عاد سكان مدينة أقا بإقليم طاطا إلى الحديث بلغة النزول إلى الشارع احتجاجا على ما يقولون عنه تهميشا متعمدا وإقصاء ممنهجا لمدينتهم من قبل السلطات المركزية والحكومات المتعاقبة على حكم المغرب، واحتجاجا كذلك على ما يعتبرونه بؤسا في التدبير الجهوي لقضايا المنطقة. حيث فاجأ أزيد من 300 من سكان المدينة المذكورة المسؤولين المحليين بتنفيد اعتصام وُصف بالفريد، لجأ خلاله المعتصمون إلى افتراش الأرض أمام باشوية المدينة لمدة فاقت الساعتين، مكممين أفواههم وواضعين عليها علامات باللون الأحمر، رافعين يافطات ورقية تحمل شعارات من قبيل ''عفوا نحن مغاربة... فلا تحتقرونا'' و''نريد حلول لا وعودا... راه مامفاكينش'' و''أقا تحتضر ...أقاوي ماذا تنتظر؟'' وغيرها من الشعارات التي تلخص حسب المنظمين الملف المطلبي للساكنة المحتجة منذ 20 فبراير الماضي. وتابع المحتجون أثناء اعتصامهم ليلة السبت 26 مارس 2011 أغاني ''ثورية'' للفنان مارسيل خليفة ومجموعة ناس الغيوان، بالإضافة إلى قصيدة شعرية أبدع في قراءتها أحد شباب المنطقة تشخص حال مدينته وسكانها في أبيات شعرية لقيت استحسان المعتصمين. واختُتِم الاعتصام بكلمة أُعلن فيها عن شروع تنسيقية أقا من أجل التغيير التي تقود الاحتجاجات بالمنطقة، في تنفيد المرحلة الثانية من البرنامج النضالي والتي ستشمل حسب الكلمة مسيرة شعبية إلى مقر عمالة طاطا ثم مسيرة إلى ولاية جهة كلميمالسمارة وبعدها مسيرة أخرى إلى مدينة الرباط قبل الدخول في اعتصام مفتوح في حالة عدم تلبية مطالب السكان. ويشار إلى أن محتجين من ذات المدينة سبق أن أرغموا موكب عامل إقليم طاطا على التوقف أثناء مروره بأقا نهاية شهر فبراير الماضي والجلوس إلى ممثلين عنهم، كما طالب المحتجون أنفسهم بإقالة وزيرة الصحة ياسمينة بادو في وقفة حاشدة نُظمت خلال الأسبوع الأول من مارس الجاري، ونظم سكان أقا أيضا ما أسموه ''وقفة تضامنية مع البالا والملاسة'' في إشارة إلى تأثير غلاء رسوم رخص البناء على وتيرة البناء بالمدينة ما خلّف تزايدا في عطالة بنائي المنطقة حسب المحتجين.