يدخل الاشتغال على الملف التلمذي ضمن الاشتغال على إستراتيجية العمل التي تنهجها حركة التوحيد والإصلاح، والتي تقضي بتناول مختلف الجوانب العمرية للإنسان من مرحلة طفولته إلى مرحلة تحمله المسؤولية. وبذلك فإن العمل التلمذي يتموقع في أصعب مرحلة من المراحل التي يمر منها الكائن البشري، وهي مرحلة العطاء، مرحلة الفكر، مرحلة الحيوية والنشاط...ويتطلب تأهيله تضافر كل الجهود من أجل وضعها على السكة الصحيحة، إيمانا بأن الرهان على هذه الفئة في بعدها الفكري، وفي بعدها العقدي، وفي بعدها السلوكي هو ضمان لمستقبل ناجح وآمن لأي مجتمع يصبو إلى النجاح والنمو والتفوق وإلى التنمية بصفة عامة، على اعتبار أن التنمية التي نشتغل عليها هي تنمية العنصر البشري. ولقد تناول القسم التلمذي وهو قسم يتحمل مسؤولية ملف الشباب داخل جهة الوسط، من خلال مجموعة من الملفات التي تسعى إلى الإحاطة بهذه الفئة من جميع الجوانب. فعلى المستوى التربوي حرص القسم على أن يولي هذه الفئة اهتماما واسعا، في جانب التربية الإيمانية والعقلية والسلوكية، وذلك من خلال تسطير برنامج تربوي متكامل وبرنامج تكويني عملي. ومحل تنزيل هذا الملف أساسا هو المجالس والمحاضن التربوية، التي يسعى القسم التلمذي الجهوي ما أمكن أن يطور برامجها بما يتماشى مع عقلية التلميذ، ومع حسه، ومع تطلعاته..ليكون حاضرا في ساحته، عبر مجموعة من الملفات التي كانت محور اشتغال خلال الأربع سنوات الماضية. في هذا الإطار، كان القسم التلمذي حاضرا في ساحة التلميذ بالاقتراح والتوجيه عبر ملف العمل المؤسساتي، بمشاريع عمل تؤطر مجموعة من الأنشطة التي تقام داخل المؤسسة التعليمية، وتعود عليه وعلى مؤسسته وعلى مجتمعه بالنفع. وكان حاضرا مع التلميذ ليكون متفوقا في دراسته بالموازاة مع فاعليته داخل مؤسسته، ومن هذا المنطلق تبنى ملف التفوق الدراسي، وكان الحرص فيه على إسثتمار تفوقه لكي يكون تلميذا فاعلا في مجتمعه يحمل مشروعا رساليا. يبدع من خلاله ويبتكر، ويفجر كل الطاقات الكامنة داخله شعرا أو نثرا أو قصة...ومن هنا أطلق القسم التلمذي مبادرة للإبداع، بتسطير ملفا آخرللاشتغال وهوالملف الفني لتبريز طاقات فنية تلمذيه شابة تجمع بين الموهبة الفنية والقيم الايجابية و الخلق الرسالي حيث شهدت هذه السنة الثمرة الأولى لهذا الملف في صورة المهرجان الأول للإبداع الفني الذي عرف مشاركة تلمذية هامة وسجل نجاحا مشهودا. وكان القسم التلمذي حاضرا مع التلميذ في ساحته ليؤمن كسبه وفاعليته في وجه كل الاستهدافات التي تشوش على مساره، بالتوجيه الوقائي من الانحرافات الفكرية والسلوكية والعقدية، من خلال اقتراح ملفات فتحنا له سبل نقاشها، نقاشا علميا يؤمن له العبور الآمن بالوقاية من مزالقها.فكان تنزيل ملف الوقاية من خلال حملة الوقاية من المخدرات التي شهدت حكة دعوية مبكرة استنفر لها نسيج متكامل من الفاعلين للحضور المبكر ببرنامج توعوي يتكامل فيه الخطاب التربوي بالطبي والقانوني وسخرت له مجموعة من الوسائط كانت قريبة من التلاميذ في معظم فضاءات حضورهم ، كما نزل القسم برنامج حملة العفة وهي حملة ليست محصورة في الزمان، وإنما هي مشروع ممتد عبر ثلاثة محاور الإعلام الإباحي، العلاقة بين الجنسين ثم فلسفة الزي، وهي كلها ملفات تتدخل فيما بينها مفهوما وتنزيلا. ومن اهتمامات القسم التلمذي أيضا، العمل الصيفي ضمن أبعاد ثلاث المدارس الصيفية، الأوراش الصيفية، ثم المخيمات الصيفية حيث يجد التلميذ نفسه أمام برنامج يرشد عطلته ويحفظه من الفراغ المؤدي للعبث،كما ينعم بصحبة أطر تربوية كفأة تهتم بمواهبه وتبني فيه العطاء الحر باستثمار الطاقات الكامنة عنده. إلى جانب هذه الملفات يشتغل القسم على ملف الإعلام وملف العضوية، ويتبنى القسم في منهج اشتغاله على مجموع هذه الملفات التأسيس الميداني عبر مشاريع دعوية هي نتيجة أوراش دراسية للملفات داخل الملتقيات الجهوية سواء ملتقيات الأطر أو التلاميذ الفاعلين، مما ساهم في توحيد الاستيعاب وتنسيق الجهود لتنزيل كل ملف والتأسيس له داخل المناطق.