فاز الطفل المغربي محمد الدويك ليلة أول أمس الأحد بمسابقة في تجويد القرآن الكريم نظمتها قناة الجزيرة للأطفال بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، ونال جائزة مالية قدرها مائة ألف ريال قطري (حوالي 236 ألف درهم مغربي). وحل الدويك في المرتبة الأولى من بين أربعة مترشحين للمرحلة النهائية من هذه المسابقة التي انطلقت إقصائياتها منذ أشهر في عدة دول عربية بينها المغرب، وشارك فيها آلاف الأطفال. وعبر الطفل المغربي الفائز عن سعادته بهذا الإنجاز، وقال في تصريح للتجديد: أنا سعيد جدا بهذا الفوز، وأشكر الله تعالى على أن وفقني إليه، كما أشكر والدي اللذين سهرا على تعليمي القرآن، وأهدي هذا الفوز إلى الشعب المغربي وإلى شيخي محمد الترابي وإلى أمي وأبي وعائلتي. وتمنى محمد الدويك الذي يدرس في السنة الثامنة بإعدادية الوحدة في عين السبع بالدار البيضاء- أن يكون طبيبا في المستقبل وأن يكون جامعا للقرآن الكريم. فخور بولدي ومن جهته أكد أحمد الدويك، والد الطفل الفائز، افتخاره بابنه الذي رفع علم المغرب عاليا بالقرآن، وقال في تصريح للتجديد هذا من فضل الله تبارك وتعالى علينا، وما كان لهذا أن يكون لولا توفيقه سبحانه، ونسأله تعالى أن يزيدنا من فضله وأن يجزي خيرا قناة الجزيرة للأطفال وكذا الشعب والحكومة القطريين. ويبلغ محمد الدويك من العمر 13 سنة، وقد حفظ القرآن على يد أبيه وهو في الحادية عشرة من عمره، ويأمل في أن يطور مواهبه في تلاوة القرآن وإتقان قراءته، كما عبر للتجديد عن أمله في أن يصبح طبيبا في المستقبل. وفاز بالمرتبة الثانية الطفل عبد الحميد صوفي من قطر ونال جائزة مالية قدرها 75 ألف ريال قطري، في حين جاء في المركز الثالث الطفل السوري عدنان نور الدين الخضري وفاز بجائزة قدرها 50 ألف ريال قطري، أما المرتبة الرابعة فقد حلت فيها الطفلة جواهر فايز شمو، وهي من سوريا كذلك، ونالت جائزة قدرها ثلاثون ألف ريال قطري. وأشرفت على مسابقة أول أمس الأحد لجنة تحكيم تتكون من الدكتور سالم الزهراني، رئيس قسم القراءات بجامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، والشيخ محمود عكاوي، شيخ مقارئ بيروت، والدكتور عبد الحميد شاكر، رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة جزر القمر، والدكتور عبد السلام مقبل المجيدي أستاذ علوم القرآن الكريم في جامعة اليمن. وحضر الليلة القرآنية في استوديوهات الجزيرة للأطفال في العاصمة القطرية الدوحة مشايخ وعلماء على رأسهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، والداعية السعودي الشيخ محمد العريفي. وقال الشيخ القرضاوي إن من نعم الله على هذه الأمة أن هيأ فيها ملايين الأطفال ممن يحفظون القرآن، وأضاف أن أمتنا ما تزال بخير ما دامت متمسكة بهذا الكتاب الرباني العظيم، مشيرا إلى أن من عجائب القرآن أنه كتاب يحفظه حتى من لا يفهمه ولا يفهم اللغة العربية. مواهب خارقة وشهدت الليلة أيضا تقديم مواهب قرآنية أبهرت الحاضرين، مثل الطفل التونسي محمد أمين موسى، الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، وختم حفظ القرآن الكريم وعمره سبع سنوات، وتعلم تلاوته بقراءة قالون وقراءتي ورش وحفص، ووهبه الله تعالى قدرة على تذكر موضع ورقم أي آية في أي سورة من القرآن الكريم. وامتحن الشيخ العريفي الطفل التونسي أمام الحاضرين في مواضع عدة آيات وأرقامها، وفسر أحد مرافقي هذا الطفل موهبته الخارقة بأنه عندما كان يحفظ صفحات المصحف كان يسجلها في ذاكرته بطريقة الماسح الضوئي (سكانير)، فأصبحت لديه قدرة كبيرة على تذكر أرقام الآيات. كما شارك في الليلة القرآنية الطفل المصري شريف سيد مصطفى الذي حفظ القرآن الكريم بعشر روايات، ويحفظ صحيح البخاري ومسلم وبدأ حفظ ألفية ابن مالك، وقال إنه كان يحفظ في البداية صفحة من المصحف الشريف كل يوم، وضاعف اجتهاده ومثابرته حتى أصبح يحفظ عشر صفحات في اليوم، وأتقن القراءات العشر في ستة أشهر. وحضر هذه الليلة أيضا أطفال من الصين وباكستان وجزر القمر، بعضهم يحفظ القرآن كاملا والبعض الآخر يحفظ منه أجزاء، كما بثت قراءات على الأقمار الاصطناعية لأطفال من غزة وواشنطن وتتارستان والهند. وتنوي الجزيرة للأطفال ووزارة الأوقاف القطرية الاستمرار في هذه المسابقة وفتحها ابتداء من الموسم المقبل في وجه الأطفال بكل أنحاء العالم، وقال القائمون عليها إن التسجيل في نسخة الموسم المقبل مفتوح منذ الآن على موقع الجزيرة للأطفال على شبكة الأنترنت.