أكد 9397 مشاركا في التصويت على الاستفتاء المنظم من قبل موقع تربويات أن الكتاب المدرسي الحالي لا يستجيب للجودة المطلوبة من أجل الارتقاء بالتعليم ببلدنا، ويمثل عدد هؤلاء المصوتين نسبة 84,04 في المائة من أصل 11 ألفا و182 صوتا معبرا عنه، وحسب المصوتين فقد عبر بعضهم خلال التصويت على أن الكتاب المدرسي صعب الفهم؛ ليس على الأستاذ ولكن على التلميذ، مؤكدين على أن الآباء لهم رغبة أكيدة في أن يقدموا مساعدات لأبنائهم لكنهم يجدون صعوبات جمة في ذلك من خلال هذا الكتاب، لأن أسلوب الكتاب المدرسي حسب ذات المصوتين جاف وصحفي، والأدهى من ذلك أنه مترجم ركيك الأسلوب مشوه للغة العربية في بعض المواد، إذ تنعدم معه كل خصوصيات الجودة ومعطياتها، معتبرين أن الكتاب يتسم بالعشوائية والارتجال في الصياغة بمناهج لا يمكن أن تنطبق على واقعنا معطياته. ويقول أحد أعضاء المراقبة التربوية للتعليم الثانوي وعضو بالمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة، لا يمكن الحكم على جودة الكتاب من عدمها إلا بعد جمع العديد من المعطيات المرتبطة بالعملية التعلمية ككل، فالكتاب المدرسي ما هو إلا وسيلة إيضاح، والدور الأساس يبقى على عاتق المدرس الذي من الفروض أن يحسن التعامل مع الكتاب ويحسن توضيفه حتى تتحق الأهداف المرجوة من استعماله، آنذاك يمكن أن نتحدث عن مردودية وعن جودة مطلوبة، أما في غياب التكوين المستمر لسنوات عدة nعلى الرغم من الشروع فيه مع البرنامج الاستعجالي n فقد جعل المدرس لا يحسن توظيف الكتاب المدرسي لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وحسب نتائج الاستفتاء يرى 556 مصوتا أن الكتاب المدرسي الحالي في ظل الإصلاح التربوي يخدم الجودة المطلوبة، وهو ما يعني أن نسبة 4,79% ترى أن لا تكون هناك مبالغة كبيرة للقول بأن الكتاب المدرسي قد حقق الكثير من الأهداف التربوية. فبعدما كنا ندرس في الثمانينينات بالمقررات الثلاث في مادة الاجتماعيات نجد الآن الكتاب المنفرد. ولكن هذا لا ينفي، حسب ملاحض، وجود بعض الأخطاء، بالإضافة إلى تقادم الإحصائيات في مادة الجغرافية التي تتطلب المواكبة المستمرة والتجديد، وهذا يتم تداركه من خلال برمجة لطبع الكتاب في مدة لا تزيد عن أربع سنوات وليس أكثر. وأكد المعبرون عن رفضهم لتحقيق أية جودة ما دامت الوزارة لم تأخذ بعين الاعتبار مشاركة الأطر التربوية من كافة الأسلاك وعلى صعيد الأقاليم والجهات، أن مشكلة ملاءمة الكتاب المدرسي لمتطلبات المخطط الاستعجالي لتحقيق الجودة المطلوبة ستبقى حقل نقاش للأجيال السابقة واللاحقة، وسنستمر في النقاش الذي بدأ طرحه من سباقنا مباشرة بعد الاستقلال، في حين يرى 10,990% وعددهم 1229 مصوتا أن الكتاب المدرسي الحالي يستجيب إلى حد ما لمتطلبات فئة من المتمدرسين في الحواضر، أما التلميذ الكائن في القرى فلا يربطه بالكتاب أي رابط سوى عملية الشحن بمفاهيم من المفروض عليه أن يتعرف عليها قسرا، فبالنسبة لرأي أحد الأساتذة طالب بضرورة إخضاع المدرسين لإعادة التكوين من أجل مسايرة الرصيد المعرفي المتوفر في الكتب، فبعض الكتب لبعض المستويات مبرمجة على حشو المتعلم بأسماء غريبة عنه ومفردات تستعصي على فهمه.