رفضت المحكمة الابتدائية بالقنيطرة طلب باشا المدينة بحل جمعية السبيل الثقافية التي كانت تشرف على تسيير دار القرآن بالمدينة، وهو الأمر الذي اعتبره رئيسها عبد العزيز الفقيهي إنصافا في حق الجمعية والعاملين بها، حيث قضت المحكمة بعد قبول طلب باشا القنيطرة بحل الجمعية ومنعها من مزاولة أنشطتها، واعتبرته لا يتوفر على الاختصاص. وتعود أطوار هذه القضية إلى أواخر شهر رمضان السابق حين أغلقت السلطات جمعية السبيل الثقافية على خلفية فتوى المغراوي، رغم نفي رئيسها الفقيهي أي علاقة تربطه به، وأكد على أن الترخيص حصلت عليه الجمعية من لدن وزارة الداخلية من أجل ممارسة أنشطتها التي تتمثل في أنشطة ترفيهية ودينية، وممارسة المسرح ودروس عامة وتحفيظ القرآن ومحاربة الأمية. وتعليقا على الحكم نوه المحامي بهيئة البيضاء عبد المالك زعزاع بالقضاء الإداري ووصفه بـالعادل خاصة أن طلب الحل الذي تقدم به الباشا إلى المحكمة لم يكن مؤسسا على أسباب منطقية وقانونية سليمة، إذ من حيث الشكل استند على فرضية علاقة هذه الجمعية بشخص المغراوي الذي قال فتوى معينة، وفي هذه الحالة سيكون مصير مثل هذا الطلب عدم القبول من الناحية الشكلية خاصة وأن هذه الجمعية وغيرها تنفي علنا علاقتها بهذا الشخص، وأشار زعزاع إلى أن الحل والإغلاق يكون حسب المادة 7 من قانون تاسيس الجمعيات بمبادرة من النيابة العامة أو من كل من يعنيه الأمر والذي يعنيه الأمر محليا ليس الباشا، ولكن الجهات الإدارية التي تضع لديها الجمعيات ملفها. ولا يكون الحل بناء على الفصل 3 إلا إذا تبين أن هذه الجمعيات أسست للمس بالدين الإسلامي أو التراب الوطني أو النظام الملكي أوتدعو إلى التمييز والعنصرية. وأشار إلى أن إغلاق عدد من الجمعيات على خلفية فتوى المغراوي كان إجراء سابق لاوانه، وإيقاف أنشطتها إجراء تابع للحكم بحلها، وهذا الحكم يكون صادرا عن المحكمة الابتدائية التي تفصل في هذه النزاعات. وجاء في الدعوى المرفوعة ضد جمعية السبيل أنه بناء على ما قامت به مصالح الولاية من بحث حول الجمعية المذكورة، والتي تتوفر على دار للقرآن الموالية للحركة السلفية المغراوية، والتي يتزعمها محمد بن عبد الرحمان المغراوي، إلا أن التحريات كشفت على أن الجمعية ليس لها علاقة معه. يذكر أن السلطات قامت بإغلاق 68 دارا للقرآن بمختلف مدن المغرب على خلفية رأي المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، في تفسير آية من سورة الطلاق، وتهم موضوع تزويج البنت الصغيرة. وأثار هذا القرار استياء جمعيات حقوقية اعتبرت القرار جائرا وغير عادلا. وسبق للفقيهي أن أكد أن قرار الإغلاق خلف استياءا كبيرا من ساكنة المدينة ومن قبل الرواد الذين كانوا يأتون إلى دار القرآن بأبنائهم ونسائهم لحفظ القرآن الكريم والتعليم ومحاربة الأمية.