مع اختلاف نظم الحياة والمجتمعات أصبحت بيوتنا لا تسمح بإقامة الضيوف فيها لعدة أيام، والإسلام أمرنا بإكرام الضيف وبخاصة مع أولى الأرحام، فما هي الأسس التي وضعها الإسلام لهذه العلاقات؟ إكرام الضيف من خصال المؤمنين، ودليل على قوة إيمانهم ولا يزال المجتمع الإسلامي بخير ما فشت فيه هذه الخصلة الحميدة، ولإكرام الضيف بعض الأحكام تستنبط من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه. جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه. هذا الحديث يحدد حقوق الضيف والمضيف فقوله ( جائزته يوم وليلة ) قال الإمام مالك : يتحفه ويكرمه ويخصه يوما وليلة وثلاثة أيام ضيافة، وضيافة يوم وليلة واجب، وثلاثة أيام سنة مؤكدة، وما زاد على ثلاثة أيام فهو صدقة .وقوله (لايحل له ان يثوي عنده حتي يحرجه) منع للضيف من المبالغة في الإقامة عند المضيف حتى يشتد عليه فيتسبب له في الحرج والضيق، كأن يحرجه ببقائه بالمنزل ومضيفه خارج للعمل، أو بسبب ضيق ذات اليد فلا يستطيع أن يؤدى له واجب الضيافة، أو يكون بيته لا يسعه هو والضيف أو ماشابه ذلك. فالمضيف عليه ألا يبخل والمضيف عليه ألا تثقل. لذا على الناس ضيوفا ومضيفين مراعاة الآداب الشرعية للضيافة قطعا لدابر النزاعات وحفاظا على صلة الأرحام وتقوية للعلاقات الاجتماعية ودوامها. أستاذ التعليم العالي لية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر