في إحدى الفرعيات غير البعيدة عن مدينة تاونات، وتحديدا بجماعة الزريزار، كان أحد المدرسين بسلك الابتدائي يرفض استقبال مفتشة ومفتش خلال كل زيارة للمؤطرين للوحدة المدرسية، بحيث كلما ألمح سيارة النيابة تقترب من المؤسسة كان يغادر القسم من النافذة ويترك المتعلمين لوحدهم، في فرعية شيدت بالقرب من غابة وفي منطقة مرتفعة. زميل المعلم الفار، أفاد أن زميله له حساسية من المفتشين، ولا يطمئن لوجودهم بالفصل، كما أنه غير مبال لا بالترقية ولا بالتأطير، وطوال أربع سنوات لم يستطع المفتش زيارة المعلم الهارب من قبضة التأطير والمراقبة، لكن تمت سلوكات تنفر المدرس أو المدرسة من هؤلاء، كما أوضح رشيد. ب، وهو مدرس عمل بنواحي كتامة فكره بها المفتش والتفتيش بسبب تصرفات أحد المفتشين بالمنطقة، حيث كان يشترط تمكينه من 100درهم مسبقا قبل القيام بالتفتيش، وكل من لم يمنح المبلغ يحرم من نقطة الامتياز. رشيد ضد الرشوة، لذا قرر عدم منح المبلغ للمفتش المذكور، لكن بمجرد دخول المؤطر التربوي تجاهله الأستاذ ولم يمنحه العلاوة، فصب جام غضبه عليه ووجه له مجموعة من الانتقادات والملاحظات، والتي لم تكن في محلها، مما دفع بالأستاذ إلى وضع مبلغ 50 درهما في يد المفتش دون أن يشعر التلاميذ، فتغير وجه المدرس وسحب الانتقادات ومنحه نقطة الامتياز، الدافع بحسب رشيد هو أنه في حاجة إلى نقطة الامتياز قصد المشاركة في الحركة الانتقالية والاقتراب من الحضارة والأهل؛ خصوصا الزوجة. ما وقع لرشيد يقع للعديد من المدرسين والمدرسات، فهناك الابتزاز والتحرش، بل هناك بعض المفتشين ممن يقومون بالتأطير والمراقبة في المقاهي والمدن، بل هناك بعض المدرسين ممن يكتبون التقرير الخاص بالتفتيش والنقطة والملاحظات ويقدمه للمفتش قصد التأشير والمصادقة.