من أول من نشر فكرة تاريخية النص القرآني المستشرقون الذي من خلال هذه الفكرة حاولوا أن يروجوا عدة شبهات منها أن النص القرآني هو من بنات تفكير محمد صلى الله عليه وسلم . والأدهى من ذلك أنهم جين وقفوا عند ما احتواه من الحقائق الدينية والتاريخية والكونية فإن كثيرا منهم وفي مقدمتهم رينان سعوا أن يجردوا رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم حتى من هذه الميزة ، أي كتابة القرآن انطلاقا من نظرتهم المتعالية إذ من المعلوم أن الاستشراق قد جرد العقل العربي والإسلامي والعقل الشرقي السامي من كل ميزة ؛ حيث اعتبره عقلا تفكيكيا وليس عقلا تركيبيا ومن ثم فهو ليس قادرا على الخلق والإبداع ، ومن ثم فكل ما يمكن أن ينسب إلى هذا العقل من إنجاز ينبغي البحث عنه عند اليونان . لقد وصف رينان الدين الإسلامي في كتابه مساهمة الشعوب السامية في تاريخ الحضارة بالتحجر والتعصب والرجعية !! وأن فيه سذاجة الفكر السامي المفزعة ، المقلصة للمخ البشري ، مغلقة منافذه في وجه كل لطيفة وكل إحساس رقيق وكل تأمل ونظر منطقي . وبناء عليه فالنص القرآني في المنظور الاستشراقي ليس سوى اقتباسات من النصارى وأن النبي صلى الله عليه وسلم تعلمه من راهب نسطوري اسمه بحيرا أو من ورقة بن نوفل ، وهي الشبهة التي سبق أن روجها مشركو قريش و فندها القرآن الكريم مباشرة كما في قوله تعالى : لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين وفي قوله : أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا . وفندها القرآن من خلال مضامينه التي تضمنت وقائع تاريخية وقعت أو كانت ستقع بعد بحيرا وورقة بن نوفل ، مما هو مبسوط لدى علماء المسلمين في إثبات دلائل النبوة وتفي شبهات المتقدمين من المشركين والمتأخرين من المستشرقين ، ومما احتواه من حقائق كونية واجتماعية لم تكن متسيرة للمعرفة البشرية آنذاك وقد سعى المستشرقون أيضا إلى إثبات بشرية النص القرآني وتاريخيته من خلال ربط البعثة بمعطيات تاريخية وأن النص القرآني جاء لكي يستجيب لتطلعات أو مخاض تاريخي ، ومن ثم فإن النص القرآني نص تاريخي يمكن أن يفهم في السياق المذكور وهو المعنى الذي تبنته ما تسمى ب القراءات الجديدة التي تؤكد أنه ينبغي تجاوز المناهج التي تبلورت في العلوم الإسلامية المختلفة واعتماد معطيات الدراسات اللغوية والإنسانية الحديثة التي تسعفنا في إدراك دلالات النص القرآني ضمن سياقه التاريخي .(محمد أركون نموذجا ) ودون شك فإن النتيجة المنطقية لهذا التوجيه لمفهوم تاريخية النص القرآني هو إلغاء الطابع المنزل للقرآن الكريم وتجاوز التعريف الأصولي للقرآن الكريم باعتباره كلام الله المنزل والموحى به إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم إلغاء كونه رسالة إلهية وخطابا للعالمين منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يقوم الناس لرب العالمين . والنتيجة الأخرى هو إلغاء مرجعيته في عصرنا هذا ما دام نصا مرتبطا بسياقه وإنكار أي دعوة إلى وجوب التحاكم إليه فيما قرره من قضايا أو الرجوع إليه للاستنباط منه استحضارا لمقاصده أو قياسا على أحكامه . وفي أحسن الأحوال يبقى القرآن كتابا للتلاوة والتبرك أو جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي للأمة . ومن دون شك فإن القائلين بتاريخية النص القرآني قد لا يصرحون صراحة بهذه المعاني التي تلتقي في نهاية المطاف على قطع علاقة المسلمين بالقرآن باعتباره وحيا وتنزيلا من رب العالمين جاء رسالة إلى العالمين و لتوجيه الحياة البشرية إلى أن تقوم الساعة ، ولكن النتيجة النهائية لقولهم ذاك هو السعي لمحاصرة الخطاب القرآني بحدود زمان تاريخي هو الزمن التاريخي للمجتمع العربي إبان البعثة . ونحن لا ننفي تاريخية النص القرآني ولكننا نفهم تاريخية النص القرآني بمعنيين المعنى الأول لتاريخية النص القرآني : أن كثيرا من آياته وأحكامه نزلت في سياق تاريخي ومرتبطة بأسباب النزول . لكننا لا نفهم أسباب النزول بأنها حدثت مرة واحدة وانتهي الأمر : إنها أسباب نزول متجددة أي أن حكمها لا يرتبط بأعيان من نزلت فيهم الآيات القرآنية ولا في الحادثة المعينة بل بجنس المعنيين وجنس الحادثة ، وهذا وجه من أوجه إعجاز القرآن الكريم . ونحن نلاحظ أن البعض ممن تأثروا بالنهج الاستشراقي قد سعوا إلى توظيف أسباب النزول كي يجردوا القرآن من حجيته على الناس كل الناس وعبر الزمان والمكان ، والأمر أن خاصية الخطاب القرآني هو الانتقال من الحالة العينية الفردية المحدودة من أجل التشريع العام أي أن النص القرآني لم يكن خاصا فقط بالمخاطبين من الجيل الأول بل خطابا عاما للأمة بل وللإنسانية جمعاء كما تدل على ذلك الآية المكية : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . فإنه لا يتصور لرجل عربي مكذب من قومه محاصر في شعاب مكة وهو بفكر بمنطق توحيد العرب أو بمنطق تحرير العبيد أن يتكلم لغة العالمية في وقت لا شيء يشير إلى احتمال أن يكون لبدو الجزيرة شأن في الخريطة العالمية ومنشأ هذا أن القرآن كان في نفس الآن يصوغ المعالم الأولى للأمة الإسلامية التي كان يمثلها الجيل الأول للمسلمين الذين كانوا يعيشون في سياق تاريخي هو المجتمع العربي خلال القرن السابع الميلادى ، ومن ثم لابد أن يكون جزء من التنزيل يلامس معطيات حية واقعية ترتبط بأشخاص وأوضاع وتفاعلات يومية معيشة ، لكن تلك الأوضاع لم تكن سوى مناسبة لتقرير الحكم العام الذي سيشمل كل الوقائع التاريخية التي ستأتي فيما بعد والتي لها شبه بالحادثة أو الملابسات التي تنزلت بسببها الآية أو الحكم الوارد فيها ، وهو ما بنى عليه الأصوليون من خلال الاستقراء قاعدة : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب يقول ابن تيمية رحمه الله : وقد يجيء كثيراً من هذا الباب قولهم: هذه الآية نزلت في كذا لا سيما إن كان المذكور شخصاً؛ كأسباب النزول المذكورة في التفسير، كقولهم أن آية الظهار نزلت في امرأة أوس بن الصامت، وأن آية اللعان نزلت في عويمر العجلاني أو هلال بن أمية، وأن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبدالله. وإن قوله: وأن احكم بينهم بما أنزل اللَّه ... الآية نزلت في بني قريظة والنضير، وإن قوله: ومن يولهم يومئذ دبرهُ إلا متحرفاً لقتال ... الآية نزلت في بدر، وأن قوله: يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم ... الآية نزلت في قضية تميم الداري وعدي بن بداء، وقول أبي أيوب: إن قوله: وأنفقوا في سبيل اللَّه ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ... الآية نزلت فينا معشر الأنصار ... الحديث، ونظائر هذا كثير مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة، أو في قوم من أهل الكتاب اليهود والنصارى، أو في قوم من المؤمنين.فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية مختص بأولئك الأعيان دون غيرهم؛ فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق،والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه أم لا؟ فلم يقل أحد من علماء المسلمين أن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين،وإنما غاية ما يقال إنها تختص بنوع ذلك الشخص فيعم ما يشبهه، ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ.والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال إنها تختص بنوع ذلك الشخص فيعم ما يشبهه، ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ. فهي متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان بمنزلته. ومن خلال تأمل القرآن سنجد عددا من الأحكام أو التشريعات المرتبطة بالزمان العربي آنذاك وبظروف الجزيرة العربية ، وهي أحكام طالها نوعان من النسخ : النسخ العملي مثل الاسترقاق وأحكام التعامل مع الأسرى والتسري وأحكام التعامل مع الأنعام في الأشهر الحرم والأماكن الحرم ومنها تحامل القرآن على كثير من التقاليد الجاهلية التي لم تعد اليوم قائمة ولكننا نأخذ منها اليوم دروسا في حياتنا المعاصرة كمثل قوله تعالي : : ما جعل الله من بحيرةٍ و لاسائبةٍ و لا وصيلةِ ولا حامٍ فإن العادات الجاهلية التي كانت قائمة في التعامل مع الأنعام فيها نسبة تشريعات إلى الدين وتحليل ما أحل الله وتحريم ما أحل مما لم ينزل الله بها سلطانا يقول ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس : ومنها البحيرة وهي الناقة تلد خمسة أبطن فإن كان الخامس أنثى شقوا أذنها وحرمت على النساء، والسائبة من الأنعام كانوا يسيبونها ولا يركبون لها ظهراً ولا يحلبون لها لبنا، والوصيلة الشاة تلد سبعة أبطن، فإن كان السابع ذكراً أو أنثى قالوا وصلت أخاها فلا تذبح وتكون منافعها للرجال دون النساء، فإذا ماتت اشترك فيها الرجال والنساء. والحام الفحل ينتج من ظهره عشرة أبطن فيقولون قد حمى ظهره فيسيبونه لأصنامهم ولا يحمل عليه، ثم يقولون إن الله عز وجل أمرنا بهذا، فذلك معنى قوله تعالى: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب. ثم الله عز وجل رد عليهم فيما حرموه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وفيما أحلوه بقولهم: خالصة لذكورنا، ومحرم على أزواجنا، قال الله تعالى: قل آلذكرين حرم أم الأنثيين المعنى: إن كان الله تعالى حرم الذكرين فكل الذكور حرام، وإن كان حرم الأنثيين فكل الإناث حرام، وإن كان حرم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين فإنها تشتمل على الذكور والإناث فيكون كل جنين حراماً النسخ القرآني أي نسخ حكم من قبل حكم آخر إما بالقرآن أو السنة ، وهو النسخ الذي يؤكد التاريخية المشار إليها . ولكن من خلال استعراض تلك الأحكام المنسوخة عمليا أو بالنص سنلاحظ أنها كانت تعمل على إرساء توجه تشريعي هو الذي ينبغي أن يلحظ أو يعتبر أو توجهات قيمية وأخلاقية وفكرية ومنهجية هي المغزى أو المعني الذي ينبغي التوقف عنده بالنسبة للأجيال اللاحقة ، وسنرجع بتفصيل أكثر لأمثلة ونماذج . وهذه خاصية فريدة في القرآن الكريم تجعل منه نصا متجددا وخطابا متواصلا للبشرية لا يخلق من كثرة الرد . المعنى الثاني لتاريخية النص القرآني يرتبط بنوع آخر من أسباب النزول أي أسباب النزول المستجدة ،ومعنى ذلك أن القرآن استبق كثيرا من الوقائع التاريخية وجاء خطابه سابقا على زمانه ، والدليل الملموس على ذلك نبوءات القرآن التي جاء في صيغة الماضي الذي يفيد يقين التحقق كما في قوله تعالى : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليعفر الله لك ما تقدم وما تأخر ويتم نعمته عليك ..... وقد نزلت مباشرة بعد صلح الحديبية التي عقده النبي صلى الله عليه وسلم على مضض وكراهة من المسلمين الذين لم يستسيغوا أن لا يمنعوا من العمرة ، وفي نفس السورة جاء تصديق الوعد الإلهي لنبيه بالفتح : لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا .. ودليل ثاني هو إخبار القرآن للمسلمين المحاصرين في مكة بحدث غلبة الفرس على الروم ، وبأن الغلبة ستكون للروم على الفرص في بضع سنين بكل يقين وثقة في موعود الله . يقول محمد عبد الله دراز في كتاب النبأ العظيم وهو يستعرض ما جاء في القرآن من أنباء عن المستقبل لا سبيل إليها إلا بالوحي الصادق في بيان ما في قوله تعالى : ( الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} سورة الروم كان المشركون يجادلون المسلمين في مكة قبل الهجرة، يقولون لهم: إن الروم يشهدون أنهم أهل كتاب، وقد غلبتهم المجوس، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبوننا بالكتاب الذي أنزل عليكم، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم؛ فنزلت الآية .(....) لقد كان الإخبارُ بهذا النصر وبأنه كائن في وقت معين إخبارًا بأمرين كل منهما خارج عن متناول الظنون، ذلك أن دولة الروم كانت قد بلغت من الضعف حدًّا يكفي من دلائله أنها غزيت في عقر دارها وهزمت في بلادها كما قال تعالى: (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) ، فلم يكن أحد يظن أنها تقوم لها بعد ذلك قائمة، فضلًا عن أن يحدد الوقت الذي سيكون لها فيه النصر؛ ولذلك كذب به المشركون وتراهنوا على تكذيبه، على أن القرآن لم يكتف بهذين الوعدين، بل عززهما بثالث، حين يقول: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ) إشارة إلى أن اليوم الذي يكون فيه النصر هناك للروم على الفرس سيقع فيه ها هنا نصر للمسلمين على المشركين، وإذا كان كل واحد من النصرين في حد ذاته مستبعدًا عند الناس أشد الاستبعاد فكيف الظن بوقوعهما مقترنين في يوم؟ لذلك أكده أعظم التأكيد بقوله: (وعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) رواه الترمذي عن أبي سعيد، ك/ تفسير القرآن، ب/ ومن سورة الروم ..3116 (.....)وكان يوم نصرها هو اليوم الذي وقع فيه النصر للمسلمين على المشركين في غزوة بدر الكبرى، كما رواه الترمذي عن أبي سعيد، ورواه الطبري عن ابن عباس وغيره. وثالث في قوله تعالى : : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) ، و ما ورد في سورة المزمل وهي من أوائل ما نزل في مكة في قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ، وفي ذلك يقول محمد عبد الله دراز أيضا في نفس الكتاب : وهذا كما ترى من عجيب الأنباء في مكة، حيث لا مجال لأصل فكرة الحرب والتقاء الجموع، فضلًا عن توقع فرارها وهزيمتها، حتى إن عمر -رضي الله عنه- لما نزلت هذه الآية جعل يقول: أي جمع هذا؟ قال: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولها. رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه، وعجزه في الصحيحين معنى ذلك أن النص في هذه الحالة سابق على الواقعة التاريخية التي هي السبب في نزوله ، ومعناه أيضا أن مفهوم التاريخية بالمنظور القرآني يأخذ بعدا آخرا ، وأن التاريخ أو الواقعة التاريخية ليس شرطا محددا للنص القرآني بل هي مجرد مناسبة تشريعية ، بل إنه قد يكون سابقا على الحادثة التي هي مناسبة نزولها مخبرا عن وقوعها في المستقبل، لكن المناسبة التشريعية أو أسباب النزول قد لا تكون من مشمولات علم النبي صلى الله عليه وسلم ولا من مشمولات علم من عاش معه من الصحابة ، وأن التاريخ الذي يتكلم عنه النص هو تاريخ غائب عن عيانهم أو تاريخ لم يقع بعد ، وبذلك يتهاوى مفهوم تاريخية النص القرآني كما بلوره الفكر الاستشراقي ومن ورائه أصحاب القراءات الجديدة ، وأن النص القرآني لا يمكن التعامل معه مثل غيره من النصوص البشرية ، وأن أي قراءة تستبعد طابعه الموحى به هي قراءة ضالة مضلة .