ورد في جريدة التجديد الصادرة بتاريخ 25 فبراير 2009 مقالة بعنوان جمعيتان مغربيتان تحتضنان الصمود المغربي بالقدس وما يثير الانتباه هو الربط بين صمود المغاربة في القدس الشرف وهاتين الجمعيتين وكأن هذا الصمود ما كان له أن يتحقق ويتواصل لولا هاتين الجمعيتين التين تأسستا بالأمس القريب وهذا خطأ جسيم يقتضي التصحيح للأسباب التالية: أولا: إن الوجود المغربي في القدس الشريف تمتد جدوره إلى عصور الإسلام الأولي وتعزز إبان الحروب الصليبية وبقي ومازال وسيبقى باعتباره جزءا أساسيا من الارتباط الإسلامي بالمدينة المقدسة. كما أن هذا الوجود استمد صموده بالدرجة الأولى من النسيج الاجتماعي للقدس الشريف الذي يتشكل من فسيفساء قومية وإثنية شكل طابع المدينة على مدى 14 قرنا من الزمن في ترابط وتناغم عززه الدين الإسلامي، والذي يعود له الفضل في الدرجة الأولى لهذا الصمود. ثانيا: إن الوجود المغربي في القدس الشريف أكبر من أن يصغر أو يقزم ليصبح مرهونا بعمل هاتين الجمعيتين اللتين قدمتا في المقال المشار إليه بشكل مبالغ فيه من حيث الدور الذي تلعبه والخدمات التي تقدمها، حيث أن هاتين الجمعيتين ليست بأكثر من اسم بلا مضمون أو حتى عنوان بريدي وليس لها كيان قائم وإنما مرتبطة بعائلة واحدة الشخص صاحب الصورة وأخته التي ذكرت في موقع آخر من المقال ولا نرى أي هدف لهذا الاستعراض سواء استغلال ارتباط وتعلق المغاربة بالقدس الشريف واستثماره لأغراض نفعية خاصة تحت مظلة هاتين الجمعيتين المزعومتين. ثالثا: إن الوجود المغربي في القدس الشريف وبعد مئات السنين يصعب اليوم حصره أو تحديده، وعليه فإننا نشكك بأي إحصاءات متعلقة بهذا الوجود ومن حيث العدد فهناك عائلات مقدسية وفلسطينية تعود أصولها المغاربية إلى مئات السنين وهم يفتخرون بفلسطينيتهم ويعتزون بأصولهم المغربية في آن معاً ولا يريدون أن يكون جزء من غيتو وإنما لون بارز في فسيفساء المدينة المقدسة. بكلمة أخرى من غير الممكن اليوم تعريف من هو المغربي في القدس الشريف حتى نقول أن عدد المغاربة هو هذا الرقم أو ذاك. بقي أن نشير إلى أن المقال يغفل الدور الذي تضطلع به لجنة القدس في دعم صمود المقدسيين بكافة أطيافهم بما في ذلك مغاربة القدس الشريف الذين حظوا باهتمام خاص من طرف وكالة بيت مال القدس الشريف تجلى في ترميم وتأهيل الزاوية المغربية آخر ما تبقى من حارة المغاربة لتعود من جديد معلمة بارزة من معالم ارتباط المغاربة بالقدس الشريف فضلا عن شمل العائلات المغربية في كل مساعدة ومشروع تقوم به الوكالة في المدينة المقدسة وذلك في إطار دعم صمود المقدسيين وتعزيز تشبثهم بأرضهم ومقدساتهم.