لقد مرت الطفولة في الماضي بعصور أسيئ فيها معاملة الأطفال واعتبرت القسوة والتخويف وسيلة لتربيتهم وقد ثبت خطأ ذلك علميا. إن الصغار هم الطرف الأضعف في العلاقة مع الكبار فطفل الإنسان عاجز بيولوجيا ويحتاج إلى الاعتماد العضوي على أبويه لكي يعيش فهو لا يستطيع أن يطعم نفسه أو يحمي نفسه من المخاطر إلا بواسطة الكبار ، والطفولة السعيدة تعني شبابا سليما يمتد ليكون المجتمع الذي هو امتداد لتاريخ الإنسان بل والحياة والوجود.. ولذلك يبقى دائما للتربية دور هام في الصحة النفسية .. فإذا نشأ الطفل بطريقة سليمة اكتسب شخصية طبيعية وعاش مستريح النفس أما إذا نبت عود الغرس معوجا منذ بدايته لازمه ذلك الإعوجاج مستقبلا، وكان من الصعب إصلاحه ـ وفيما يلي بعض النقاط الهامة والضرورية في مجال تربية الأطفال : ـ تنمية الشعور الديني (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) حديث شريف فالدين هو محور حياة الفرد وبدونه تصبح الحياة بلا هدف والإيمان بالله هو الجوهر لذلك لا بد من تعريف الطفل بدينه بطريقة سهلة ومبسطة ومحببا إلى نفسه مثل غرس محبة الله والأيمان به في قلب الطفل منذ نشاته الأولى ، وترغيب الأطفال في الجنة وإنها لمن صلى وصام وأطاع والديه نعلمهم القرآن الكريم وحفظ قصارى السور ـ وتعويدهم على الصلاة منذ الصغر ...تحذير الأطفال البعد عن المحرمات مثل الميسر والخمر والسرقة والمخدرات ..، تعويد الأطفال الصدق قولا وعملا ..ولا نكذب عليهم ولو مازحين وإذا وعدناهم بشيء يجب أن نفي ونحفظ ألسنتنا أمامهم ونحذرهم من الكلام البذيء ..، تشجيع الأطفال على قراءة الكتب الهادفة والمفيدة والبدء بقصص الأنبياء وتبسيطها لهم. تعويد الأطفال النظافة والعادات الصحية السليمة. العلاقة بين الوالدين: إن الخلافات بين الوالدين تسبب للابن صراعا نفسيا ويفقد الحب والحنان مما يدفعه إلى سلوك عدواني معاد للمجتمع. تفضيل أحد الأبناء: إن التفضيل بين الإخوة يجعل الطفل يشعر بحاجة زائدة للرعاية مما يؤدي إلى صعوبة تكيفه مع الآخرين وتكوين الصراعات. القسوة أو التدليل الزائد كلاهما خطأ فالقسوة تؤدي إلى تبلد وعناد الطفل كما إن الإسراف في التدليل يجعل الابن غير واقعي ولا يستطيع الاعتماد على نفسه. اللعب: أحيانا يغضب الآباء من لعب أبنائهم بالمنزل ويمنعوهم من ذلك وهم لا يدركون أن حرمان الطفل من اللعب يعرضه للكبت والاكتئاب واضطراب الشخصية