دعا فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، إلى عقد مؤتمر جديد لحركة "فتح" في خارج الأراضي الفلسطينية، في أعقاب سلسلة الضربات الموجعة التي تلقتها الحركة في الفترة القليلة الماضية. وتزامنت دعوة القدومي مع ظهور سلسلة ملفات تتعلق بفساد سياسي ومالي وأخلاقي يتورط بها كبار المسؤولين في "فتح" والسلطة، كُشف النقاب عنها مؤخراً، والتي اعتبرها مراقبون ضربة موجعة لحركة "فتح" ولشعبيتها التي وصلت مستوى الحضيض. وقالت صحيفة "القدس العربي" إن القدومي بدأ باستئناف اتصالاته التنظيمية داخل صفوف حركة "فتح" خصوصا في الأقاليم الخارجية تحت عنوان التشكيك بشرعية أعمال ونتائج المؤتمر الحركي السادس والدعوة بنفس الوقت لانعقاد مؤتمر حركي بديل خارج فلسطين بهدف "إنقاذ" الحركة. ولاحظت أوساط مقربة من رئيس السلطة (المنتهية ولايته) محمود عباس أن القدومي وبعد فترة صمت استمرت لأشهر، استأنف قبل أيام قليلة إصدار التصريحات والبيانات والتعميمات عبر مكتبه في تونس بصفته أمينا لسر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وهي صفة توقف القدومي عن استخدامها منذ شهر تموز (يوليو) الماضي، لكنه عاد الآن لإصدار البيانات بهذه الصفة كمؤشر على التشكيك بشرعية المؤتمر الحركي السادس الذي لم يحضره القدومي عملياً. وفي السياق ذاته؛ وجه القدومي عدة رسائل لأعضاء المجلس الوطني، في إشارة إلى عودته لدائرة الشغب ضد محمود عباس والمجموعة التي تحكمت بالحركة ولجانها بعد المؤتمر السادس المنعقد في بيت لحم. وفي رسائله لأعضاء الوطني؛ أبلغ القدومي بأنه لم يصله إطلاقا قرار رسمي بالابتعاد عن الدائرة السياسية، مشيراً إلى أنه لا يزال يستمر في عمله بصفته رئيسا للدائرة السياسية التي يعمل في مقرها بتونس وتحت الحراسة التونسية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سمع عبر الفضائيات فقط بالقرارات المتعلقة بإقصائه عن الدائرة السياسية.