وصف الدبلوماسي المصري والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حملة الصور المسيئة لأسرته بالقشة الأخيرة قبل التغيير، متهما نظام مبارك بتشويه صورته، فيما قالت جماعة الإخوان المسلمون في موقعها الالكتروني إن الحرية والديموقراطية أهم من صور بيكيني ليلى البرادعي. وجاءت تعليقات البرادعي في صحيفة الدستور اليومية المستقلة، في عدد أول أمس، ردا على ظهور صور شخصية لابنته ليلى على أحد الشواطئ مع زوجها في ملابس السباحة على الموقع الاجتماعي فايسبوك، متهما السلطة بالكذب والافتراء وتعمد تشويه صورته. وقامت صاحبة الموقع، والتي ادعت أنها تعرف ليلى، بنشر نحو 32 صورة لليلى وأسرتها، يظهر بعضها وهي ترتدي لباس البحر المايو، بالإضافة إلى ظهور زجاجات للخمر أمام بعض أفراد أسرتها. كما ادعت صاحبة الموقع التي لم تعرف نفسها، بأن ليلى عرفت نفسها دينيا بأنها لاأدرية. وقال البرادعي إن مثل هذه الحملة هي الإجابة الدائمة والوحيدة التي يرد بها النظام على من ينادي بالديموقراطية التي هي السبيل الوحيد للحرية والإصلاح الاقتصادي والعدل الاجتماعي ومعاملة المواطنين على أنهم بشر لهم حقوقهم الآدمية. وأكد البرادعيهذه هي القشة الأخيرة والمسألة مسألة وقت، مضيفا ربما يحتاج الأمر مزيداً من الوقت، ولكن التغيير حتمي، فلا يمكن أن يكون هناك نظام ينتمي للعصور الوسطي في القرن الواحد والعشرين. وأكد البرادعي بحدة أن التغيير حتمي ولا يمكن أن يكون هناك نظام ينتمي إلى العصور الوسطى في القرن الحادي والعشرين. وأدان الحزب الوطني الديمقراطي بشدة نشر الصور على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي. ووصف متحدث باسم الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم نشر الصور بأنه عمل غير شريف. وقال علاء الدين هلال نحن في الحزب الوطني الديمقراطي لا نوافق على هذا. يجب ألا تتحول الخلافات السياسية بأي حال إلى هجمات شخصية أو انتهاك للحرمة الشخصية. هذا عمل غير شريف. وأضاف هذا ليس جزءا من الثقافة المصرية. ثقافتنا شرقية تحترم حرمة العائلة. وتزامن توقيت ظهور الصور والبيانات المسيئة لأسرة البرادعي مع عودته من فيينا مساء الخميس الماضي بعد جولة استغرقت شهرين شملت أيرلندا وفرنسا والنمسا. واستنكرت جماعة الإخوان المسلمين نشر مثل هذه الصور المسيئة للبرادعي. وقالت الجماعة في موقعها الانكليزي على الانترنت إن الحرية والديموقراطية أهم من صور بيكيني ليلى البرادعي. وعلق مسؤول رفيع بأن الجماعة غير مهتمة بحياة البرادعي الشخصية. وألمحت الجماعة إلى إمكانية تورط أجهزة الأمن المصرية في الحملة المضادة ضد البرادعي، إلا أنها قالت أيضا بأن تصرفات أي شخص يسعى لحكم مصر يجب أن تكون مسؤولة وتراعي مشاعر المسلمين. وجاء في تصريحات مسؤول المكتب السياسي للجماعة عصام العريان نحن لا ندعم أي شخصية بذاتها. نتفق على مطالب تتعلق بالإصلاح ونحن ضمن فريق يجمع تيارات متعددة من ضمنها الليبراليين. وأضاف لكل جماعة حياتها الخاصة. أولويتنا هي الإصلاح. ويشكو البرادعي باستمرار من مضايقات تمارسها السلطات المصرية على تحركاته الشعبية، مثل الظهور في محطات التلفزيون، واعتقال بعض المؤيدين، ورفض الفنادق تأجير حجرة اجتماعات له. وسبق أن شنت صحف مصرية حملات مماثلة في السابق ضد البرادعي، حيث اتهمته بالتواطؤ مع الإدارة الأمريكية لتسهيل غزو العراق في العام .2003 كما اتهمته وسائل إعلام أخرى بالعمالة للنظام الإيراني. وأعلن البرادعي في السابق إمكانية خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل حال تعديل الدستور، وهو ما يرفضه مبارك الذي يطالب بالالتزام بالدستور في قواعد الانتخابات الرئاسية. وتنظم الجمعية الوطنية من أجل التغيير التي يترأسها البرادعي حملة جمع توقيعات لتعديل الدستور المصري بما يسمح بترشح مستقلين لمنصب رئيس البلاد. وانضمت جماعة الإخوان المسلمين إلى تلك الحملة وأعلنت جمع ما يزيد عن 700 ألف توقيع يطالب بتعديل الدستور. وكان البرادعي عاد الى القاهرة في فبراير الماضي بعدما أمضى 12 عاما في فيينا على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلن استعداده للترشح إلى الانتخابات الرئاسية المصرية العام 2011 شرط تعديل الدستور. وباشر في أبريل حملة انتخابية داعيا إلى إصلاحات سياسية ورافضا التوريث في إشارة إلى احتمال ترشح جمال ابن الرئيس حسني مبارك لرئاسة الجمهورية.