تعزز التعليم الفرنسي بالمغرب هذه السنة بافتتاح مؤسسة تعليمية تسمى المضيق بمدينة طنجة استقطبت 500 تلميذ، إضافة إلى فتح عدد من المدارس الفرنسية الخاصة لأبوابها أمام التلاميذ المغاربة بالدارالبيضاء. ويعد الحضور التعليمي والتربوي الفرنسي بالمغرب الأبرز منه في العالم، إلى جانب التواجد التعليمي الفرنسي في كل من لبنان ومدغشقر وإسبانيا. ويعرف التسجيل في المؤسسات التعليمية الفرنسية بالمغرب إقبالا كبيرا من قبل شرائح ونخب معينة، بدافع الواقع المتردي للمدرسة العمومية المغربية، إضافة إلى الرغبة في الاستفادة من عوائد الدراسة في مدارس البعثة الفرنسية اجتماعيا وسياسيا. في هذا السياق، عرف الموسم الدراسي الحالي (20112010) تسجيل 28000 ألف تلميذ في مختلف المؤسسات التعليمية الفرنسية، 60 بالمائة منهم مغاربة. ومن مظاهر التغلغل الفرنسي تعليميا وتربويا في الساحة المغربية، أن الإقبال على التسجيل في هاته المؤسسات دفع ثانوية ماسنيون بالدارالبيضاء إلى التوسيع من مساحة التسجيل، لتصل هاته السنة إلى 2750 تلميذ، بينما لم يتعدى عدد المسجلين بها 1000 تلميذا قبل 10 سنوات. ويتوزع التعليم الفرنسي المستوطن بالمغرب 31 مؤسسة تعلمية، 23 مؤسسة تابعة للوكالة الفرنسية للتعليم بالخارج (12 مدرسة، 4 مجموعات مدرسية، 2 إعدادية، 5 ثانويات)، ثم 8 مؤسسات تابعة للمكتب المدرسي الجامعي الدولي (3 مدارس، 4 مجموعات مدرسية، ثانوية). وفيما يتلخص دور المؤسستين في دعم اللغة الفرنسية في العالم، تركز الوكالة الفرنسية للتعليم بالخارج، إلى جانب استهداف التلاميذ ذوو الجنسية الفرنسية بالدرجة الأولى، على تحقيق التعاون مع الأنظمة التربوية في البلدان المستهدفة. بالمقابل، فإن المكتب المدرسي الجامعي الدولي ذو الهدف غير الربحي يستهدف نشر الثقافة واللغة الفرنسيتين عبر تعليم لائكي، أما زبنائه فيتشكلون من التلاميذ غير الفرنسيين وذوو الجنسية الفرنسية على حد سواء. وتمثل الشبكة التعليمية، التابعة للمكتب في المغرب، 5,21 بالمائة من حجم التواجد التعليمي الفرنسي بالمغرب، إذ شهد قفزة كبرى، عبر تسجيل 6034 تلميذ، برسم سنة ,2009 بينما لم يكن العدد المسجل قبل عشر سنوات يتعدى 196 تلميذ فقط. وإلى جانب الشبكة التعليمية، التابعة لكل من الوكالة الفرنسية للتعليم بالخارج والمكتب المدرسي الجامعي الدولي، بدأت المؤسسات التعليمية الخاصة الفرنسية في افتتاح أبوابها بالمغرب. وخلال هاته السنة، سجل تواجد 7 مؤسسات تعليمية فرنسية خاصة بمدينة الدارالبيضاء، وتخضع المقررات المدرسية لأجندة البرامج الفرنسية، مناهج ولغة، بالرغم من أن هذا النوع من التعليم الخصوصي يتم - نظريا - في سياق التعاون بين الأنظمة التربوية لفرنسا والمغرب.