لن تخطئ عينك الأعداد الكبيرة التي تتوافد على حي الانبعاث بمدينة سلا المجاهدة ، من أجل صلاة التراويح خلف إمام يجيد القراءة، ذلك ثمرة، بحسب العديدين، من ثمرات دور القرآن بالمدينة التي سنتحدث عنها في هذة الحلقة من حلقات دور القرآن بالمغرب بفضل الله تعالى. يقول أبو هاجر محمد، وهو أحد خريجي دار القرآن بالمدينة إن دور القرآن الكريم مدرسة لتخريج الدعاة الشباب الذين لا يستطيعون شد الرحال إلى خارج المغرب لطلب العلم، فيدرسون في دار القرآن شتى أصناف علوم القرآن وعلوم العربية المدعمة لفهم القرآن والسنة النبوية الطاهرة. وتبقى كل من جمعية القاضي عياض لتحفيظ القرآن الكريم التي تأسست سنة 1996، وجمعية جمعية الإمام نافع لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه تأسست سنة 1995 من أهم الجمعيات التي لعبت دور كبيرا في تخريج عدد كبير من حفظة القرآن الكريم وكانوا قدوة لغيرهم وشغلوا مناصب دعوية تدعو إلى الاعتدال والوسطية. تعمل جمعية القاضي عياض لتحفيظ القرآن الكريم على إشاعة نور الهدى في عدد من مقراتها الموزعة على عدد من أحياء المدينة وهي المقر الرئيسي بحي الانبعاث وفرع المدينة القديمة وفرع سيدي موسى وفرع القرية. حيث حفظ القرآن الكريم بها كاملا وحسب إحصائيات رسمية من الجمعية أزيد على (130) طالبا وطالبة. عدد المدرسين المتفرغين التابعين للجمعية: (20) مدرسا متفرغا، يتقاضى جميعهم منحا من الجمعية. يستفيد من تحفيظ القرآن الكريم: (535) طالبة، و(176) طالب، ولا يقتصر الأمر على الحفظ بل يتعداه إلى التجويد: إذ يستفيد من حصص التجويد (550) طالبة، و(170) طالب، ثم محو الأمية: فالجمعية لها برنامج خاص بذلك، حيث استفاد من هذه الحصص في السنة الماضية ما يزيد على: (170) امرأة. ووصلت عدد المحاضرات والندوات وباقي الأنشطة إلى أزيد من 4330 نشاطا، ويظهر ذلك حجم العمل الجبار التي تقوم به الجمعية. تعتمد الجمعية في تمويلها على انخراطات الأعضاء وتبرعات المحسنين المغاربة، ولا تتلقى أي دعم من الخارج. كما يحرص المسؤولون أن الجمعية مستقلة كل الاستقلال عن جميع الجمعيات والأحزاب والهيآت. أما في الجانب الاجتماعي فالجمعية تقوم بمجموعة من الخدمات مثل مساعدة الطلبة المحتاجين أثناء الدخول المدرسي (ما يقارب 115 مستفيد)، وتوزيع بعض الألبسة خلال الدخول المدرسي وعيد الفطر، والتكفل بتجهيز ونقل أموات المسلمين، ومنح الأضاحي لعدد من المعوزين، وإعانة المرضى والتكفل ببعض احتياجات العجزة، وتقوم بتوزيع عدد من الكراسي الخاصة بالمعوقين. أما جمعية الإمام نافع لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه التي تأسست لتكون لبنة مع أخواتها من الجمعيات التي تعمل لنفس الهدف في سبيل جيل قرآني فريد مرتبط بالقرآن وعلومه وآدابه، تهدف الجمعية بالأساس إلى الاهتمام بالقرآن العظيم حفظا وتجويدا وتفسيرا ، ومساعدة التلاميذ والطلبة على حفظ القرآن الكريم وإجادة ترتيله وتلاوته، وتزويدهم بالقدر المناسب من العلوم الشرعية والثقافة الإسلامية، وترعى الجمعية خريجي دور القرآن الكريم بإدماجهم في برنامج لصقل مواهبهم واستكمال تكوينهم بتوجيههم لشعب التعليم الرسمي التي تناسبه، كما • خرجت مجموعة من الطلاب المؤهلين للتأطير الديني والعلمي والتربوي.