نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعرضها لضغوط من القيادة السورية على خلفية عدم وضوح موقف الحركة من الاحتجاجات في سوريا، أو نيتها مغادرة العاصمة السورية. فقد أوضح قيادي بالحركة طلب عدم الكشف عن اسمه أن تلك الأنباء إعلامية فقط ولم تلمس الحركة أي تغيير في مواقف دمشق إزاءها، مشيرا إلى صدور موقف واضح تجاه الأحداث أكد الوقوف مع سوريا لتجاوز الأزمة. وقال القيادي ل''الجزيرة نت'' ''إن موقف حماس معلن ولا يقبل التأويل في هذا الموضوع، وينطلق من موقف مبدئي وعلاقة إستراتيجية بين سوريا وحماس''. وأضاف أن الحركة لم تتعرض لأي ضغوط من السلطات السورية، معتبرا أن تلك الأنباء إشاعات وفي أحسن الأحوال تحليلات أطلقها بعض المحللين السياسيين في الأيام الماضية. وتابع أن حماس تواجه حملة إعلامية واضحة بعد إنجاز ملف المصالحة، موضحا أنه جرى بث إشاعات عن قرار قيادة الحركة مغادرة دمشق ثم إشاعة وجود فتور في العلاقة بين دمشق وقيادة الحركة، وصولا إلى الحديث عن ضغوط على قيادة حماس لإصدار موقف صريح تجاه الاحتجاجات في سوريا. وكانت حماس قد أصدرت بيانا مطلع الشهر الماضي أكدت فيه الوقوف إلى جانب سوريا قيادة وشعبا، وأشادت ''بمواقفها من الحقوق الفلسطينية وصمودها أمام كل الضغوط من أجل التمسك بدعم نهج الممانعة والمقاومة في المنطقة، وإسناد فلسطين وشعبها ومقاومته بشكل خاص''. ورأت أن ''ما يجري في الشأن الداخلي يخص الإخوة في سوريا''، لكنها أملت بتجاوز الظرف الراهن بما ''يحقق تطلعات وأماني الشعب السوري ويحفظ الاستقرار''. وكان عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق قد أعلن في بيان رسمي ''أن ما تناولته وسائل الإعلام عن قرارها مغادرة دمشق ''عار عن الصحة تماما''. وأردف ''لا تغيير على وضعنا في دمشق''، مضيفا أن حماس ''تخطط لافتتاح مكاتب في دول عربية أهمها على الإطلاق مصر''. ومن غزة، أكد القيادي في حركة حماس صلاح البردويل تضيف ''الجزيرة نت'' أن كل ما تردد في وسائل الإعلام عن إغلاق مكاتب الحركة بسوريا محض تحليلات سياسية من اختراع وسائل الإعلام وليس له رصيد على أرض الواقع، ولم يطلب من حماس المغادرة ولم تناقش قضية فتح مكاتب للحركة في الخارج. وبشأن موقف حماس من الاضطرابات في سوريا، شدد على تبني الحركة موقفاً متوازنا، لافتاً إلى أن الحركة عاشت في سوريا مع القيادة والشعب ولا تتدخل ضمن إستراتيجيها المعتمدة في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأضاف ''سوريا غالية علينا ونتمنى الاستقرار للشعب والقيادة، وأن تجنب سوريا الدماء وأن تلبى مطالب الشعب السوري الطبيعية''. وذكر البردويل أن الحديث عن أن المصالحة حركتها ضغوط على حركة حماس بعد الحراك الشعبي في سوريا حديث غير منطقي، لسبب بسيط يتمثل في أن ما تم التوقيع عليه في الآونة الأخيرة هي نفس التفاهمات التي تمت في دمشق قبل فترة عندما جلست حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس من أجل حل مشكلة ملاحظات حماس على الورقة المصرية.