بلغ عدد الأطفال ضحايا حوادث سير وقعت خلال السنة الماضية 405 طفلا دون سن الخامسة عشر، حسب ما أعلنته اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير خلال اليوم الدارسي حول ''التربية الطرقية'' أخيرا بتطوان. وبخصوص عدد المصابين في حالة خطيرة، فقد ارتفع إلى 1446 (1015 طفل و431 فتاة)، مقابل 9855 مصاب بجروح طفيفة، (6493 طفل و3362 فتاة). وأشارت اللجنة أن المغرب سجل 1960 إلى 2009 مليون، و589 ألفا و216 حادثة سير أسفرت عن سقوط مليونين و409 ألف و664 ضحية ضمنهم 125 ألفا و184 قتيل، وهو ما يعادل ساكنة مدينة متوسطة. ويعادل عدد قتلى حوادث السير بالمغرب تقريبا ذلك المسجل بفرنسا التي تتوفر بالرغم من ذلك على حضيرة مهمة للسيارات تقدر بخمسة عشر أضعاف، وساكنة تفوق ضعف سكان المغرب. وفي السياق ذاته، أظهرت دراسة قامت بها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بمدينة الدارالبيضاء، أن الشريحة العمرية (1512 سنة) تكون معرضة لمخاطر هامة جدا، متبوعة بالفئة التي تترواح ما بين 6 و8 سنوات. وترتبط هاتين الشريحتين بتحولين رئيسيين في حياة كل طفل، يتمثل الأول في مرحلة الانعزال (6 و11 سنة) تتسم بالانفصال عن الوسط العائلي ومرحلة الدخول في علاقات اجتماعية واللعب الجماعي. وتأتي بعد ذلك فترة المراهقة حيث تكون العوامل المحددة مرتبطة بأزمة المراهقة (أزمة الوجود، الاستقلال الذاتي، المثالية، ...) وهي سلوكات خطيرة، يحاول الطفل من خلالها إبراز تفوقه ووجوده. ويعتبر الراجلون الأكثر استهدافا بنسبة 7ر71 في المائة متبوعة بالمسافرين ب8ر21 في المائة، وراكبي الدراجات ب5ر6 في المائة من الضحايا، ولكن حسب هذه الدراسة فإن هذه الفئة مدعوة إلى أن تتطور خلال السنوات المقبلة. ويمثل التلاميذ بالمدارس والإعداديات 51 في المائة من عدد ضحايا هذه الحوادث التي تقع 88 في المائة منها بمسالك مرور السيارات، ويهم ثلث منها أماكن مرور الراجلين انطلاقا من أرصفة غير مطلية. وقد وقعت 20 في المائة من هذه الحوادث بملتقى للطرق. و 64 في المائة من الحالات المسجلةكانت بسبب انعدام علامة للتشوير بالأماكن المجاورة للحادث، و 50 في المائة من الحوادث تتعلق بوجود سيارات متوقفة، أزيد من نصفها غير مرخص لها بالوقوف، وتحجب الرؤية عن الأطفال. كما تشكل السيارات المتوقفة فوق الأرصفة خطرا بالنسبة للراجلين بشكل عام، وللأطفال على الخصوص (55 في المائة من الحالات المحصية) الذين يكونون ملزمين باستعمال الطريق للتجوال أو اللعب. وما يدعو إلى القلق أكثر هو أن 17 في المائة من حوادث السير التي يكون ضحيتها الأطفال البالغين من 5 إلى 9 سنوات تقع بشكل مباشر أمام المدرسة. وحسب الدراسة فإن السرعة المفرطة تتسبب في 42 في المائة على الأقل من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال البالغون (95 سنوات) وأزيد من 50 بالنسبة للبالغين من 10 إلى 14 سنة. من جهة أخرى، فإن نصف عدد الراجلين المترواحة أعمارهم ما بين 10 و14 سنة الذين تعرضوا لحوادث السير كانوا في بداية عبورهم للطريق مقابل 2/3 بالنسبة للأطفال من 5 إلى 9 سنوات، وتقع معظم حوادث السير في ملتقى الطرق وعلى مسلك واسع. وتشير الدراسة إلى أن ثلث الحالات تقع بملتقى للطرق لا يتوفر على علامات التشوير، وفوق ممرات الراجلين. وتشكل هذه الأرقام مادة للتفكير وتسائل الجميع سلطات عمومية ومنتخبين ومجتمع مدني ومدرسين وتلاميذ وآباء وأحزاب سياسية وكل مكونات المجتمع. وتسعى اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير جاهدة من خلال حملاتها، ترسيخ هذه الثقافة الجديدة للمواطنة واحترام الآخر وتقاسم الطريق التي يتعين أن تقودنا جميعا إلى وجهة الحياة، وأطفالنا إلى المدرسة بكل أمن وأمان.