أكد عبد الحفيظ فهمي، رئيس المركز المستقل لأبحاث التشغيل، أن الطالب المغربي عليه أن يراهن على التشغيل الذاتي، لأنه بقدر ما يحقق فرصة عمل لصاحبه، يوفر مناصب شغل أخرى، لاسيما إذا عرف المشروع نجاحا. وأبرز فهمي خلال الندوة التي نظمت من لدن مركز الدارسات والعلوم الإنسانية لمناقشة كتابه التشغيل ممكن بجامعة الحسن الثاني للآداب بالدار البيضاء الاثنين الماضي، ضرورة الاعتماد على التشغيل الذاتي حسب مقاسات الكفاءات المغربية، والتوفر على العديد من الشروط التي تتمثل في الإبداع والدراسة والتحليل والتنفيذ والقدرة على التسيير والتدبير والنجاح، معتبرا أن التعليم لا يتوفر على هذه الشروط. ووفق المصدر ذاته فإن واقع الشغل في المغرب يعرف جملة من الاختلالات، مضيفا أن برنامج مقاولتي وصل إلى الباب المسدود، ولم تتجاوز نسبة نجاحه 5 في المائة، متسائلا عن الأسباب الكامنة وراء هذه الوضعية، والجهات الوصية مازلت ضالة في معاجلة هذه الإشكالية، معتبرا أن ورقة التشغيل الذاتي هي الورقة الأخيرة التي يمكن للدولة من خلالها أن تعالج هذه الظاهرة، لأن الفشل يعني بروز جحافيل من العاطلين.وشدد على أن الإصرار الحالي على مسايرة نفس البرامج هو مجرد ربح للوقت، إذ إنه ليس هناك نتائج كبيرة، مشيرا إلى محدودية تدخل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات. وقال فهمي إن هناك أزمة أفكار للشباب المغربي وإبداع المشاريع، لأن عموم الشباب يعتمدون على نفس الأفكار التي لا تتجاوز ,10 معتبرا أن التشغيل الذاتي يتيح العديد من الفرص القادرة للنجاح والتبلور على أرض الواقع، ومشيرا في الوقت نفسه إلى العديد من التجارب التي عرفت نجاحا. وحول مدى توفير القطاع العام لمناصب الشغل، أوضح أنه لا يتوفر على ميكانيزمات لتمويل هذه الفرص التي يمكنها أن تحدث مناصب عمل جديدة، وأن القطاع العام مايزال خزانا كبيرا للعمل، وأن المبادرة والمقاولة توجد، إلا أن الإشكالية في ضعف الإرادة وكفاءة المسؤولين القيمين على القطاع. ودعا إلى تخصيص فضاءات للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل في كل المؤسسات حتى يتم تجاوز الأموال الكبيرة التي تخصص لشراء أو كراء محلات لهذه الوكالة، مشيرا إلى أن ملف التشغيل ملف حساس، ومن ثم يجب وضع حد للاختلالات التي تحد من إعطاء دفعة جديدة للملف.