صدمة كبيرة شعر بها مواطنو الضفة الغربية وهم يشاهدون على شاشات الفضائيات رئيس "حكومة" سلطة رام الله غير الشرعية سلام فياض وهو يشارك في مؤتمر "هرتسيليا" للأمن القومي الصهيوني مساء يوم الثلاثاء (2-2) إلى جانب مسؤولين صهاينة؛ بينهم وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك. واستطلع "المركز الفلسطيني للإعلام" آراء أهالي الضفة الغربية حول مشاركة فياض في المؤتمر الذي يرسم مستقبل الكيان الصهيوني ويحافظ على أمنه، في ظل انتهاكاته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع؛ حيث قال المواطن محمد نيروخ من الخليل: "وأنا أتفقد المحطات الفضائية لاحظت صورة رجل يخطب في قاعة كبيرة والكتابات العبرية من حوله، فاعتقدت أنه مسؤول صهيوني يخطب، ولكنني دققت النظر فإذا به سلام فياض، ففوجئت، وتابعت الحدث والخبر والصورة حتى علمت أنه مؤتمر "هرتسيليا" للأمن القومي الصهيوني، فخجلت وتألمت وحزنت؛ لكون فياض فلسطينيًّا يشارك في التخطيط لأمن "دولة" الاحتلال التي قتلت شعبه وهجَّرته، وحركة "فتح" تتفرَّج وتتحجَّج بأن فياض ليس عضوًا في حركة "فتح"، وكأن الأمر لا يعنيها، مع إنها هي من جعلته "رئيسًا للوزراء" علينا في الضفة المنكوبة". مؤتمر "هرتسيليا" ويُعَد مؤتمر "هرتسيليا" السنوي أهم وأشهر مؤتمر يعقد في الكيان الصهيوني من حيث المستوى الرفيع للقيادات السياسية والعسكرية والأمنية الصهيونية التي تحضره وتشارك في أعماله وجلساته، بدءًا من وزير الحرب الصهيوني، ورئيس الأركان ورؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة ووزراء الحرب السابقين والجنرالات المتقاعدين وكبار الضباط العاملين في الوحدات الإستراتيجية، إضافة إلى عشرات الأكاديميين والمفكرين والباحثين وممثلي المراكز البحثية العسكرية والسياسية، وتخضع توصياته لتحليلات وغربلات وتدقيقات أخرى في مراكز الدراسات والبحوث الإستراتيجية غير المتاحة للجمهور وعامة الناس ووسائل الإعلام. عن ذلك يرى التاجر ماهر خالد "أبو العبد" من رام الله أن مشاركة فياض في مؤتمر "هرتسيليا" الذي ينعقد سنويًّا لتحديد معالم السياسات والإستراتيجيات الصهيونية في الشؤون الأمنية والسياسية تظهره وكأنه أحد الصهاينة المعنيين بأمن الاحتلال. وأضاف: "لا بد من محاسبة فياض وعزله؛ نظرًا لأنه ارتكب جرمًا واضحًا بمشاركته في المؤتمر الذي يرسم السياسات الإستراتيجية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وهذا يقع على عاتق حركة "فتح" التي تمسك بالأمور في الضفة الغربية ولا يمكن السكوت عنه، وإن سكتت "فتح" عن هذا العمل المَشين فإنها شريكة فيه". وتقول الطالبة شروق محمد من "جامعة بيرزيت": "من خوَّل فياض وأعطاه الأمر بالمشاركة هذه التي ترقى إلى درجة الخيانة العظمى؟! وأين اللجنة التنفيذية ل"منظمة التحرير" التي تمثل الشعب الفلسطيني؟! أليست هي مرجعية السلطة؟! لماذا تسكت وكأن الحدث لا يعنيها؟!". وأضافت: "بدلاً من أن نعقد مؤتمرًا للمصالحة والوحدة ونتعرَّف فيه إلى ما يهم أمن فلسطين كي نواجه ما يحاك من مخططات ومكائد للقضية.. بيننا مَن يشارك الاحتلال في خطط أمن كيانه الغاصب.. فيا للعار!!". وكيل أمني من جهته يقول الحقوقي بشار محمود من مدينة نابلس: "المؤتمر يرسم الأمن القومي "الإسرائيلي" ويصنع سياسات مستقبلية ل"دولة" الاحتلال، وهذا دليلٌ واضحٌ على أن فياض صار يعمل وكيلاً أمنيًّا للاحتلال "عيني عينك"، مستخفًّا بتضحيات الشعب الفلسطيني من حركة "فتح" و"حماس" وغيرها"، وأضاف: "ولكني أعتب على حركة "فتح" التي تسيطر على الضفة؛ كيف تسمح له بالمشاركة؟!". ويقول اللاجئ أحمد فوزي من مخيم بلاطة عن مشاركة فياض في المؤتمر لأول مرة: "هل وصل الأمر إلى أن يشارك فياض في إعداد خطط الاحتلال؟! ووصل الحد بفياض إلى المشاركة في صناعة سياسات هذا الاحتلال؟!.. لقد كنا نعدم العميل والخائن في المخيم لمجرد أنه أعطى معلومة للاحتلال، والآن ماذا نعمل مع من يخطط مع الاحتلال لقتل شعبنا وإنهاء قضيته ومن على شاشات الفضائيات "عيني عينك"؛ فهل هناك خيانة أكبر من هذه الخيانة؟!". وأضاف: "يحاول فياض شراء الذمم بالمال، خاصة كوادر "فتح" وعمل المشاريع في الضفة؛ حيث ما يقوم به عبارة عن وضع السم في الدسم، ولكني أقول له: الشعب الفلسطيني لا يبيع أرضه ولا كرامته مقابل حفنة دولارات، وغدًا ستحين ساعة الحساب والعقاب لكل من خان القضية الفلسطينية".