كانت بدايات قدوم المسلمين إلى فنزويلا مع الاستعمار البرتغالي والإسباني، وذلك عقب رحلة كولمبوس الشهيرة الذي كتب تقريرا وصف فيه ما رآه فقال: أراض غنية بالذهب والتوابل وسكانها طيبون يمكن تحويلهم بسهولة إلى المسيحية. وأغرى حديث كولومبوس عن الذهب البرتغال والإسبان بالتوجه إلى القارة واستيطانها بدءا من أواخر القرن الخامس عشر، وجلب المستعمر البرتغالي والإسباني آلافاً مؤلفة من الزنوج المسلمين من غرب إفريقيا وسواحلها لاستخدامهم أيد عاملة في مشاريعهم الرامية إلى استغلال ثروات البلاد، كما جيء بالعديد من المسلمين الإسبان الذين كانوا يخفون إسلامهم سرا، وتم بيعهم في أسواق الرقيق بأمريكا اللاتينية. وقد ذاب الجيل الأول من هؤلاء المسلمين في المجتمع، والذين حاولوا الحفاظ على هويتهم ودينهم حوربوا من قبل محاكم التفتيش الإسبانية، ولا يوجد اليوم إلا أطلال وعلامات مرسومة على ملامح الشعب الفنزويلي تشير إلى أن هؤلاء أحفاد المسلمين. وفي مرحلة أخرى، دفعت الأزمات الاقتصادية والسياسية والظروف المعيشية الصعبة التي عرفتها الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية وما نتج عنها من مشكلات، الكثير من المسلمين العرب والمسيحيين إلى الهجرة نحو فنزويلا، وقد كان أغلب هؤلاء من بلاد الشام وخصوصا سورية ولبنان وفلسطين. وقد عمل هؤلاء في بداية حياتهم باعة متجولين في الشوارع والأسواق، وفي فترة وجيزة أصبحوا من رجال المال والأعمال، يملكون محلات تجارية مهمة وشركات مختلفة ولهم وزنهم الاقتصادي، الأمر الذي دفع بالكثير من الأحزاب السياسية إلى مد وربط خيوط التفاهم معهم، بحيث أصبح فيهم المحامي والقاضي والطبيب والمهندس والمدرس في الجامعة. وتعيش أغلب الجالية المسلمة في مدينة كراكاس، ومراكيبو، وماتورين، وبرشيلونة، أما الجالية الفلسطينية فأغلبها يعيش في مدينة فالينسيا ولهم مركز إسلامي ومسجد، لكن لا يزال الكثيرون منهم متحمسين للقومية العربية، وهذا ينعكس سلباً على تسيير المسجد، ومن ثم ضعف الجالية أمام التكتلات الأخرى، وهذا عائق خطير يواجه الجالية المسلمة في فنزويلا. يوجد في فنزويلا العديد من الجمعيات الخيرية والمراكز الإسلامية والنوادي العربية والمدارس وعدد لا بأس به من المصليات والمساجد. ويعتبر مسجد الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الإبراهيم في كراكاس العاصمة، أكبر المساجد في فنزويلا وفي كافة أنحاء أمريكا اللاتينية، وقد تم افتتاحه رسمياً في 21 أبريل ,1993 وقد خاطب الرئيس الفنزويلي الجماهير المسلمة عند افتتاحه قائلاً: إن هذا العمل لن يكون فقط مركزاً للعبادة أو اعتكاف المؤمنين، وإنما سيكون رابطة جديدة للصداقة بين الشعب الفنزويلي والشعوب العربية المسلمة.