لا يكاد يمر يوم من الأيام أو أسبوع من الأسابيع، دون أن تسجل الشبكة الاجتماعية فيس بوك، تحركا أو نشاطا لعدد من المغاربة في إطار إحدى القضايا المطروحة على الساحة الوطنية. فالمغاربة الذين يقدر عددهم على الشبكة ب8,1 مليون مستخدم، وفق آخر الإحصائيات، ينخرطون بشكل فاعل ومهم ضمن الحملات التي تظهر على الشبكة بين الفينة والأخرى، سواء كانت هذه الحملات دينية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، أو تضامنية. وقد شهدت الفترات الأخيرة، تحركات إعلامية مهمة من طرف مجموعة من الشباب، في إطار حملات متعددة، والتي استطاعت بدورها أن تحرك وسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية وحتى السمعية البصرية. ومن بين القضايا التي أثارت الفيسبوكيين، قضية الصحراء المغربية، والتي انطلقت لأجلها حملة جمع المليون توقيع، من أجل مناصرة قضية الوحدة الترابية المغربية. ويفسر المشتركون في هذه الحملة إطلاقها بقولهم نحن لسنا أقل وطنية من أجدادنا الذين كافحوا ضد الاستعمار ولا أقل وطنية من آبائنا الذين لبوا نداء المسيرة الخضراء. وحسب مؤسسي الصفحة على الفيس بوك، فقد جاءت فكرة الإنشاء، على خلفية انخراط العديد من وسائل الإعلام والهيئات سواء الوطنية أو الدولية، في إقصاء الصحراء المغربية من خريطة المغرب، الشيء الذي لا يتعدى (حسب مؤسسي الصفحة) كونه تجليا واضحا لجهل الناس بالقضية وضعف من يحملها وبالتالي فشل الدبلوماسيات الرسمية. ومن بين الحملات المهمة التي عرفتها الشبكة كذلك، حملة التعريف بالزعيم التاريخي عبد الكريم الخطابي، والتي تم إطلاقها للتعريف بالزعيم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي وتاريخ مقاومته، في ذكرى وفاته التي تزامنت مع السادس من فبراير، وأقاموا لهذا الغرض مجموعة على شبكة الفيس بوك أطلقوا عليها اسم يوم من أجل الأمير. وقال يوسف اشهبار أحد مؤسسي هذه المجموعة : إن الهدف الرئيسي من هذه المبادرة هو تكريم رمزي للمجاهد الكبير محمد عبد بن عبد الكريم الخطابي وحفظ ذاكرتنا. وأضاف أشهبار في تصريح للجزيرة توك؛ هذه الحملة الافتراضية موازية للمبادرات التي تقام على أرض الواقع، لكنها أوسع نطاقاً وأكثر حرية. كما عرفت تحركات الفيسبوكيين المغاربة، تدشينهم لعدة حملات تضامن سواء مع هيئات أو أفراد، وكنموذج على ذلك، حملة التضامن مع الصحافة. ومن بين حملات التضامن كذلك، نجد حملة التضامن مع الأطر العليا المعطلة، للتعبير عن مساندة حقوق الأطر والدكاترة المعطلين في الشغل والاستفادة من خبرتهم وكفاءتهم، وكذا استنكار ما يتعرضون له من قمع وتعسف خلال تصدي قوات الأمن لوقفاتهم وحركاتهم الاحتجاجية. ثم نجد حملة التضامن مع المدون المغربي فؤاد مرتضي، الذي حكم عليه بثلاث سنوات نافذة، بتهمة انتحال صفة الأمير مولاي رشيد، وهو ما نفاه مرتضي، بقوله؛ فعلت ذلك لأني أحبه وليس استغلالا لاسمه، ليتم الإفراج عنه في النهاية بعد تدخل جمعيات حقوقية أجنبية. من جهة أخرى، عرفت مشاركات المغاربة على الفيس بوك، نوعا آخر التحرك والاشتغال، من خلال حملات تناهض وتعارض بعض المظاهر المتجلية في المجتمع المغربي. ومن أبرز هذه الحملات، الحملة التي شنها مجموعة من الشباب، ضد المثليين، أو ما يعرف بمجموعة كيف كيف التي تجاهر بالشذوذ الجنسي، وتدعو إلى الاعتراف به وسط المجتمع المغربي. وتشكلت بذلك مجموعة أطلق على تسميتها نحن لسنا كيف كيف، والتي سرعان ما سيتم حذفها من موقع الشبكة، بعد تدخل من لوبيات متمكنة ومتحكمة، تدعم الشواذ والمثليين في مختلف أنحاء العالم. كما عرفت الشبكة، تحركا ضد مهرجان موازين الموسيقي الذي تحتضنه الرباط سنويا، والتي تطالب جميع المغاربة بمقاطعة المهرجان، بعد أن استضاف المغني الشاذ إلتون جون، والذي حسب المجموعة، يقيم حفلاته بإسرائيل ويطعن في مقدسات المسلمين ويمول الاحتلال والمستوطنات الصهيونية. وكانت آخر حملات المغاربة على الفيس بوك، هي كلا من حملة يوم بدون هاتف، والتي شارك فيها أزيد من 38 ألف من مستخدمي الشبكة، استنكارا منهم لغلاء تسعيرة الهاتف بالمغرب، وضدا على شركات الاتصال المغربية التي لا تحترم زبنائها ولا تحرم خصوصياتهم الشخصية. يضاف لهذه الحملة، الحملة الأخيرة التي يشنها حاليا مجموعة من رواد الفيس بوك ضد وزير الاتصال المغربي خالد الناصري، مطالبين إياه بتقديم استقالته. وتعرف الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية فيس بوك تزايدا مستمرا سنة بعد أخرى، في مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي بلغ حوالي 15 مليون من المستخدمين إلى حدود شهر ماي من السنة الحالية. ومن بين الدول العربية الخمسة الأوائل الأكثر ارتباطا بالشبكة، نجد مصر على رأس القائمة ب3,4 مليون مستخدم، تليها المملكة العربية السعودية 2,3 مليون مستخدم، في حين يحتل المغرب الرتبة الثالثة من حيث عدد المستخدمين 1,8 مليون مستخدم، وتلي هذه الدول كل من تونس والإمارات العربية المتحدة ب1,6 مليون مستخدم. وتمثل هذه الدول الخمس ما مجموعه 70% من مجموع المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط حسب نفس الدراسة، التي قامت بها شركة أبحاث سبوت أون للعلاقات العامة، والتي استهدفت 17 بلدا. وأكدت الدراسة، أن أكثر من 3,5 مليونشخص في المنطقة العربية، قد انضمت إلى الشبكة اجتماعية فيس بوك خلال العام الماضي. وأوضحت الدراسة، أن هذا الوضع جاء مباشرة بعد تأسيس واجهة باللغة العربية على موقع فيس بوك خلال مارس من سنة .2009 ومن بين البلدان التي لديها عدد أقل من حيث المستخدمين، نجد اليمن (96700)، ليبيا (143960)، عمان (840152)، فلسطين (178860)، العراق (189020)، البحرين (60216). ومن بين الملاحظات المهمة المسجلة في التقرير، أن المغرب متقدما بفارق كبير عن الجزائر، والتي ليس لها سوى 878660 من المستخدمين. وعلاوة على ذلك، تشير الدراسة، إلى أن 67 من المستخدمين المغاربة للشبكة يقل عن 25 سنة، في حين يحتكر الرجال استخدام الشبكة ب61 % مقابل 39 للجنس اللطيف. أبوبكر لمغاري