هل تأثرت الصحافة بالأزمة العالمية؟ سؤال أجاب عنه المشاركون في مؤتمر الجمعية العالمية للصحف المنعقد ببرشلونة يوم الأربعاء 27 ماي 2009، إذ اعترفت الجمعية بأن القطاع تأثر كثيرا في العام 2009 بالأزمة؛ خصوصا في أوروبا والولاياتالمتحدة. وأقر الإيرلندي غافين أورايلي رئيس الجمعية أن العام 2009 سيكون عاما صعبا للغاية للصحف التي تواجه تراجعا كبيرا للإعلانات بسبب الأزمة والتحدي المتزايد للأنترنت. بالنسبة للمغرب، يقول الخبير الإعلامي يحي اليحياوي، في تصريح لـالتجديد، إن الصحافة المغربية تعيش وضعا مترديا قبل الأزمة المالية الاقتصادية. وبخصوص الإعلانات أشار اليحياوي إلى غياب معطيات تتعلق بالموضوع، موضحا أن سوق الإعلان في المغرب غير مقنن ويعطى للصحف على أساس المحاباة والزبونية والمحسوبية. وقال إن المؤسسات الإعلامية في المغرب لم تتأثر على مستوى تراجع الإعلانات، ذلك أن سوق الإشهار في نمو، إذ تقدم بنسبة 15 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وبخصوص الأنترنت الذي يشكل تحديا يواجه الصحف المطبوعة، قال اليحياوي إن كثيرا من الصحف العالمية لجأت إلى الطبعة الإلكترونية، ولم تعد تراهن على الطبعة المكتوبة فقط. أما المغرب حسب المصدر نفسه فما يزال في بداية الطريق، إذ إن بعض الصحف تتوفر على مواقع إلكتروني، لكن ما دفعها إلى هذه الخطوة ليس إكراهات معينة وإنما الموضة بحسب تعبيره، وبخصوص تراجع دور الصحافة المكتوبة قال اليحياوي إنه لم يقتل منبر إعلامي آخر، حيث إن التلفزة لم تقتل الإذاعة، كما أن الأنترنت لن يقتل الصحافة المكتوبة، والذي يقع أن هناك توزيعا للأدوار، وإعادة تموقع مجموعة من المنابر الإعلامية، فالتكنولوجيا متكاملة وليست متنافسة. وكانت الجمعية العالمية للصحف قد انتقدت بشدة في لقائها يوم الأربعاء الأشخاص الذين يتوقعون اختفاء الصحف المطبوعة قريبا، وقال رئيسها غافين أورايلي إن هذا القطاع يستمر في النمو، ومبيعات الصحف اليومية ارتفعت بنسبة 1,3 في المائة في العام 2008 في العالم، لتصل إلى 539 مليون نسخة يوميا، في حين أن الزيادة على أربعة أعوام بلغت 8,8 في المائة. وتظهر أرقام الجمعية أن هذا التحسن سجل في إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا ولا سيما الهند والصين، في حين أن تراجع المبيعات تواصل في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وأشار أورايلي إلى أن الصحافة المكتوبة تواجه كذلك ظاهرة التغيرات الجذرية، مع ظهور متواصل لأشكال جديدة لنشر المعلومات عبر الأنترنت أو الهواتف النقالة. لكنه رأى أنها قادرة على التكيف مع الثورة الرقمية، مواصلا هجومه المنتظم على التعليقات السلبية التي لا أساس لها التي يقوم بها أشخاص يعتبرون أن المستقبل هو فقط للأخبار التي تنشر عبر الأنترنت، وأن الصحف المطبوعة محكوم عليها بالموت.