دعا النسيج العلمي والتربوي الوطني لمتابعة ملف التربية الإسلامية في مناهج التعليم، في بيان له، إلى تفعيل مقتضيات الكتاب الأبيض كوثيقة مرجعية أنجزها خيرة من الخبراء يفوق عددهم خمسة آلاف. كما أكد متابعته الدقيقة للتطورات الحاصلة في ملف التربية الإسلامية لهذه المادة من خصوصيات في الظرف الراهن بما يضمن تحديثها ودعم مركزها في المناهج الدراسية في كل الأسلاك والمستويات والشعب. ودعا النسيج أيضا في بيانه إلى الإشراك الوازن للعلماء والمتخصصين في كل الأوراش المتعلقة بمناهج التعليم وعدم الاقتصار على التمثيل الرمزي، وكذا إلى تفعيل مقترح الوزارة بتنظيم أيام دراسية وطنية في موضوع: مادة التربية الإسلامية في مناهج التعليم. وفي ما يلي نص بيان النسيج العلمي والتربوي الوطني لمتابعة ملف التربية الإسلامية في مناهج التعليم: حينما أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمره المطاع في خطابه السامي في تنصيب المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، بضرورة إحلال مادة التربية الإسلامية المكانة اللائقة بها في مناهجنا التعليمية، عبرنا عن انخراطنا الكامل في هذه الخطوة المباركة التي تدل على عمق نظر جلالته إلى وسائل تحصين ناشئتنا وأبنائنا من مظاهر التطرف والانحلال، وذلك من خلال اليوم الدراسي الوطني الذي شارك فيه العلماء وممثل عن جمعيات الآباء، والأساتذة الباحثون والمدرسون، يوم 26 فبراير الماضي، بالمجلس العلمي بالرباط، واعتبرنا أن ما تحقق للمادة من مكتسبات في الكتاب الأبيض لمراجعة البرامج والمناهج الصادر عن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي مكسب ينبغي تعزيزه. وفي وقت يحذر فيه كثير من المتتبعين من موجات الانحراف التي تهدد مؤسساتنا التعليمية والمتمثلة في المخدرات والعنف، ومظاهر التطرف الشاذة الخارجة عن قيمها الإسلامية السمحة، وتهديدات موجات المنصرين الجدد الذين يستغلون الفراغ الحاصل في الثقافة الإسلامية الرصينة لدى شبابنا وفلذات أكبادنا لبث أفكارهم الهدامة، كل ذلك نتيجة الإضعاف الممنهج لحضور مادة التربية الإسلامية في مناهجنا التعليمية بصفة خاصة، وحضور التربية على القيم الإسلامية في هذه المناهج بصفة عامة. وفي ظل الذكرى المأساوية لأحداث ماي الأليمة التي لا حصانة منها إلا بثقافة إسلامية متنورة وسليمة كما رسمها جلالة الملك في إعادة هيكلة الحقل الديني. طلع علينا مقترح مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية يقضي بالتقليص من حصص مادة التربية الإسلامية بشعب قطب الأداب، بل وبدعوة البعض إلى إلغائها وحذفها من الشعب العلمية والتقنية، مما لقي استهجانا واستغرابا كبيرين من طرف عديد من الآباء والأمهات والتلاميذ وعموم أبناء الشعب المغربي الغيورين على دينهم وأصالتهم، والذين لا يجدون أي مبرر علمي أو تربوي لمثل هذه الاقتراحات التي تسعى إلى بث البلبلة، وتسعى إلى حرمان أبنائنا من معرفة دينهم وذاتهم وخصوصياتهم الحضارية، وهي الغايات والاختيارات الكبرى المحددة في الوثائق المؤطرة لمراجعة البرامج والمناهج، والميثاق الوطني للتربية والتكوين، وفوق كل هذا وذاك توجيهات أمير المومنين في خطابه السامي. وبناء عليه يعلن النسيج العلمي والتربوي الوطني لمتابعة ملف التربية الاسلامية في مناهج التعليم عما يلي: استغرابه للمقترح سالف الذكر ودعوته إلى سحبه فورا لما يشكله من تراجعات صارخة عن المكتسبات المحققة في مجال بناء البرامج والمناهج. دعوته إلى تفعيل مقتضيات الكتاب الأبيض كوثيقة مرجعية يفخر بها بلدنا في بناء البرامج والمناهج، أنجزها خيرة من الخبراء يفوق عددهم خمسة آلاف. متابعتنا الدقيقة للتطورات الحاصلة في ملف التربية الإسلامية بصفة خاصة لما لهذه المادة من خصوصيات في الظرف الراهن بما يضمن تحديثها ودعم مركزها في المناهج الدراسية في كل الأسلاك والمستويات والشعب باعتبارها مادة لا تتعلق بتخصص بقدر ما تتعلق بهوية أبناء هذا الوطن على اختلاف تخصصاتهم العلمية. دعوتنا إلى الإشراك الوازن للعلماء والمتخصصين في كل الأوراش المتعلقة بمناهج التعليم، سواء تعلق الأمر بالكتاب المدرسي، أو مرصد القيم، أو مراجعة البرامج والمناهج، وعدم الاقتصار على التمثيل الرمزي. دعوتنا إلى تفعيل مقترح الوزارة بتنظيم أيام دراسية وطنية في موضوع: مادة التربية الإسلامية في مناهج التعليم، واستعدادنا الكامل للتحضير له والمشاركة فيه بفعالية، وفي أقرب وقت ممكن. استعدادنا لطرق كل الأبواب الحريصة على حماية هوية بلدنا وأصالته للمحافظة على الإشعاع العلمي والتربوي لمناهجنا التعليمية المرسخة للقيم الإسلامية والإنسانية المنفتحة، والمعززة لنسيجنا الحضاري المغربي المتميز. لجنة المتابعة