دعت هيئات مدنية ورياضية بمدينة مراكش إلى إحياء تراث رياضة لمشايشة والمحافظة عليه كتراث أصيل عرف ازدهارا كبيرا في الحقب الماضية كأحد فنون القتال ذي الطابع الرياضي التنافسي، كما مورس من قبل فئات عريضة من الشعب المغربي خاصة في المدن العتيقة. وقد سلمت جمعية التحدي بمراكش إلى نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة أثناء زيارتها الجمعة الماضية بمراكش ملفا متكاملا عن هذه الرياضة الأصيلة التي تشبه إلى حد بعيد رياضة الجيدو، وكانت تمارس أثناء النزهات التي يقوم بها الصناع التقليديون خاصة اللباطة (حرفي يغسل الجلود في دور الدباغ) في المنترهات والعراصي، ضمن طقوس خاصة مليئة بالتنافس الرياضي والحبور والتشبث بالتقاليد الإسلامية العريقة. وقال رئيس الجمعية عادل رجا لـالتجديد إنه شخصيا وجه نداء إلى السلطات المحلية والإدارية والجامعات والمدارس ووسائل الإعلام وكل ذوي النيات الحسنة للعمل على المحافظة على هذا التراث اللامادي، طبقا لتوصيات منظمات اليونسكو. وأضاف أن لمشايشة وممارسوه يسمون ليشاشرة تراث جميل يمكن أن يلقى إقبالا متزايدا إذا ما عرف به جيدا، وأعطي له الاهتمام اللائق به، خاصة أن الممارس يشعر أن هذه الرياضة لها جذور في تاريخه، ويحس أنه ملزم بالحفاظ عليها لنقلها إلى الأجيال اللاحقة. من جهة ثانية، قدم أطفال الجمعية عروضا جميلة في هذا الفن الرياضي يوم الجمعة بحضور الوزيرة بقاعة بن شقرون بمراكش، وذلك بعدما طلبت رؤية هذه الرياضة التي تمارس حاليا في أندية محدودة بمراكش ومكناس ونادي بفرنسا، ولها لباس خاص أحمر وحزام أخضر، لكن بعض المشاركين الصغار في العرض وأغلبهم منحدرون من أسر فقيرة خاب أملهم بعدما رفضت الوزيرة، كما كان مقررا، النزول إلى الحلبة بعد انتهاء العرض، والحديث عن قرب مع هؤلاء الأطفال. وقال أحد الآباء، لقد عملنا من أجل إنجاح العرض وذهبنا إلى قاعة العرض في جو ممطر، ركبنا الحافلة وأتممنا الطريق على الأرجل، وانتظرنا الوزيرة لأكثر من ثلاث ساعات، لكن كل ذلك لم يشفع لنا أن يسمع أبناؤنا كلمة تشجيع من السيدة المتوكل التي عرفناها بطلة أولمبية قبل أن نعرفها وزيرة.