفسيخ وتمييع فئة من الشباب ذكورا وإناثا، ومن ثم مسخ قيمه ومبادئه. ويتعلق الأمر ببعض المطاعم المشبوهة التي يوجد بعضها بوسط عاصمة المملكة، والتي لا تفتح أبوابها إلا بالليل وتعمل بصفة دورية على إشهار وإعلان العديد من الأنشطة الماجنة التي تحتضنها. وإلى وقت قريب، وبالضبط خلال نهاية الأسبوع ما قبل المنصرم، تم الإعلان في أحد هذه المطاعم بواسطة ملصق إشهاري عن نشاط لفائدة المنشطين الموسيقيين، تحتضنه شركة للخمور تدعى هينكين. وليضمن القائمون على هذا الفعل إقبالا كبيرا للشباب والشابات، وظفوا تكنلوجيا التواصل، فوضعوا عنوانا لموقع على الأنترنيت أسفل الملصق لمن يود المشاركة ويطلع على التفاصيل التي لا يجرؤون على التصريح بها في ملصق يعلق بالخارج ويظهرون فيه خلافا لم يصنعون. وبالرجوع لذلك الموقع يجد المبحر في الشبكة العنكبوتية التي بقدرما تفتح لك أبواب العلم والمعرفة مشرعة واسعة بقدرما تفتح للراغبين أبواب الفساد والمصائب بلا قيد ولا شرط العجب العجاب، فالموقع الذي تقوم بإدارته إحدى الجهات التي تطلق على نفسها Maroc evenementiel أو أحداث المغرب، يتضمن كرنولوجيا لمجموعة من الأنشطة الماجنة التي تمت خلال الشهرين الماضيين، كما يجد برنامجا للأنشطة المبرمجة مستقبلا، والتي ستقام خلال هذا الصيف في مجموعة من العلب الليلية والمناطق المشبوهة بكل من مدينة الصخيرات، المحمدية، البيضاء ومراكش. وقد سبق وأن نظمت يوم 20 ماي الماضي سهرة بأحد العلب الليلية بمدينة الدارالبيضاء، جعلت الدخول إليها ومنذ الساعة الثامنة مساء مقصورا على النساء، ومن تنشيط راقصات أتين من العاصمة الفرنسية باريس. ويعتز المنظمون أنهم استطاعوا ولأول مرة إقامة نشاط نسائي 100% . وفي الوقت الذي يعتقد الداخل لهذا المواقع / المصيبة وروابطه بأن الأمر يتعلق بسهرة غناء ورقص خاص بالنساء، يفاجأ بأن الأمر ليس كذلك، وأن باب السهرة يفتح للرجال كذلك، لكن بعد الساعة 11 والنصف ليلا، وهو ما يطرح أكثر من سؤال واحتمال: هل السهرة فعلا غنائية راقصة فقط أم تهييجية جنسية تختم بمشاركة الرجال و....؟؟؟، خاصة وأن بعض الصور والملصقات التي يظهر بعضها فتاتين بلباس شبه عار، وهو ما يزيد من وتيرة تناسل الأسئلة حول أهداف الواقفين وراء هذا كله في المغرب. بعد النشاط المذكور، وفي بداية الشهر الجاري، وتحديدا يوم 4 يونيو 2005, نظمت إحدى العلب الليلية بالصخيرات الدورة الثالثة لنشاط تحت اسم Sexy Girls، وهو تعبير معناه فتيات مثيرات، بحضور إحدى نجمات العري الإيطاليات المدعوة ب Marghiliano Julie. وأشار الإعلان أو الملصق الإشهاري للنشاط إلى أن الدخول والمشاركة في السهرة مجاني بالنسبة للفتيات إلى غاية الواحدة والنصف صباحا! وبالعودة للموقع الإلكتروني الذي سلف ذكره، يوجد إعلان من نوع آخر، وهو دعوة لقضاء نهاية الأسبوع بأحد الأماكن المتواجدة بأحد الشواطئ القريبة من مدينة المحمدية، والبرنامج يوضحه كالعادة الملصق الإشهاري للدعوة، الذي يحمل صورة لفتاة بلباس البحر، والذي يعد الحضور بقضاء نهاية أسبوع يصفها بالرائعة: شمس وفواكه وخمر وسهرات وموسيقية و... الموقع / المصيبة نفسه أعلن عن تنظيم مهرجان للموسيقى تحت رعاية شركة الخمور المذكورة (هينكن) يوم 42 يونيو الماضي، ويستهدف فئة المنشطين الموسيقيين، مهرجان يدخل في إطار مسابقة عالمية تمر بعدة مراحل، حيث ستجرى إقصائيات بكل من مدن البيضاء والصخيرات وطنجة، والنهاية الوطنية ستجرى بمراكش. وبطبيعة الحال، كل هذه المسابقات ستقام بالعلب الليلية وليلا كفضاء مقدس لدى الأشباح الواقفين وراء كل ما ذكر وأعلن، والله أعلم بما لم يذكر ولم يعلن عنه. وستتم النهائيات الجهوية الخاصة بالشرق الأوسط بدبي بالإمارات العربية المتحدة، أما نهائيات أوربا فسوف تقام بكرواتيا، وكان الإسرائيلي Benisti Reshef أول المتأهلين لها. إن الموقع الإلكتروني المشبوه يكشف أن المصائب والرذائل الخلقية التي كنا نعتقد أنها تتسرب لنا من الخارج ومن التلفاز وتستهدف سمومها شبابنا، باتت تبرمج في عقر دارنا ويعلن أصحابها عن أنشطتهم دون حرج. إن هذا الموقع الذي تسهر عليه جهة تسمي نفسها أحداث المغرب، يستهدف الشباب المغربي ذكورا وإناثا، يستهدف مستقبل المغرب لإشاعة الفاحشة داخله باستعمال اسم المغرب. ويبقى السؤال الكبير، أين هي أجهزة المراقبة الساهرة على أمن المواطنين المغاربة، الراصدة لكل ما يهدده؟ ألا يشكل بعض ما ذكرنا خطرا على المجتمع المغربي وشبابه على الخصوص، ألا تضر هذه الشبكة الشبح وبرامجها بالأمن الروحي للمواطنين؟ جواد الشفدي