السلام عليكم؛ أنا طالبة عمري 19 سنة ولدي مشكلة يهيأ لي أنها بسيطة ولكنها تسبب لي إحراجا شديدا وتدفعني في بعض الأحيان إلى الانطواء بعيدا عن الناس، وهي أني مرتبطة بأسرتي ارتباطا شديدا وبالأخص أمي ولا أستطيع أن أفارقها، مع العلم أن لدي أخوات لسن مثلي، والمشكلة أنه تراودني أفكار أحيانا كأني إن بعدت عن أمي يوما من الممكن أن يحدث لها شيء سيء، وهذه الأفكار تجعلني لا أستطيع الابتعاد عن المنزل، وهذه المشكلة تسبب لي سخرية بعض زميلاتي ومعايرة أخواتي لي بالمبالغة في حب والدتي، أرجوكم أخبروني كيف أستطيع أن أكون كأخواتي في عدم التعلق المرضي بوالدتي؟ سناء الرباط دربي نفسك على تحمل مسؤوليتك اليومية أختي العزيزة: أنت واعية بطبيعة الحالة التي تعيشينها، وقد سميتها باسمها، تعلق المرضي بوالدتك. إن العلاقة بالوالدين عموما وبالأم خاصة علاقة فطرة غريزية حميمية، وهذا أمر طبيعي، كما أن حب الأم والتعلق بها وبرها أمر واجب. أما الاعتقاد بأن أمك قد يحدث لها شيء أثناء غيابك أو مفارقتك لها؛ فوجودك بجانبها بشكل دائم أو غيابك لن يرد عنها خيرا أو شرا هو مقدر من عند الله. ولو أن كل الفتيات تعلقن بأمهاتهن هذا التعلق المرضي ما ذهبت إحداهن إلى متابعة الدراسة في مدينة أخرى أو في بلد آخر، وما تزوجت فتاة قط ولا كونت أسرة، إذن هذا تصور خاطئ. إن العيش مع الوالدين وفي حضن البيت الذي تربيت فيه أمر ممتع حقا، لكن سنة الحياة أن يكبر الأبناء ويستقلوا عن آبائهم للدراسة أو للعمل أو للزواج، وهذا هو الأمر الطبيعي. إن هذا التعلق هو تعلق طفولي وأنت فتاة في ريعان شبابها، أنت مقبلة على متابعة الدراسة في مدينة أخرى أو خارج المغرب، ومقبلة على الزواج وإنشاء أسرة وتربية جيل فاضل. ولتجاوز الأمر احرصي على أن: تحاوري نفسك وتقنعيها بأن هذا التصور للعلاقة بالأم تصور خاطئ. دربي نفسك على تجاوز هذا التعلق المرضي بالسفر عند أحد أقربائك لقضاء بعض أيام العطل باستشارة مع والديك. حاولي الاستقلال في اتخاذ بعض القرارات في حياتك العادية مع استشارة إحدى أخواتك. ابحثي عن صحبة صالحة. دربي نفسك على تحمل مسؤوليتك اليومية والدراسية. اشغلي أوقات فراغك بالتدرب على حرفة أو ممارسة هواية أو الانخراط في جمعيات هادفة.