تكشف المعطيات المتداولة عن أن الحادث الأخير بمكةالمكرمة لم يكن حدثا عابرا ومعزولا بل هو في سياق المطاردات بين السلطات السعودية وتيارات العمل المسلح التي بدأت تنشط في شبه الجزيرة العربية، والتي كشفت تفجيرات الرياض بداية ماي الأخير عن انتقالها نحو العنف، ورغم أن أصوات عموم العلماء والحركات والتوجهات الإسلامية في العالم نبهت إلى هذا المسار الخطير والذي تطال أضراره صورة الإسلام ومكانة البلد الحرام، ويمكن من زيادة التدخل الأجنبي وتصعيد الحرب ضد دعاة ومؤسسات التدين في الأمة. فإلى جانب الرواية الرسمية ذكرت مصادر معارضة أن "المجموعة التي دخلت في مواجهة مع قوات الأمن في مكةالمكرمة مساء السبت الماضي، كانت قد رُصدت في جدة تستعد لتنفيذ عملية موجهة ضد شخصية كبيرة ونجحت المجموعة في اكتشاف أنها مرصودة فتسللت خارج جدة. وتبين من خلال المعلومات كذلك أن مجموعة أخرى كانت على صلة بالسيارة التي كانت مرصودة ولم تتمكن سلطات الأمن من تحديد موقع المجموعة الثانية التي ربما كانت في سيارة أخرى". وقد أضافت القصاصة، الصادرة عن موقع سعودي معارض بالإنترنت، أن السيارة المرصودة نجحت في "التسلل خارج جدة والتوجه لمكةالمكرمة، فيما يعتقد أنه أسهل للاختفاء بسبب تعقيد الوضع الديموغرافي والسكني والعمراني في مكةالمكرمة، أما مجموعة التغطية فقد اختفت تماما". وبعد أن تمكنت السيارة الأولى من تفادي عدة نقاط تفتيش في الخروج من جدة والدخول إلى مكة رصدت مرة أخرى من قبل أحد الدوريات في حي الرصيفة في مكةالمكرمة وبدأت عملية مطاردة وانتهت أخيرا إلى نزول المطاردين من السيارة في حي الخالدية ولجوئهم إلى أحد العمائر التي كان لها مدخلان حيث تمكنوا من الهروب من المدخل الآخر. ويبدو أن المطلوبين، نقلا عن القصاصة الإخبارية ذاتها،" كانوا يعرفون مكة جيدا بدليل تحركهم في المنطقة التي لجأوا إليها بمهارة وتبين من خلال مطاردتهم أنهم يتصرفون عن معرفة. وتسببت عملية المطاردة في منتصف الليل وفي منطقة مزدحمة في فوضى واضطراب كبير لرجال الأمن الذين أطلقوا النار في كل اتجاه مما تسبب في إصابة ومقتل عدد كبير من المواطنين". وقد أسفرت المواجهة -حسب قصاصة الموقع - عن" مقتل عدد من رجال الأمن بينهم رجلان من الدوريات وثلاثة من قوات الطوارئ وعدد آخر لم يحدد بالإضافة إلى إصابات كثيرة. أما المطلوبون فلم يقتل أيا منهم ولم يعتقل في لحظة المواجهة ولم تتمكن الحركة من متابعة ما حصل لهم بعد ذلك. لكن قوات الأمن اعتقلت عددا كبيرا من المواطنين الذين كانوا في المنطقة ظنا منها أنهم كانوا من بين المطلوبين وذلك بسبب الظلام والاضطراب الذي حصل. ويقال إن بعض المواطنين لجأ لسلاحه الشخصي خوفا على منزله من المداهمة مما تسبب في الالتباس عند رجال الأمن باحتمالية كونه من بين المطلوبين."