أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية رفضه عودة سلطة رام الله إلى المفاوضات مع الكيان الصهيوني تحت أي مسمَّى، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، مشيرًا إلى أنها جاءت بإرادةٍ أمريكيةٍ صهيونيةٍ؛ وذلك للتغطية على الجرائم الصهيونية التي ترتكب في مختلف أنحاء الوطن. وقال هنية، خلال كلمةٍ له في المؤتمر العلمي الثاني الذي إقامة ديوان الموظفين العام بغزة يوم الخميس (11-3): "المفاوضات المباشرة لم تنجح منذ 15 عامًا"، رافضًا سياسة الهرولة وراء المفاوضات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. وجدد رفضه مشاريع "الاستيطان" التي يقوم بها الكيان الصهيوني، لافتًا إلى أن ذلك ما هو إلا استخفاف بعقول الفلسطينيين. ورحَّب رئيس الوزراء الفلسطيني بقرار الاتحاد الأوربي ضرورة تفعيل "تقرير غولدستون"، داعيًا إلى العمل على تطبيقه، مستنكرًا القرارات السياسية التي يخرج بها مندوب سلطة رام الله حول سحب القرارات لصالح الكيان الصهيوني. وحول الحملة الإعلامية الفتحاوية التي تشنها سلطة رام الله على الحكومة الفلسطينية في غزة؛ قال هنية إن حكومته تتعرَّض لحملة إعلامية مجنونة وغير مسبوقة وفوضى إعلامية وخطب فاشلة للمس بهيبتها وتشويه صورتها، مبينًا أن مصير هذه الحملات هو الفشل كما فشلت غيرها. وأشار رئيس الوزراء إلى أن حكومته تخطَّت مراحل متعددة وتجاوزت عقبات ضخمة منذ تشكيل الحكومتين العاشرة والوحدة الوطنية، لافتًا إلى التحديات الكبيرة والتنكُّر وعدم الإقرار بنتائج الانتخابات، قائلاً: "رغم ذلك صمدنا وتجاوزنا كل التحديات". وأضاف هنية: "عملنا في ظروف في غاية التعقيد والتحديات، وواجهنا نحن وأبناء شعبنا أمورًا في غاية التعقيد، ومعركة فولاذية الأبعاد؛ من بينها البُعد الاقتصادي خلال الحصار الذي لم يشهد مثله القطاعُ منذ سنوات عديدة في تاريخه المعاصر، وتجاوزناها على الرغم من أنها قضية ليست بالسهلة على أية حكومة". ومن بين التحديات التي تحدَّث عنها هنية البُعد السياسي؛ حيث قال: "هناك بُعدٌ سياسيٌّ فُرِض علينا بشكلٍ كاملٍ دوليًّا وإقليميًّا ومن البعض الفلسطيني، وأؤكد هنا أنه بدأ قبل الحسم العسكري؛ فنحن لم نجد أي تعاون على البُعدَيْن الإقليمي والدولي، وحتى الملتقيات التي كانت داخل الحكومة كان الحكم بعيدًا عنا، ولم تنفذ السياسات التي كنا نتبعها". وأضاف هنية: "تعرَّضنا لبُعدٍ عسكريٍّ من خلال العدوان المتواصل على شعبنا، والذي تُوِّج بالحرب الأخيرة التي تعرَّض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وفشلت كل المؤامرات رغم تدمير مقرَّات الوزارات والمقرات الأمنية.. تعرَّضنا لحربٍ من قِبَل الطيران الصهيوني في دقائق لم تتعرَّض له الحكومات في كل أقاليم العالم، وصمدنا". وبيَّن هنية أن حكومته تعرَّضت لإضرابات بالجملة، "وتعرَّضنا لعصيان مدني خلال أشهر، خاصة في مجالَيْ التعليم والصحة، ولكننا صمدنا واستطعنا المضي في عملية التغيير، ووقفنا من جديد.. ونقول: إننا لن نتنازل عن حقنا في كل الميادين". وتابع: "لم نكن عاجزين في وجه تلك التحديات، بل كانت الرؤية هي الموقف والمسؤولية، وحرصنا على الاجتهاد في خدمة أبناء شعبنا، واستطعنا التطوير وإصلاح العدالة، وسجَّلنا صفحات مشرقة على كل الأصعدة".