أَظْهر استطلاع للرأي أنّ غالبية من الأمريكيين أعربتْ عن اعتقادها بأنّ التاريخ سيحكم على حرب العراق بأنها كانت فاشلة، خلافًا للموقف السابق عندما كان الأمريكيون ينظرون بإيجابية في تقويمهم لسَيْر الحرب. وأجرتْ مؤسسة غالوب الأمريكية استطلاعًا للرأي شمل ألف و13 راشدًا، تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، قال 53% منهم: إن التاريخ سيحكم على الحرب على العراق بأنها فاشلة، فيما رأى 24% أن الحرب كانت ناجحة، علمًا بأن هامش الخطأ بلغ 4,0%. واعتبر 55% من المشاركين في الاستطلاع أنّ الولاياتالمتحدة ارتكبت خطأً بإرسال قواتها إلى العراق، مقابل 41% يعارضونهم الرأي. وبدا لافتًا في الاستطلاع تراجع حدّة المعارضة للحرب بشكل طفيف عن الذروة التي بلغتها في أبريل 2008 والتي بلغت في حينه 63%. وعلى الرغم من أن التقييم السلبي لجهود الحرب أكثر من الإيجابي، فإن 64% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون أن العراق أفضل الآن مما كان عليه عند بدء الحرب، في حين أنّ 30% يرون العكس تمامًا. ولم يُبدِ الأمريكيون تفاؤلًا بشأن قدرة القوات الأمنيَّة العراقية على السيطرة على الأمور، حيث قال 61%: إنّ تلك القوات لن تستطيع مواجهة اعتداءات المتمردين أو تحافظ على أمن البلاد، مقابل 34% اعتبروا أنّ القوات العراقية قادرة على تحمُّل مسئولياتها الأمنيَّة. وأعرب غالبية المشاركين عن رغبتهم بأن تلتزم الولاياتالمتحدة بالجدول الذي حدّدته للانسحاب من العراق مع نهاية العام المقبل، حيث رأى 53% أنه من الضروري مواصلة الانسحاب بغضّ النظر عمّا يدور في البلاد. في حين أعرب 43% عن اعتقادهم بأنّه لا بد أن تبقى قوات أمريكية بعد الموعد المحدد إذا تعذَّر على القوات الأمنية العراقية الحفاظ على النظام. وتبيّن من الاستطلاع أنّ نسبة الجمهوريين المؤيدين للحرب على العراق لا تزال أعلى مقارنةً بالديمقراطيين. كما بدا مؤيدو الحزب الجمهوري أكثر تفاؤلًا من أقرانِهم في الحزب الديمقراطي بشأن تحسن الأوضاع وقدرة القوات العراقية على السيطرة على الأمور، وفيما يرى 78% من الديمقراطيين أنّ الحرب كانت خطأً، اتفق معهم في هذا الرأي 30% من الجمهوريين. وقد أُجري الاستطلاع خلال الفترة ما بين 5 و8 غشت الجاري بالتزامن مع قيام الولاياتالمتحدة بنقل مسئوليات العمليات القتالية إلى الجيش العراقي، حيث غادرتْ آخر الوحدات الأمريكية المقاتلة العراق عن طريق الحدود مع الكويت يوم الأربعاء الماضي.