لم نعد نستطيع الدخول إلى سوق لالة زهراء خلال رمضان ... ولات السيبة فهاد السوق ... المخزن كيتفرج وساكت... هذه العبارات وأخرى استقتها التجديد من مواطنين ومواطنات يقصدون سوق لالة زهراء بالجديدة لاقتناء مستلزماتهم وحاجياتهم من خضر ولحوم وأسماك وغيرها، لكن مع حلول شهر رمضان من كل سنة، يعاني قاصدو السوق الأمرين من أجل دخول السوق والخروج منه سالمين، وذلك بسبب وجود عدد كبير من المنحرفين الذين يسيطرون على السوق ويشعلون فتيل الشجارات والعراك مع كل من يحتك بهم أو ينظر إليهم، وذلك لفسح المجال للصوص لنهب ما بجيوب مرتادي السوق، ويشهد هذا السوق على خلاف باقي أسواق المدينة مطاحنات يومية بين أشخاص تعلو صدورهم أوشام وتبدو عليهم آثار الضرب والجرح، ويتفوهون بعبارات نابية في حق بعضهم البعض وفي حق المارة. التجديد زارت سوق لالة زهراء أكثر من من مرة، وعاينت مواجهات طاحنة بين الباعة المتجولين وبعض الشباب الذين يلجأون إلى ابتزازهم عبر التهديد بالسلاح الأبيض، وكانت آخر هذه المواجهات شجار بين شابين مساء يوم السبت، استخدم فيه أحدهما سكينا من الحجم الكبير، فيما واجهه الثاني بقطعة حديدية، كما عاينت الحياد التام لأربعة من رجال الأمن الذين كانوا يتابعون المشهد مثل باقي المواطنين، بل عمد أحد رجال الأمن إلى استعطاف أحد المتشاجرين ومناداته باسمه لترك السكين من يده، فيما بقي اثنان من رجال الأمن قابعين داخل سيارتهم في مشهد أثار تعليقات كثيرة ممن تابعوا الشجار، في الوقت الذي تدخل فيه بعض المنحرفين لفض النزاع بعد أن نال كل من تابع المشهد حظه من السب والشتم، وسمع حصته من الكلام النابي. وغير بعيد عن هذا المنظر المتكرر بسوق لالة زهراء، كان شاب آخر في العشرينيات من عمره يبتز أحد بائعي الجبن بالتقسيط، مهددا إياه بقلب العربة إن لم يمنحه قطعة من الجبن، سيدة أخرى تبيع الفطائر قالت إنها توزع أكثر من عشرة فطائر على أمثال هؤلاء المبتزين لضمان سلامتها، سوق السمك الموجود وسط السوق قرب مطرح للنفايات وبركة تنبعث منها رائحة مقززة لا يخلو هو الآخر من شجارات بين الباعة وبين زوار السوق. عدد كبير من زوار السوق عبروا في تصريحاتهم لالتجديد عن استغرابهم لتراجع السلطات المحلية عن الخطوة التي قامت بها مباشرة بعد الانتخابات الجماعية الأخيرة، إذ قامت بتحرير أرصفة السوق من الاستغلال، وأخلت شوارعه من عربات الباعة المتجولين، ليعود إلى سابق عهده بعد شهر واحد تقريبا، بل أكثر فوضى من ذي قبل، وطالب السكان وزوار السوق وبعض الباعة المتجولين بضرورة التدخل لحمايتهم من بطش بعض المنحرفين واللصوص الذين أصبحوا يسيطرون على السوق أمام أعين رجال الأمن، الذين أصبحوا هم أيضا يخافون على حياتهم من بطش أمثال هؤلاء المنحرفين.