في سابقة من نوعها، اختارت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التحاور مع عوائل بعض المعتقلين على خلفية قانون الإرهاب في الشارع (أمام باب مقر المندوبية بالرباط)، حيث بادر مصطفى بوباريز، رئيس قسم بالمندوبية بإجراء حوار مع العوائل التي حجت من مدن بعيدة إلى الرباط، للاحتجاج عن أوضاع أبنائها المزرية داخل السجون، سيما قرار الإضراب الذي يخوضه المعتقلون بكل من القنيطرة (64 معتقلا) والبيضاء(27 معتقلا)، ومن المتوقع أن يدخل المعتقلون على نفس الملف في إضراب مفتوح عن الطعام اليوم في كل من السجن المركزي بسلا والسجن الفلاحي بسطات. واستنكر عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، الأسلوب الجديد الذي اختارته الإدارة في التعامل مع عوائل المعتقلين، موضحا في تصريح لالتجديد أن إدارة السجون لم تراع سن الأمهات، ولا المسافة التي قطعنها للوصول إلى الرباط لفتح حوار مع المندوبية فيما يخص المعاملة السيئة التي يلقاها المعتقلون بالسجن. ومن جانبه، اعتبر عبد الإله بنعبد، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن محاورة عائلات المعتقلين في الشارع استهتار بالعائلات التي تكلفت أعباء مادية ومعنوية إضافية للوصول إلى الرباط بشأن أوضاع أبنائها المزرية، وشدد بنعبد السلام في تصريح لالتجديد على ضرورة توقيف التجاوزات التي تحدث داخل السجون والتي لا تراعي حقوق الإنسان، وإيجاد حل شامل لهذا الملف سيما وأن محاكمتهم لم تكن عادلة. والتمس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان من المندوب العام لإدارة السجون وإعادة التأهيل التدخل من أجل إعمال القانون واحترام المواثيق الدولية ذات الصلة القاضية بحماية السجناء وتمتيعهم بكافة حقوقهم، وذلك بناء على شكاية من معتقلين على خلفية قضايا الإرهاب بالسجن الفلاحي عين علي مومن بسطات تتوفر التجديد على نسخة منه، ورد فيها أن أوضاعهم داخل السجن ساءت بعد حلول المدير الجديد. وأوضحت الشكاية استمرار الإستفزازات والتضييق، مع ما يخلفه ذلك من تأزم الحالة النفسية لأغلبية السجناء، والإجهاز على كل المكتسبات التي حصل عليها السجناء، ناهيك عن التلكأ في تمتيع السجناء بحقوقهم بدعوى ضعف الإمكانيات، والحرمان من التطبيب من خلال فرض شروط مخلة بكرامة السجين وفي هذا الصدد منع التطبيب كل من رشيد بحري (يحتاج لعملية لإزالة أكياس في الكلي) ،الحيني مصطفى (عملية الفتق) زخير مصطفى (اوجاع الرأس) ،العميمي يوسف (المفاصل والصدر)، قسمان طارق (الصدر)، القاسمي سعيد(الأمراض الجلدية ). من جهة أخرى، شددت الشكاية على مسألة التضييق الذي تلقاء أسر السجناء خلال الزيارة من خلال طول الإنتظار والتفتيش المهين، ناهيك على تواجد غرفة الكاشو قرب قاعات الزيارة. وفي موضوع ذي صلة، لازال المعتقلون على خلفية قانون الرهاب بسجن عكاشة مضربين عن الطعام بسبب سوء المعاملة من طرف الإدارة. وكان منتدى الكرامة لحقوق الإنسان قد توصل ببيان من هؤلاء السجناء يلتمسون فيه من الملك محمد السادس إيفاد لجنة، أوتشكيل لجنة للتأكد من مدى تطبيق القانون داخل المؤسسات السجنية والوقوف على حقيقة الحرمان والظلم الذين يكابدهما المعنيون، وذلك بغرض رفع الظلم وحماية السجناء. سناء كريم