أحيا البوسنيون ومعهم العالم الإسلامي وكل مناهضي التطهير العرقي من أحرار العالم الذكرى ال15 لمجزرة سربرينيتشا التي راح ضحيتها نحو 8000 من مسلمي البوسنة على أيدي مليشيات صربية، في أسوأ مذبحة تعرفها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية؛ وتم تخصيص الحدث باجتماع نحو عشرة آلاف بوسني يوم الإثنين 12 يوليوز 2010 عند نصب بوتوكاري التذكاري فى سربرينيتشا، وأقاموا حفل تأبين تم خلاله دفن رفات 775 من الضحايا الذين تم التعرف على هوياتهم مؤخرا بعد تحليل الحمض النووي. الجريمة العرقية البشعة تعود يوليوز 1995عندما أقدمت القوات الصربية بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش على اجتاحت المدينة المسلمة، والتي كانت يخضع لحماية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقتلت نحو 8000 رجل وصبي خلال عشرة أيام، ولم تعترف صربيا بالمجزرة إلا في مارس الماضي ، إذ أقر برلمانها إعلانا يدين المجزرة ويعتذر لضحاياها وأسرهم. الرسالة التي توجهها لنا ذكرى المجزرة هي أن الانتباه إلى خطر الطائفية والفكر العنصري الشوفيني، والذي غذاه فكر ديني متطرف تلبس بالمسيحية وأعلن خوض حرب صليبية ضد المسلمين في البوسنة وكانت النتيجة مجازر دموية، وهو الخطر الذي نشهد زرع بذوره اليوم بهذا الانتشار المخيف للإسلاموفوبيا وتنمية العداء للإسلام وتحويله إلى نقيض للحضارة ومرادف للتخلف واستغلال قضايا هامشية وجزئية كالحجاب والمآذن في ذلك. إن من يزرع ذلك اليوم يفتح الباب في المستقبل لرؤية مجازر أخرى.