ستة عشر عاماً مرت على مجزرة الحرم الإبراهيمي، وما زالت آثارها تحكي يومياً وحشية هذا الكيان الصهيوني الغاصب، كما تزال عمليات التهويد لمدينة خليل الرحمن ومقدساتها الإسلامية مستمرة بهدف السيطرة على آثارها التاريخية، التي تثبت حق أهلها بها، وتكشف زيف ومزاعم الكيان الصهيوني. وفي مشهد يدمي القلب يرى الفلسطينيون المستوطنين الصهيانية يتجمعون في كل عام بالآلاف في ما يسمى عندهم عيد المساخر (البوريم) حول قبر الإرهابي باروخ غولدشتاين الذي نفذ مجزة الحرم الإبراهيمي القريب من مغتصبة كريات أربع شرق مدينة الخليل، ويحتفلون هناك ويؤدون صلاتهم محاولون إضفاء صفة قانونية على المجزرة التي نفذت عام 1994 واستشهد فيها 29 فلسطينياً في سجودهم وهم يصلون الفجر في الحرم الإبراهيمي الشريف. تواطؤ صهيوني وبحسب شهود عيان على المجزرة: عندما قام المجرم الصهيوني غولدشتاين بإطلاق النار على المصلين، حاول المصلون الهرب باتجاه باب المسجد، لكنهم وجدوه مغلقاً، علماً بأنه لم يغلق قبل أداء الصلاة بتاتاً، وعندما توالت أصوات المصلين بالنجدة، كان جنود الاحتلال يمنعون المواطنين الفلسطينيين من التوجه داخل الحرم للقيام بإنقاذ المصلين. وكعادته تنصل الاحتلال من الجريمة، وشكل لجنة تحقيق شكلية، حيث خرجت لجنة التحقيق الصهيونية وقتها بقرارات هزيلة أدانت فيها الضحايا، حيث تم بعدها إغلاق البلدة القديمة في الخليل لأكثر من ستة أشهر، ثم قامت بتقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين: قسم يسيطر اليهود عليه، وهو القسم الأكبر، كما يستخدم المغتصبين المسجد بكامله خلال الأعياد الصهيونية، ولا يسمح برفع الآذان فيه ولا بدخول المصلين المسلمين. الحاج إبراهيم نيروخ وصف في تصريح لالمركز الفلسطيني للإعلام المجزرة بالفظيعة وتحدث عن مجزة أخرى لحقتها باستهداف الاحتلال لفلسطينيين وقتل 30 مواطناً منهم، فيما يتحسر أحمد القواسمي، من البلدة القديمة في الخليل، ويقول: منذ المجزرة الصهيونية والحرم يتآكل شيئاً فشيئا بفعل الاحتلال وتضييقاته، حيث بات مهددا بالتقسيم بين يهود وعرب وغداً سيتم طرد الفلسطينيين ويبقى الحرم حصريا على الاحتلال ومستوطنيه في ظل هجوم السلام والمفاوضات المباشرة. الرد القسامي وعلى الرغم من فظاعة المجزرة الصهيونية بحق الحرم الإبرهيمي والمصلين، إلا أن الأهالي ومحبي الحرم يعتبرون ذلك تحدياً للاحتلال واجراءاته السافرة، حيث يجمع الأهالي على أن رد المهندس الشهيد يحيى عياش بما يعرف بالرد القسامي على المجزرة الصهيونية أشفاهم، وردع الاحتلال بقوة عن الاستهتار بدماء الشعب الفلسطيني. الحاج خالد الرجوب يرى أنه لولا الرد القسامي الموجع من قبل المهندس وقتها بعملياته الاستشهادية لتمت سرقة الحرم الإبراهيمي من المسلمين. ويضيف: بعد 16 عاماً على المجزرة، الحرم يعاني من منع الآذان وتلاوة القرآن وطرد الخطباء خشية إزعاج المستوطنين وبتعاون من السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يقود إلى إغلاقه نهائيا أمام المصلين المسلمين كي لا يزعجوا المغتصبين الصهاينة. وتعاني الآثار الإسلامية في فلسطينالمحتلة من عملية طمس صهيونية مكثفة، تحاول من خلالها سلطات الاحتلال إزالة آثارها العملية والتأثيرية الساحرة على قلوب الناس.