قالت حياة بوفراشن، رئيسة المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة، أن للأعراس الجماعية، التي ينظمها المجتمع المدني، دور في تشجيع الشباب على الزواج وبالتالي التقليص من ظاهرة العزوف عن الزواج، خصوصا وأن هذه الظاهرة اتسعت في المغرب نتيجة ارتفاع كلفة حفلات الزفاف واستشراء البطالة، إذ تصل نسبة العازبين إلى 54% بشكل عام، وبنسبة 60% بين الذكور و40% بين الإناث. وأضافت بوفراشن، في تصريح ل التجديد، أن تنظيم العرس الجماعي في مكان عمومي يمكنه أن يزيح عدة حواجز نفسية واجتماعية ومادية؛ كانت تقف حجر عثرة أمام الشباب. وتعرف عدة مناطق من المغرب تنظيم الأعراس الجماعية، التي تتم برمجتها في الغالب في فصل الصيف. وأصبحت هذه الأعراس، التي كانت تقليدا قديما في المجتمع، تتجدد سنويا على يد المجتمع المدني، بعد أن كانت تنظم له مواسم، مثل؛ موسم إملشيل وموسم الورود. وشهدت مدينة فاس، على مدى يومي 21 و22 يوليوز 2010، المهرجان الأول للعرائس اليتيمات؛ وهو عبارة عن زفاف جماعي تحت شعار: مائة عروسة وعروسة من مدينة فاس المحروسة ، نظمته جمعية أوربة لمحاربة الفقر والهشاشة، بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة فاس، وهيآت من المجتمع المدني، وبتعاون مع ولاية جهة فاس بولمان. وفي السياق ذاته، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة لفستيفال تيفاوين بمنطقة أملن تافراوت يوم الجمعة 23 يوليوز ,2010 بمبادرة الزواج الجماعي، حيث تم تزويج 10 زوجات مع تقديم قدر مالي مقدر ب 10,000هم لكل زوجة بفضاء مدرسة محمد الخامس بتافراوت. ومن جهتها، أعلنت جمعية أم البنين للعناية بالأسرة بالرشيدية، عن فتح باب التسجيل لمن أراد الاستفادة من الزفاف الجماعي المزمع إقامته العام القادم، وأفادت الجمعية التجديد أن التسجيل سيبدأ في شهر شتنبر القادم، وذلك بعد نجاح تجربتها الأولى في تنظيم عرس جماعي لفائدة 20 شابا وشابة، واستفاد قبل ذلك حوالي 55 شابا وشابة من دورة تدريبية للمقبلين على الزواج؛ هي الأولى من نوعها بالمدينة، خلال شهر يوليوز الجاري.وتسعى جمعية أم البنين، بتنظيمها للعرس المذكور، إلى تشجيع الشباب على الزواج؛ من خلال تيسير أمر مصاريف المستلزمات المادية لإقامة العرس. وكانت جمعية السلام للإنماء الاجتماعي، فرع تارودانت، قد اختتمت ملتقاها الثاني الخاص بالأسرة في يونيو ,2009 بعرس جماعي احتضنته قاعة الأفراح مربح بتارودانت، بعد أن استفاد أزيد من 120 زوجا وزوجة من دورة تكوينية تناولت مضامين شعار الملتقى، الذي اختاره المنظمون: البناء الأسري المتين أساس التنمية الاجتماعية. وفي ذات السياق، اعتادت ساكنة مكناس منذ سنة ,2004 على تنظيم عرس جماعي من قبل فرع جمعية السلام للإنماء الاجتماعي، لفائدة ذوي الدخل المحدود تتخلله توجيهات للمتزوجين بأهمية الحفاظ على الرباط المقدس، إلى جانب وصلات إنشادية. وسبق لإبراهيم تلوى، رئيس جمعية السلام للإنماء الاجتماعي فرع تارودانت، أن أوضح أن الجمعية تنفذ برنامج عفاف، الذي يهدف في جزء منه إلى تنظيم أعراس جماعية للشباب الذين لا يملكون القدرة المالية على الزواج، وفي جزء آخر منه؛ إلى تيسير الزواج أمام الشباب وتعليمه تقنيات في سبل الحوار والتواصل بين الزوجين والأبناء، لبناء حياة زوجية وأسرية سعيدة، من خلال دورات تدريبية خاصة للمقبلين على الزواج. وكانت المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة، قد أنجزت دراسة ميدانية حول عزوف الشباب عن الزواج، شملت 1212 شابا، تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، ويمثل المنتمون منهم للمناطق الحضرية 43,84 بالمائة، بينما يمثل شباب المناطق القروية ضمن هذه العينة 50,17 بالمائة. وخلصت الدراسة إلى أن نسبة 42 بالمائة من المبحوثين عزوا عدم إقبالهم على الزواج إلى أنهم لم يجدوا الشريك المناسب، فيما أرجع 38,73 بالمائة من العينة سبب عزوبتهم إلى عدم التوفر على الإمكانات المادية لذلك، وأن 32 بالمائة من المستجوبين أعلنوا عن تخوفهم من المسؤوليات التي يطرحها الزواج أمامهم، وأن 45 بالمائة من العينة لم تقبل على الزواج لعدم ارتياحها لوضعيتها الحالية في العمل. وقد خطا المجتمع المدني خطوات جريئة، في إقدامه على تنظيم حفلات الأعراس بصيغة الجمع، إذ اختارت جمعية كرامة لتنمية المرأة بطنجة مناسبة حلول السنة الهجرية 1431 في دجنبر ,2009 لتنظم عرسا جماعيا؛ استفاد منه تسعة عرسان بقصر الضيافة بطنجة، تحت شعار قوله تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة.