أكد البرلماني المقرئ الإدريسي أبو زيد على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية، وتفعيل عمل الدبلوماسية الخارجية لمواجهة التحديات التي تواجه المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية. وأضاف في محاضرة نظمتها جمعية العرفان بمراكش يوم السبت 25 دجنبر ,2010 أن ذلك لن يتأتى إلا بإعادة الاعتبار إلى الأحزاب الوطنية، وتفعيل الديبلوماسية البرلمانية، وتعيين الأكفاء في مراكز القرار في السفارات والقنصليات، إضافة الى نشر العدل بين المواطنين وإصلاح السياسات المعطوبة. وأوضح أن عددا من الشركات التابعة للدولة والتي تعمل في الصحراء لا تقدم حسابها المالي، بل يقدم المغرب مبالغ من أجل سد الخصاص بسبب فسادها المالي، كما أن المغرب لم يستطع استيعاب شيوخ الصحراء، والذين كانت لهم دائما ثقافة تقليدية مؤمنة بالبيعة، ونصب بدلهم طبقة من الأعيان متعفنة ومتنفذة. وذهب المحاضر إلى القول إن الصراع في الصحراء كما هو الصراع في جنوب السودان هو صراع حضاري تتحكم فيه الدول الغربية الكبرى من أجل قطع الطريق عن تغلغل الدعوة الاسلامية في افريقيا السوداء، وتوفير الظروف المناسبة للنشاط التنصيري، وما إسبانيا إلا رأس حربة لهذا الصراع الذي تعود جذوره إلى مئات السنين. وضرب أمثلة من التاريخ يظهر العداء الدفين للدول الكبرى وخاصة إسبانيا للمغرب، وكيف أوصى عدد من الزعماء الأوروبيين بضرورة تفتيت المغرب إلى دويلات. واستغرب كيف أن المغرب الذي كان يناضل من أجل استرجاع أراضيه أصبح محتلا. وأضاف أن هذه الدول الكبرى تلعب مع المغرب بمنطق السياسة الحذرة من جهة، وبالمنطق الاقتصادي من جهة ثانية، مشيرا أن هذه الدول لا تعترف بالأعياد الوطنية المتعلقة باسترجاع الأراضي الجنوبية، وفي المقابل تغض الطرف عن الخيرات القادمة لها من الصحراء ووقعت اتفاقيات بخصوص الفوسفاط والأسماك.