ينساب الماء في آذاننا ويخرج دون أن يسبب أي أذى في العادة، ولهذا يمكننا الإستحمام، والسباحة، والمشي تحت المطر دون أدنى مشكلة، ذلك أننا محميون بشكل الأذن التي تهيئ لخروج الماء بعد دخولها عبر فتحتها الواسعة. إضافةً إلى بطانتها التي تحتوي على مزايا حمضية مضادة للبكتيريا والفطريات. ولكن عند تعرض الأذن المتواصل للماء - كما في السباحة - سيظل الماء محصوراً في قناة الأذن، فيصبح الجلد لزجاً في داخل الأذن كما ويؤدي إلى إزالة الطبقة الحمضية المبطنة للقناة، مما يسمح للبكتيريا والفطريات في الماء باختراق الجلد، والنمو والتكاثر والتسبب بالتهاب الأذن الخارجية، والمسمى أيضاً بأذن السبّاح نظراً لشيوع هذا الإلتهاب بين السباحين للأسباب التي ذكرناها. أذن السباح إذاً: هو التهاب للأذن الخارجية وقناتها، ويصاحب التهابات الأذن الوسطى كذلك إذا ثقبت طبلة الأذن الفاصلة بين الأذنين الخارجية والوسطى. الأعراض: تظهر الأعراض بعد عدة أيام لتعرض الأذن لماءٍ ملوث، وتشمل الآتية: ـ ألم شديد عند تحريك صوان الأذن ، أو سحب شحمة الأذن ، أو دفع النتوء الأذني في مقدمة فتحة الأذن إلى الداخل. ـ ألم حول الأذن وغاباً ما يصيب أذناً واحدة من الأذنين. ـ حكة في الأذن الخارجية. ـ تورم الأذن وتضخم العقد الليمفاوية في العنق. ـ الإحساس بالامتلاء والثقل داخل الأذن. ـ إفراز صديدي من داخل الأذن. ـ ضعف في السمع. ـ مظهر الأذن يكون عادةً محمراً، وشبيه بالحرق. الأسباب: ـ التبلل الدائم لداخل الأذن بسبب السباحة، أو الإستحمام، أو العيش في مناطق عالية الرطوبة. ـ التعرض لكائنات دقيقة معدية أثناء السباحة في مياه ملوثة. ـ خدش الأذن بسبب العبث في داخلها بواسطة أجسام غريبة (كالعيدان ، والأسلاك..الخ)، أو أثناء محاولة تنظيف طين الأذن . المضاعفات: رغم كونه التهاباً غير خطر، إلا أنه إذا تم إهماله وتجاهله، قد تنشأ بعض المضاعفات الخطيرة منها: ـ فقدان السمع المؤقت: ينتهي بانتهاء الإلتهاب. ـ التحول إلى التهاب مزمن للأذن الخارجية: وهذا قد يؤدي أيضا إلى التهاب جلدي مزمن في منطقة حول الأذن من الجلد. ـ تلف العظام والغضاريف: عند انتشار الإلتهاب وامتداده إلى عظام أساس الجمجمة ، ويمتاز بألم شديد ، وهذا ما يتعرض له بشكل خاص المرضى المتقدمين في السن، ومرضى السكر، وهذا ما كان يسمى سابقاً بالإلتهاب الخبيث للأذن الخارجية رغم عدم وجود أي علاقة له بالسرطان.(أنظر الرسم) ومن أجل الوقاية من هذا المرض، يجب: ـ الحفاظ على الأذن جافة: بعد السباحة والحمام يتم تجفيف الأذن الخارجية فقط بمنشفة قطنية، ودون إدخال الإصبع أو أية أداة أخرى داخل الأذن. ـ السباحة بحكمة: وذلك بتجنب السباحة في الماء الملوث. ـ إستخدام سدادات خاصة: حيث صمم البعض منها لإبعاد الماء عن الأذنين. ـ العلاج الذاتي: باستخدام قطرة مصنعة ذاتية بإضافة جزء من الخل إلى جزء مساوي من الكحول والتقطير بها قبل وبعد السباحة، حيث توضع ملعقة صغيرة في كل أذن وتترك لتنساب خارج الأذن ثانية، فهذا المزيج يعيق تمو البكتيريا والفطريات التي قد تتسبب في (أذن السباحين). ـ تجنُّب وضع الأجسام الغريبة في الأذن: ولا يجب إطلاقاً إدخال أدوات لإزالة الطين المتصلب من الأذن كأعواد القطن، وقصاصات الورق، أو دبابيس الشعر، لأن استخدام هذه المواد قد يدفع بالقطن إلى مسافة أعمق داخل الأذن، كما وقد تخدش الجلد الرقيق في القناة الأذنية. ـ أخذ الحيطة والحذر بعد التهاب الأذن أو بعد عملية جراحية في الأذن، وعدم السباحة قبل استشارة الطبيب. العلاج المنزلي: إذا كان الألم خفيفا ولا يوجد إفراز من الأذن فيمكن عمل التالي: - كمادات ساخنة توضع على الأذن لتخفيف الألم. - إستخدام مسكنات الألم. - التوقف عن السباحة حتى يشفى الالتهاب ، واستخدام سدادات خاصة للأذنين أثناء الإستحمام.