انتقد الكاتب والصحفي البريطاني البارز روبرت فيسك الممارسات التي تقوم بها واشنطن ولندن تجاه الصحفيين، في إشارة إلى طرد الصحفية أوكتافيا نصر التي تعمل في شبكة سي إن إن الأمرسكية، والتي أشادت بالمرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله. وقال فيسك إن فصل الرضوخ لإسرائيل قد بدأ، مشيرا إلى ترجع الصحفية الأمريكية أوكتافيا نصر والسفيرة البريطانية لدى بيروت فرانسيس غاي عن إشادتهما بالمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله. وقال إن ما وصفها بالجهات الانبطاحية بدأت بالتحرك فور نشرهما لملاحظاتهما، وقال إن الصحفية والسفيرة بسحبهما عبارات الإشادة بالرجل الراحل التحقتا بجوقة المنبطحين. وأوضح الكاتب البريطاني أن شبكة سي إن إن الأمريكية فصلت الصحفية أوكتافيا نصر بسبب إبداء إعجابها بالمرجع الشيعي، وسط أنباء عن ضغوط مارستها منظمات موالية لإسرائيل، وأضاف أن نصر أيضا سرعان ما أبدت اعتذارها عن وصف فضل الله بالعملاق بدلا من أن تقول إنها كانت تعمل لدى جهة وصفها بالجبن والرضوخ. وقال الكاتب إن محررة شؤون الشرق الأوسط في المحطة الأمريكية رضخت للضغوط بعدما نشرت تعليقا على صفحتها في تويتر أبدت فيه إعجابها بفضل الله وحزنها لسماع خبر وفاته، وعدته واحدا ممن تحترمهم في قيادة حزب الله اللبناني. وأشار إلى أنها سرعان ما تراجعت عن إشادتها بالرجل، وأعلنت أن تعليقها كان مجرد ملاحظات عابرة، مضيفة أنها تشعر بالأسف لكون إشادتها أظهرتها وكأنها تؤيد أعمال الراحل الدنيوية، وهو ما لم أكن أعنيه مطلقا. ومضى فيسك في القول إن حال أوكتافيا نصر يشبه حال من اعتقلتهم محاكم التفتيش الإسبانية، فالصحفية الأمريكية لدى شبكة سي إن إن اعتذرت عن آثام لم تفعلها ولم يتهمها بها أحد. وقال الكاتب إنه لم تمض سوى ساعات على اعتذار الصحفية الأمريكية حتى بدأت السفيرة البريطانية تجلد ذاتها، معبرة عن ندمها خشية أن تكون إشادتها بالراحل قد سببت الإزعاج لجهة معينة، مضيفا إننا جميعا نعرف قصدها. وأوضح أن وزارة الخارجية البريطانية أيضا قامت برفع الإشادة من مدونة السفيرة، مضيفة أن ما جاء فيها يعبر عن رأي السفيرة الشخصي ولا يمثل السياسة الرسمية للحكومة البريطانية. وقال فيسك إن خطوة وزارة الخارجية البريطانية تثبت أنها راضخة وتثبت أيضا مقولة بعض الصحفيين العرب إن بريطانيا التي تزعم أنها ترعى الديمقراطية وحرية الصحافة سرعان ما تصبح من أوائل الراضخين عندما يتعلق الأمر بشأن من شؤون البلاد. وأشار الكاتب إلى أن ما سماه الآثام المجتمعة التي اقترفتهما كل من الصحفية الأمريكية والسفيرة البريطانية في إشادتهما بالراحل اللبناني ربما أزعجت أنصار إسرائيل وأثارت الغضب في نفوسهم، ولكنه نبه إلى أنه كان من الأجدر بشبكة سي إن إن ألا تعير انتباها للوبي الإسرائيلي داخل الولاياتالمتحدة، وكان الأجدر بوزارة الخارجية البريطانية أيضا أن تسأل إسرائيل متى يكون الوقت الذي تتوقف فيه تل أبيب عن سرقة الأراضي العربية. كما أشار فيسك إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتصف بالرضوخ لإسرائيل لكونه يمنح أولوية للانتخابات النصفية في بلاده على حساب اهتمامه بأحوال الظلم التي يعيشها الفلسطينيون في الشرق الأوسط. كما انتقد الكاتب أوباما لقبوله جائزة نوبل وقال إنه لا يستحقها، ومضى في تعداد ما وصفه بالمواقف الأمريكية الراضخة إزاء ما يجري بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط والمزيد من الاستيطان في الأراضي العربية والأزمة في جنوب لبنان والحصار المستمر على غزة. واختتم فيسك بدعوة ساخرة لأوباما بأن ينسى كل المواضيع السابقة الذكر وأن يهتم بالانتخابات النصفية وأن يتذكر مصير كل من الصحفية الأمريكية والسفيرة البريطانية ويبقى راضخا.